• غلاق الصفحة على فيس بوك
    غلاق الصفحة على فيس بوك
  • صاحبة الصفحة مي فتحي (المصدر)
    صاحبة الصفحة مي فتحي (المصدر)
الأربعاء 17 سبتمبر 2014 / 00:43

"نساء من مصر".. كتاب مفتوح لحكايات نساء بسيطات على "فيس بوك"

24 - القاهرة - ريهام عاطف

"إحنا ما بنتكلمش عن ستات مصر.. إحنا بنسيبهم هم يحكوا حكايتهم".. كلمات أرادت مي فتحي أن تصف بها فكرة صفحتها "نساء من مصر" على "فيس بوك"، والتي ليست مجرد صفحة عادية على مواقع التواصل الاجتماعي، بل تحولت إلى كتاب مفتوح ثري بسطور الكثيرات ممن يحكين تجاربهن وحكايتهن مع الحياة ما بين طموحات وآلام وأخرى دموع.

قصص بسيطة ولكنها تستحق التوثيق.. هذا ما أرادته "فتحي" من صفحتها والتي أصبحت تضم أكثر من 4 آلاف متابع، حيث حرصت الصفحة على عرض صور المشاركات مع نشر سطورهن دون ذكر أسمائهن.

كان موت والدتها نقطة تحول في حياتها، هذا ما عبّرت عنه إحدى المشاركات قائلة: "أنا وماما كنا أصحاب، (أنتيم) يعني، فقد كانت نشيطة في حياتها، وبينما وهي في الأربعينات أصيبت بجلطة مفاجئة في القلب، حتى بدأت تتدهور صحتها وظلت عاماً كاملاً تعاني من المرض حتى توفيت".

وأضافت: "من وقتها وأنا قررت أعيش اللحظة بلحظتها، وأستمتع بالحاضر بكل ما فيه وأقوم بعمل كل ما أريده دون تأجيل، دون الانشغال كثيراً بالمستقبل، والحقيقة أنني نجحت في ذلك".

أعيش الحياة ولكن بطريقة مختلفة
لم يشغل وقتها وفكرها حالياً سوى أطفالها والذين أخذوا منها حياتها الشخصية وأعطوا لها حياة هم من اختاروها لها، هذا ما لخصت به سارة حياتها بعد الزواج، حيث تقول: "وجود الأطفال يعني تعطل أي حياة أخرى، فلا أملك الوقت كي أفعل أي شيء آخر في حياتي، لأني مشغولة بهم.. ولكن في نفس الوقت الوضع أصبح كأنني أعيش الحياة ولكن بطريقة مختلفة".

قيود المجتمع
وببراءتها التي طغت على ملامحها أبدت إحدى المشاركات والتي لم يزد عمرها على التسع سنوات، رغبتها في أن تصبح طبيبة حينما تكبر، وحينما سألت عن السبب، كان ردها أكثر براءة "عشان عايزة أعرف الستات بيولدوا الأطفال إزاي".

"أنا بدأت أكبر وأستقل وأحاول أكون شخصيتي، وبالتالي بدأت اصطدم بالمجتمع وقيوده يفرضها علي.. لكني غير ناوية الاستسلام بسهولة، سأظل أعارض وأحتج على أي قيود لا أصل لها في الدين، والتي لست مستعدة لقبولها".. بهذه الكلمات عبرت مشاركة أخرى عن رفضها لقيود المجتمع الشرقي التي يفرضها على كل فتاة على الرغم أن عمرها لم يتجاوز الـ21 عاماً.

"أنا أعمل كمراجعة لغوية، وعملي كله ليلاً كي أتجنب الناس نهاراً".. فتاة بهذه الكلمات رفضت التعامل مع الناس، فقررت أن تجعل وقت عملها في الليل تجنباً للمشكلات التي واجهتها معهم.

قصص كفاح حقيقية
أما مي فتحي، صاحبة فكرة صفحة "نساء من مصر" فهي فتاة من المنصورة أتت إلى القاهرة بعدما تزوجت، ولعل عملها في أحد المواقع المهتمة بالشأن النسوي، إضافة إلى تأثرها بفكرة الصفحة الشهيرة Humen Of NewYork، دفعها للاهتمام بتوثيق حكايات النساء البسيطات والتي تختارهن من تجولها اليومي في الشوارع، حيث تقول لـ24: "بحكم عملي في الشأن النسوي وجدت أن حال النساء في مصر يعبر عن قصص كفاح حقيقية في حاجة إلى من ينصت إليهن ويلقي الضوء على حكايتهن، فبدأت أشعر أن كل سيدة في مصر هي حالة كفاح متفردة وتتكرر بشكل يومي ومع ذلك لم يلتفت أحد إليها، فقررت أن أدمج نفسي مع مشاكلهن وأبرز تفاصيل في حياتهن غائبة عن الكثيرين".

وتضيف "فتحي" أنه في بادئ الأمر واجهتها بعض الصعوبات في إقناع السيدات، فهناك الكثيرات اللاتي رفضن التحدث إليها لعدم معرفتهن بها، إضافة إلى بعضهن اللاتي كن يرفضن نشر صورتهن، لهذا كان عليها أن تبدأ بأقاربها وصديقاتها، ومع الوقت ومعرفة الكثيرات بصفحتها، بدأت كثير من الفتيات والسيدات يثقن فيها خاصة أنها تحرص على التعامل بشكل لطيف معهن، وتعطيهن كل المعلومات الخاصة بالصفحة وتطلعهن على الصفحة قبل التحدث إليهن كي يثقن في مصداقيتها، مؤكدة أنه لا يحكمها أي معايير في اختيار السيدة التي تتحدث عن نفسها، وعلى الرغم أن الفكرة تقوم على التوثيق البصري، فهي ليست محترفة في التصوير ومع ذلك تحرص كل الحرص على انتقاء الصورة التي تعبر عن بطلات صفحتها.

وعن أحلامها، تقول مي: "أحلم أن تستمر الصفحة وتكبر لأنه السبيل الوحيد أن الناس تثق في وتظهر معي، وحلمي الحقيقي أن أنشر كتابي وأعيش حياة بسيطة أنا وزوجي وقطنا الوحيد".