إيران ستلعب دور مهم وسري في الحرب ضد داعش (المصدر)
إيران ستلعب دور مهم وسري في الحرب ضد داعش (المصدر)
الخميس 18 سبتمبر 2014 / 20:00

مجلة أمريكية: إيران والولايات المتحدة حليفتان ضد داعش لكنهما لا تعترفان بذلك

24 - طارق عليان

يبدو أننا نعيش عصر "الغزوات غير المعترف بها"، بدءاً من اقتحام وتوغل روسيا في شرق أوكرانيا إلى أنشطة المستشارين العسكريين الإيرانيين في العراق، حيث تنكر حكومات هذه الدول ما تقوم به بينما تكشف وسائل الإعلام الدولية عملياتها على نطاق واسع.

وبينما تبدأ الولايات المتحدة تنفيذ أول غاراتها الجوية ضد داعش في إطار الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها الرئيس أوباما الأسبوع الماضي، شهدنا بروز ظاهرة أخرى ذات صلة هي "التحالفات غير المعترف بها".

وفي هذا السياق، سلطت مجلة "سليت" الأمريكية في تقرير لها أعده الكاتب الصحافي جوشوا كيتنج، الضوء على التقارير الإعلامية التي أفادت، الأسبوع الماضي، بأن آية الله علي خامنئي، وافق على التعاون مع الولايات المتحدة في حربها ضد داعش، مؤكدةً أنه في حال صحة هذه التقارير، فإن المرشد الأعلى لا يبدو على استعداد للاعتراف علناً بتحالفه مع أمريكا.

الصراع الأمريكي الإيراني
وبعد فترة وجيزة من تصريح وزير الخارجية جون كيري يوم الإثنين، بأن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لإجراء محادثات مع إيران بشأن الأزمة في العراق، رفض خامنئي العرض زاعماً أن الولايات المتحدة كانت تستخدم تلك الأزمة، "كذريعة لتفعل في العراق وسوريا مثل ما فعلته في باكستان بحيث تقصف أي مكان دون تفويض".

وقالت المجلة إن الجانب الأمريكي أرسل بعض الإشارات المتضاربة حول تعاونه مع إيران، فقد استبعد كيري في الأسبوع الماضي أي تعاون مع إيران حول المشاركة في سوريا وأماكن أخرى.

وتعد إيران، برغم كل شيء، الداعم الرئيسي لحكومة بشار الأسد التي، بالإضافة إلى جرائمها العديدة الأخرى، تتهمها الولايات المتحدة بتسهيل صعود داعش. (وتحاول سوريا تسويق نفسها دولياً كعضو متحمس في التحالف المناهض للإرهاب).

يشار أن إيران لم تكن ضمن الاجتماع الذي ضم أكثر من 20 دولة في مؤتمر عُقد في باريس هذا الأسبوع بهدف مساعدة الحكومة العراقية في جهودها ضد داعش.

وأفاد تقرير المجلة أن إيران (وبدرجة أقل سوريا) حليف فعلي للولايات المتحدة وأوروبا في هذه المهمة، مضيفةً أن جهود إيران والولايات المتحدة مكملة لبعضها بعضاً، حتى لو بُذلت دون تنسيق.

وأشارت المجلة إلى أنه لم تستطع الميليشيات الشيعية العراقية ومقاتلي البشمركة الكردية استعادة بلدة "آمرلي" في شمال العراق في وقت سابق من هذا الشهر سوى بتضافر جهود كل من المستشارين العسكريين الإيرانيين والضربات الجوية الأمريكية.

أمريكا وإيران حليفتان
واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن واشنطن وطهران يلعبان بنفس الفريق في العراق، ولكنهما غير مستعدتان للاعتراف بذلك حالياً. وتبدو الأمور أكثر تعقيداً نوعاً ما في سوريا. لكن عند نقطة معينة، قد تبدأ القوات العسكرية التي تقاتل نفس العدو في ساحة المعركة في التساؤل كم من الوقت سيستغرقه السياسيين لإعطائهم أوامر للعمل معاً على نفس الموجة.

دور روسيا وإيران
ومن جهة أخرى، أفادت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" بأن روسيا وإيران سيكون لهما دوراً مهماً في مواجهة "داعش" لكن بشكل سري، إضافة لتفضيل بعض الدول العربية مساعدة الولايات المتحدة ولكن دون الإعلان عن ذلك، موضحة أن المشاركة العربية في العمل العسكري من شأنها منح الحملة صبغة من الشرعية على نطاق أوسع.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن روسيا التي لم تشارك في مؤتمر باريس أمس الأول الإثنين، هي لاعب إقليمي مهم للغاية لم يدخل في التحالف الدولي ضد "داعش" ولكنه في نهاية المطاف قد تنضم إليه .

وأفاد بعض المحللين العسكريين في منطقة الشرق الأوسط بأن المعركة التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وتقترب من سوريا، قد تدفع واشنطن إلى ضم "جبهة النصرة" إلى جانبها في محاربة الدولة اللا-إسلامية (داعش).