داعش يحاول اعتماد استراتيجية جديدة غير واضحة(أرشيف)
داعش يحاول اعتماد استراتيجية جديدة غير واضحة(أرشيف)
الأربعاء 17 سبتمبر 2014 / 16:16

تقرير: أين اختفى داعش؟

اختفي تنظيم داعش عن الأنظار في معقله السّوري بعد قرار الرئيس باراك أوباما توجيه ضرباتٍ جويةٍ ضدّه في سوريا، فلم يعد يظهر في الشوارع وأعاد نشر أسلحته ومقاتليه وحدّ من ظهوره الإعلامي.

داعش بين استراتجية الغموض والتواري عن الأنظار

وفي مدينة الرقة على بعد 450 كيلومتراً شمال شرق دمشق يقول سكان إن الجماعة تنقل مُعداتها كلّ يوم منذ أشار أوباما في 11 سبتمبر (أيلول)  إلى إمكانية توسيع الهجمات الجوية على مقاتلي داعش لتمتد من العراق إلى سوريا.

صمت وإخلاء
وأغلق نشطاء التنظيم الذين كانوا يردّون في العادة على الأسئلة صفحاتهم على الإنترنت ولم يبدر عن زعماء التنظيم أي رد فعل مباشر على أوباما ولم تُذكر كلمته قبل أسبوع في التسجيل الذي بثه التنظيم السبت لذبح الرهينة البريطاني ديفيد هينز.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لتشكيل تحالف لقتاله، يحاول التنظيم على ما يبدو إحاطة استراتيجيته بأكبر قدر ممكن من الغموض.

وحين واجهوا ضربات جوية أمريكية في العراق ترك مقاتلو التنظيم الأسلحة الثقيلة التي جعلتهم أهدافاً سهلة وحاولوا الاندماج بين سكان المناطق المدنية، وربما قامت الجماعة بالشيء نفسه في سوريا تحسباً من غارات مماثلة.

ففي الرقة مثلاً، أخلت الجماعة المباني التي كانت تدير منها شؤونها وأعادت نشر أسلحتها الثقيلة وأخرجت أسر المقاتلين من المدينة.

وقال أحد سكان الرقة عبر الإنترنت "يحاولون أن يبقوا في حالة حركة".

وأضاف الساكن الذي طلب عدم نشر اسمه خوفاً على سلامته "لديهم خلايا نائمة في كل مكان... ولا يجتمعون إلا في إطار محدود جداً".

ووعد رئيس هيئة الأركان الأمريكية الثلاثاء بحملة "مستمرة ومتواصلة" على الدولة اللا-إسلامية في سوريا.. وربما رصدت واشنطن بالفعل مواقع التنظيم في الرقة.

إلاّ أن ساكناً آخر قال: "تتخذ الدولة الإسلامية الآن خطوات دفاعية تكتيكية بتحريك أصولها إلى أماكن مختلفة فلا تتمركز كل أسلحتها الثقيلة في مكان واحد". 

وتعد مدينة الرقة المحافظة القاعدة الأساسية لتنظيم الدولة اللا-إسلامية في سوريا، وأخرج التنظيم منها في أغسطس(آب) آخرالقوات الحكومية من المنطقة بعد السيطرة على قاعدة جوية فيها.

ومنذ السيطرة على مدينة الموصل العراقية في يونيو (حزيران) وسع التنظيم سيطرته على دير الزور السورية الحدودية المجاورة.
 
من المرور إلى المخابز
وفي الرقة تولت الدولة اللا- إسلامية إدارة جوانب كثيرة من الحياة ووضعت يدها على كل شيء، من المرور حتى المخابز في محاولة لإقامة دولة تديرها وفقا لتفسيرها الخاص للإسلام.

وقال ساكن آخر في المدينة التي كان عدد سكّانها 200 ألف قبل بداية الحرب الأهلية إن التنظيم يحاول إعطاء انطباع بأن الأمور تجري كالمعتاد حتى بعد التقليل من وجوده في الشوارع، وأضاف إنهم "يعطون الانطباع بأنهم لا يكترثون".

وتابع "لا يظهر المقاتلون بكثافة في الشوارع هذه الأيام، لا يظهرون إلا للضرورة. الشوارع خالية والناس قلقون وخائفون".

وحسب السكان فإنه ومنذ كلمة أوباما بدأت المتاجر في الرقة في الإغلاق باكراً وقفز الدولار الأمريكي في السوق السوداء، وغادر العشرات، دون أن يؤشر ذلك بالضرورة على هجرة جماعية.

ترويج
ورغم أنه يتأهب للتعرض لهجوم متوقع يواصل الترويج لقضيته بين السكان، ووزع قبل أيام بياناً من 14 نقطة لتذكير السكان بقواعده مثل تحريم "الاتجار والتعاطي بالخمور والمخدرات والدخان وسائر المحرمات"وبقاء النساء في بيوتهن والتزام "الحشمة والستر والجلباب الفضفاض" إذا خرجن إلى ضرورة، مع التذكير بأن كل متعامل مع حكومة بشار الأسد سيكون مصيره القتل.

وقال المحلل بمعهد دلما في أبوظبي حسن حسن تعليقاً على البيان إن الأخير :"ينتهج أسلوب الترغيب والترهيب"، وأضاف "من الواضح أنها خطوة لطمأنة الناس وتحذيرهم ".

لكنه قال إن حُكم الرقة سيحل في المرتبة الثانية على سلم الأولويات بالنسبة للتنظيم بعد النجاة من الضربات الجوية الأمريكية.

وتابع للتنظيم دائماً "خطة بديلة حتى قبل إعلان خبر التدخل الأمريكي الوشيك... من المهم أن ندرك أن هؤلاء الناس لا يحتاجون لأن يكونوا في قواعد".