داعش الأقوى بين التيارات الجهادية (أرشيف)
داعش الأقوى بين التيارات الجهادية (أرشيف)
الأربعاء 17 سبتمبر 2014 / 00:22

تقرير: "داعش" يسعى لإنشاء حزام جهادي

24 - القاهرة - محمد فتحي يونس

قال تقرير صادر في القاهرة الثلاثاء، إن تمدد تنظيم "الدولة اللا-إسلامية" سيفرض حزاماً جهادياً يهدد استقرار الشرق الأوسط.

وبحسب التقرير الصادر عن المركز الإقليمي للدراسات في مصر فإن توسع "داعش" الملحوظ في العراق وسوريا، خاصة بعد إعلانه قيام "الخلافة الإسلامية"، وتنصيب قائده أبو بكر البغدادي نفسه "خليفة للمسلمين"، أثار تساؤلات عديدة حول مدى قدرة التنظيم على التمدد في مناطق أخرى بالإقليم وعلى التحالف مع تيارات جهادية أخرى، خاصة بعد حالة الانقسام التي بدت عليها الأخيرة تجاه السياسات والأهداف التي يتبناها التنظيم.

ورفض بعض التنظيمات الأصولية سياسيات "داعش" وأعلنت التمرد عليها، فيما أيدها البعض الآخر، خاصة فيما يتعلق بإعادة إحياء "الخلافة الإسلامية"، التي تعد الهدف الأسمى الذى تسعى إليه كل التيارات الجهادية بمختلف أطيافها.

تيارات مؤيدة
وبدأت بعض التنظيمات الجهادية المنتشرة في المنطقة في إعلان تأييدها لتنظيم "داعش" دون الانضمام إليه على غرار تنظيم "القاعدة في اليمن"، وبعض المجموعات التي تنتمي لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، حيث أعلن أبو عبد الله عثمان العاصمي، قاضي المنطقة الوسطى في التنظيم الأخير، أن رفاقه يعلنون "نصرتهم" لمن سماهم "المجاهدين" في تنظيم "داعش" بالعراق، مشيراً إلى أنهم "يريدون وصل حبل الود بيننا وبينكم"، وموجهاً في الوقت نفسه انتقادات قوية للتنظيمات الأخرى، ومنها تنظيم "القاعدة"، بسبب عدم تأييدها لـ"داعش".

وأعلن مؤخراً تنظيم "جند الخلافة" انشقاقه عن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ومبايعته لـ"داعش"، وأشار قائد التنظيم خالد أبو سليمان إلى أن "تنظيم القاعدة الأم وفرعها في المغرب حاداً عن جادة الصواب".

هذا بالإضافة إلى عدد من التنظيمات المحلية في المنطقة، التي أعلنت تأييدها لــ"داعش"، بل قدمت له الدعم، مثل تنظيم "لواء أحرار السنة" في لبنان، الذي يعتبر نفسه امتداداً لــ"داعش" في لبنان، وتنظيم "مجلس شورى أنصار الشريعة" بالأردن، الذي يقوم بالحشد الدعوي والمعنوي من أجل مناصرة "داعش"، إضافة إلى جماعة "أنصار الإسلام" بغزة.

ويمكن القول إن هذه التنظيمات التي أعلنت تأييدها لـ"داعش" ربما تتحول إلى أذرع للتنظيم في الفترة القادمة، لأسباب متعددة.

وساهمت عوامل عديدة في دعم التمدد "الداعشي" في المنطقة، منها: إنجازات "داعش" غير المسبوقة، حيث نجح في السيطرة على مناطق مترامية الأطراف عبر حدود دولتين، وأعلن عن قيام دولة "الخلافة الإسلامية"، وبذلك يكون التنظيم حقق، خلال وقت وجيز، ما عجزت عنه التيارات الجهادية على مدار أكثر من ثلاثين عاماً، وهو ما جعل بعض التنظيمات ترى أن هذا التنظيم أحق بالتأييد والنصرة أكثر من غيره من التنظيمات الأخرى التي لم تحقق إنجازات مماثلة على أرض الواقع.

ومن بين الأسباب الأخرى تراجع دور التنظيمات التكفيرية الأخرى في المنطقة، ومنها القاعدة، ما ترتب عليه تقلص قدرتها على التأثير في مجريات الأحداث والتحول إلى رقم مهم في المشهد الإقليمي كما يفعل تنظيم "داعش".

وجاء إعلان داعش لقيام "الخلافة الإسلامية"، كعامل مهم، فهو الهدف الأهم الذي تسعى إليه التيارات الجهادية، بشكل دفعها إلى تأييد تنظيم "داعش" والانشقاق عن بعض التنظيمات الأخرى التي لم تتمكن من تحقيق الهدف ذاته.

تداعيات محتملة
وقال التقرير إن "تمدد داعش سيترتب عليه عدد من التداعيات منها، المساهمة في توفير التمويل والمقاتلين للتنظيم بشكل فعال، إضافة إلى خلق حالة من التعبئة في أوساط الجهاديين في المنطقة من أجل مناصرة التنظيم وتقديم الدعم المعنوي له في مواجهة التحالف الدولي الذي بدأ يتشكل لوقف تقدمه، وهو ما سوف يستفيد منه التنظيم على المدى القصير، أما على المدى البعيد، فإن التنظيم، من خلال هذا التأييد، سيحظى بنفوذ واسع في المنطقة، يمكن أن يستخدمه في المستقبل، في حالة دخوله في صراع مع العديد من الأنظمة السياسية في المنطقة، وهو ما سوف يحوله إلى خطر عابر للحدود خلال المرحلة القادمة".

ومن التداعيات المحتملة سيطرة التنظيم على خريطة التيارات الجهادية المنتشرة في أنحاء مختلفة من العالم، خاصة بعد تحول توجهاته إلى المرجعية الفكرية لمعظم التنظيمات الجهادية في العالم.

أما عن أبرز التداعيات المحتملة بحسب التقرير فهي تشكل نوع من "الحزام الجهادي" في المنطقة، بشكل يمكن أن يهدد كل الأنظمة السياسية إذا ما استمر تمدد "داعش" بهذه الصورة الحالية، خاصة أنه سيشجع التنظيمات الجهادية الموالية له، على تكثيف هجماتها ضد الدول التي تقيم فيها، من أجل إسقاط الأنظمة السياسية التي تنظر إليها على أنها نظم علمانية تعادي الإسلام، وبالتالي يجب القضاء عليها.