الخميس 18 سبتمبر 2014 / 09:31

محمد بن زايد.. إبداع بناء العقول

الاتحاد- علي أبوالريش



ذات مرة، فاجأ الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شباباً إماراتيين بسؤال عما إذا كنا سنبكي أو نضحك مع تصدير آخر شحنة نفط من البلاد؟ ألجمت المفاجأة أولئك الشباب، عند منصتهم بأحد المعارض المتخصصة، وإذا بسموه يرد على تساؤله وابتسامة رضا وثقة بالمستقبل تزين محياه، وهو يقول لهم: بالطبع سنفرح لأنكم ثروتنا التي لا تنضب.

 موقف لخص رؤية ورهان سمو ولي عهد أبوظبي للمستقبل، وأداته في ذلك بناء العقول والاستثمار في الإنسان.

رؤية أكدها سموه أمس الأول لدى استقباله لاعبي المنتخب الوطني للشطرنج ومجلس إدارة اتحاد لعبة الذكاء والقادة والملوك، قائلاً: "إن الأوطان تقوم على العقول، ولا تقوم على ما تملكه من ثروات ومواردوذلك"، وذلك "طريق قيام ونهضة الأمم وتقدمها".

و"إن المهم في بناء الدول في القرن الحالي ليس عدد السكان ولا حجم جغرافية الأراضي، بل في الاعتماد على العقل والفكرة والكفاءة والنوعية".

وكدأب سموه في تشجيع الكوادر المواطنة من الشباب دائماً، وبث روح التحدي والتفاؤل والثقة بالنفس والتفكير والطاقة الإيجابية، أكد لهم أنه "لا يوجد مستحيل إذا توافرت الفكرة الصحيحة والعقول والكفاءات المخلصة لبلدها ومستقبل البلد؛ لأن بناء وتقدم الأوطان لا يوجد فيه مستحيل"، ولا يعرف المستحيل.

وذلك ليس بغريب على قائد ذي رؤية استشرافية للمستقبل، ترعرع في مدرسة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الرجل الذي حاول كثير من الخبراء تثبيط عزائمه، وقالوا له ضمن ما قالوا "إن بلادك لا تصلح للزراعة"، فإذا به يجعل من الصحارى واحات غناء، وتصبح الإمارات معجزة البناء في زمن انتهت منه المعجزات، وغدت الدولة الأولى في إنتاج النخيل، وبها أكثر من 42 مليون نخلة.

تلك كانت صورة من صور التحدي والإرادة التي ميزت مدرسة مؤسس الإمارات، رحمه الله.

واليوم عندما يرسخ اسم سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ضمن قائمة أكثر القادة المسلمين العشرة تأثيراً في العالم، إنما هو تقدير لرؤية ثاقبة لقائد استثنائي فذ عمل ويعمل على إسعاد أبناء شعبه، وإعلاء شأن وطنه وضمان ديمومة رخائه وازدهاره، بنهج اعتمد الإبداع في صناعة العقول، وحسن تنمية وتوظيف وإدارة الموارد، وبالأخص البشرية، وله في هذا الجانب - تحديداً- مبادرات نوعية عديدة.

وتعزز بذلك النهج اسم الإمارات ومنجزاتها في مختلف المجالات، وهو تحلق في فضاءات التنمية المستدامة والتقدم والتطور في ظل قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.

إن المشاعر الجياشة التي عبر بها أبناء الإمارات عن اختيار سمو ولي عهد أبوظبي ضمن قائمة أكثر القادة المسلمين العشرة تأثيراً في العالم في البحث الاستقصائي الذي قامت به مؤسسة إسلامية كبيرة هي "آل البيت الملكية للفكر الإسلامي"، كان بعضاً مما تكنه القلوب من حب ووفاءً لأبي خالد، الرجل الذي أسرهم بتواضعه الجم وُخلقه الرفيع وعمله الدؤوب المتصل لسعادتهم، نسأل الله أن يحفظه الله ويديم علينا النعم.