الخميس 18 سبتمبر 2014 / 01:42

تقرير: عدد اللاجئين الحاليين يتخطى عددهم في الحرب العالمية الثانية

24- القاهرة- محمد فتحي يونس

قال تقرير صادر في القاهرة الأربعاء عن المركز الإقليمي للدراسات إن تدفقات اللاجئین باتت ضاغطة بصورة غیر مسبوقة وتفوق القدرات الاستیعابیة لمختلف دول المنطقة، في ظل احتدام الصراعات الأھلیة وتردي الأوضاع الاقتصادیة والأمنیة.

یؤدي استدامة بقاء اللاجئین في دول الجوار بحسب التقرير إلى تشبع سوق العمل بالأیدي العاملة الرخیصة مما یساھم في تصاعد معدلات البطالة نتیجة المنافسة مع اللاجئین في الدولة

ووفق تقریر المفوضیة العلیا لشئون اللاجئین، الصادر في یولیو (تموز) الماضي أن عدد اللاجئین، بسبب الصراعات الأھلیة في العالم، تجاوز ٥۱٫۲ ملیون لاجئ، وھو ما یتخطى إجمالي عدد النازحین خلال الحرب العالمیة الثانیة.

وبحسب التقرير فإن سوریا تمثل بؤرة الطرد الرئیسیة للاجئین في المنطقة، وعلى الرغم من تفاوت تقدیرات عدد اللاجئین السوریین إلى دول الجوار، إلا أن أحدث التقدیرات الرسمیة تشیر إلى أن عددھم یصل إلى حوالي ۲٫٥ ملیون لاجئ في مقابل ٦٫٥ ملیون نازح داخل الدولة السوریة.

وفي ھذا السیاق، بلغ عدد اللاجئین السوریین في الأردن حوالي ۱٫۳ ملیون لاجئ، في مقابل ۱٫۱۲ ملیون لاجئ في لبنان، و ۱٫۰٥ ملیون في تركیا، و۳۰۰ ألف في العراق، و۱۳۷ألف في مصر.

تھدیدات اللجوء:
وقال التقرير إنه لا توجد بوادر لتسویة قابلة للاستدامة في الأفق القریب لأي من الصراعات الموجودة، وھو ما یعني التحول باتجاه نمط الوجود الدائم للاجئین وتواصل تدفقات اللاجئین لدول الجوار التي باتت غیر قادرة على استیعابھم، في ظل التحدیات الاقتصادیة والدیموغرافیة والأمنیة التي بات یفرضھا ذلك.

وبحسب التقرير فإن تهديدات عديدة تنتج عن استدامة وجود اللاجئین في بعض دول الإقلیم ومنها أزمات الأمن الإنساني، نظراً لعدم قدرة الدول على الوفاء بالاحتیاجات الأساسیة لمواطنیھا، ناھیك عن تدبیر تكالیف إعاشة اللاجئین، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادیة التي تواجھھا، وفي ھذا الإطار أشار عبد الرحمن عمروش مدیر مخیم الزعتري في الأردن على سبيل المثال، في أبریل (نيسان) الماضي، إلى أن لاجئي المخیم یستھلكون حوالي ٤ ملایین لتر من المیاة، كما یؤدي ارتفاع عدد اللاجئین السوریین في الأردن إلى تزاید استھلاك الخدمات الأساسیة مثل الكھرباء والمیاة بنسب لا تقل عن ٥۰%.

ومن التهديدات الناتجة عن تدفق اللاجئين أيضاً، اختلال التوازن الدیموغرافي، فأشار وزیر الخارجیة والمغتربین اللبناني جبران باسیل، في ٤ یولیو (تموز) الماضي إلى تجاوز نسبة اللاجئین السوریین حوالي ۳٥% من إجمالي سكان لبنان، معربا عن رفضه إقامة مخیمات للاجئین السوریین وشرعنة وجودھم في لبنان على غرار اللاجئین الفلسطینیین، في المقابل تبلغ نسبة اللاجئین السوریین إلي إجمالي السكان في تركیا ۱٫۲%، وفي العراق ۱٫٤%، وفي الأردن ۱۸٫٥%، بینما تبلغ نسبة اللاجئین الأفارقة في الیمن حوالي ٥% من إجمالي السكان، وتتصاعد تھدیدات اختلال التوازن الدیموغرافي في ظل التركیبة الطائفیة المعقدة في لبنان والعراق والیمن، مما یؤدي إلى تحفیز الصراعات المذھبیة لتصبح عابرة للحدود.

استنزاف فرص العمل:
ویؤدي استدامة بقاء اللاجئین في دول الجوار بحسب التقرير إلى تشبع سوق العمل بالأیدي العاملة الرخیصة مما یساھم في تصاعد معدلات البطالة نتیجة المنافسة مع اللاجئین في الدولة، حیث أشار وزیر العمل اللبناني سجعان قزي، في ۷ یولیو ۲۰۱٤، إلى أن ٤۷ % من اللاجئین السوریین یمثلون أید عاملة منافسة للعمالة الوطنیة اللبنانیة، وفي السیاق ذاته أشارت دراسة أعدھا خوسیه سیرو مرتینیز في كلیة الدراسات والسیاسات العالمیة في جامعة كامبریدج نشرت نتائجھا في یولیو الماضي، إلى أن تدفق اللاجئین إلى الأردن أدى إلى تصاعد نسبة العمالة غیر الرسمیة بنسبة ٤٤% في الداخل الأردني، مما ترتب علیه ارتفاع نسبة البطالة لحوالي ۱٤%، ولعل ھذا ھو ما دفع الحكومة السودانیة إلى وقف استقبال النازحین من بؤرة الصراع في جنوب السودان في محیط الخرطوم، حیث قررت إنشاء مخیمات للاجئین في مناطق بعیدة عن المدن الرئیسیة.