الأربعاء 17 سبتمبر 2014 / 18:42

كوسوفو تعتقل ائمة مساجد في محاولة لوقف تدفق مقاتلين على سوريا والعراق

اعتقلت شرطة كوسوفو 15 شخصاً بينهم تسعة أئمة على الأقل اليوم الأربعاء في ثاني عملية كبيرة خلال أسابيع لوقف تدفق شبان من العرق الألباني على سوريا والعراق للانضمام للمقاتلين الإسلاميين هناك.

وقال مصدر في الشرطة اشترط عدم نشر اسمه: "اعتقلنا 15 شخصاً من جميع أنحاء البلاد. وتشمل الاتهامات الإرهاب وتهديد النظام الدستوري والتحريض وخطاب الكراهية الديني".

وقال متحدث باسم الشرطة إن "بعض الأشخاص" اعتقلوا في عملية بدأت هذا الصباح لكنه رفض الخوض في تفاصيل.

وفي أحدث عملية من هذا النوع يوم 11 أغسطس آب اعتقل 40 شخصاً للاشتباه في مشاركتهم في القتال في العراق وسوريا أو تجنيد متشددين.

وقالت الشرطة إن من بين المعتقلين إماماً بارزاً للجامع الكبير بالعاصمة بريشتينا بالإضافة إلى زعيم حزب سياسي له جذور إسلامية.

وقال المتحدث باسم الشرطة باقي كيلاني إن "أغلب المعتقلين ائمة من مساجد مختلفة تخص الطائفة المسلمة في كوسوفو".

وأغلب سكان كوسوفو البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة مسلمون من العرق الألباني ويعيشون نمط حياة علمانياً إلى حد كبير.

لكن لقطات الفيديو التي تظهر ضباط الشرطة وهم يعتقلون الأئمة قد تشعل غضب المسلمين المتدينين في كوسوفو وتثير تساؤلات عن الحريات الدينية. وارتدى الضباط اقنعة سوداء لمنع التعرف عليهم خشية تعرضهم للانتقام.

وقال متحدث باسم الطائفة الإسلامية التي توظف الائمة "لا أحد فوق القانون واذا ثبت أن موظفينا يهددون النظام الدستوري فسيكون الجميع سواء أمام القانون".

وهناك مخاوف من زحف التطرف إلى صفوف السكان المسلمين في دول أخرى بمنطقة البلقان مثل صربيا والبوسنة حيث من المعروف انضمام عشرات من سكانهما إلى المقاتلين في الشرق الأوسط.

ويعتقد مسؤولو مخابرات في كوسوفو أن ما بين 100 و200 من مواطني البلاد يقاتلون في العراق وسوريا. واستولى تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد على مناطق كبيرة في البلدين مما دفع الولايات المتحدة لشن غارات جوية على مقاتليه.

ووردت معلومات عن مقتل 20 مقاتلاً على الأقل من كوسوفو خلال العام المنصرم.

ونالت كوسوفو الدولة الحبيسة الفقيرة استقلالها عن صربيا عام 2008 بعد نحو عشرة أعوام على هجمات جوية شنتها قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة والتي أسفرت عن طرد القوات الصربية المتهمة بقتل وتهجير المدنيين الألبان أثناء حملة لإخماد تمرد.

وقالت السفيرة الأمريكية في كوسوفو تريسي جاكوبسون عبر حسابها على موقع تويتر: "أشيد مرة أخرى بكوسوفو لأخذها زمام المبادرة ضد المقاتلين الأجانب والتطرف".