الجمعة 19 سبتمبر 2014 / 13:41

اسكتلندا تقرر البقاء مع بريطانيا وسط ترحيب دولي

رفض الاسكتلنديون الاستقلال عن بريطانيا بـ55,3% من الأصوات، بفارق كبير عن مؤيدي الاستقلال الذين حصلوا على 44,70% من الأصوات، بحسب الأرقام الرسمية الصادرة صباح الجمعة، بعد انتهاء عمليات فرز الأصوات بجميع الدوائر الـ32 في اسكتلندا.

دعوات محلية ودولية للحفاظ على وحدة البلاد

وحصل الوحدويون على مليونين وألف و926 صوتاً، مقابل مليون و617 ألفاً و989 صوتاً، للاستقلاليين في الاستفتاء الذي سجل نسبة مشاركة قياسية وصلت الى 84,6%.

اعتراف بالهزيمة
اعترف الزعيم القومي الاسكتلندي أليكس سالموند، بالهزيمة في مسعاه للفوز في استفتاء على الاستقلال عن المملكة المتحدة وطالب الحكومة البريطانية بأن تفي بوعدها بمنح المزيد من السلطات لإدنبره بسرعة.

وقال سالموند لأنصار الاستقلال في العاصمة الاسكتلندية: "قررت اسكتلندا بالأغلبية ألا تصبح دولة مستقلة في هذه المرحلة، أقبل حكم الناس هذا".

وكان زعماء الأحزاب البريطانية الرئيسية الثلاثة، تعهدوا بمنح الاسكتلنديين المزيد من السلطات إذا ما ظلت اسكتلندا جزءاً من المملكة المتحدة.

 وأضاف سالموند "ستتوقع اسكتلندا الالتزام بذلك بسرعة".

دعوة للوحدة
من جانبه، دعا زعيم الحملة المعارضة لاستقلال اسكتلندا عن بريطانيا والوزير السابق بالحكومة المركزية في لندن اليستر دارلينج، إلى الوحدة في البلاد.

وقال دارلينج: "كانت حملة مفعمة بالطاقة ومشوبة بالانقسام في نفس الوقت"، وحث أنصار المعسكرين المؤيد والمعارض للاستقلال على إظهار أنه "بعد الاستفتاء ، يمكننا أن نبقى متحدين".

ووجه حديثه لأنصار المعسكر المعارض للاستقلال قائلاً: "إنكم تمثلون غالبية الرأي"، مضيفاً أن العدد الكبير من الناخبين المؤيدين لاستقلال اسكتلندا عن بريطانيا يظهر أنه "يتعين على جميع الأحزاب السياسية أن تستمع الآن إلى صرختهم من أجل التغيير".

التزام كامل
بدوره، أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الجمعة التزامه "بشكل كامل" بمنح مزيد من الحكم الذاتي لاسكتلندا.

وفي تصريحات للصحفيين من أمام مقر الحكومة البريطانية، قال كاميرون إن الأحزاب البريطانية ستلتزم بنقل مزيد من السلطات إلى اسكتلندا فيما يتعلق بالضرائب ودولة الرفاهية، معرباً عن ثقته في الانتهاء من التشريعات ذات الصلة بحلول يناير (كانون الثاني) المقبل.

وأكد كاميرون "أن الاسكتلنديين سيحصلون على المزيد من السلطات في إدارة شؤونهم، كذلك يجب أن تكون لسكان إنكلترا وويلز وإيرلندا الشمالية صلاحيات أكبر في ادارة شؤونهم".

وأضاف كاميرون "حسم الجدل لجيل، استمعنا إلى الإرادة الراسخة للشعب الاسكتلندي"، وتابع: "حان الوقت لمملكتنا المتحدة أن توحد صفوفها وتمضي قدماً".


حلف الأطلس
في سياق متصل، رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن، ببيان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي أعلن فيه اليوم الجمعة أن بريطانيا ستظل دولة موحدة.

وقال راسموسن في بيان: "المملكة المتحدة عضو مؤسس في حلف شمال الأطلسي وأنا على ثقة في أن المملكة المتحدة ستواصل الاضطلاع بدور قيادي في الحفاظ على قوة الحلف، أرحب ببيان رئيس الوزراء كاميرون بأن المملكة المتحدة ستبقى دولة موحدة".

وكانت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون عبروا عن قلقهم من أن تفكك بريطانيا التي تتمركز صواريخها النووية في اسكتلندا، سيضعف عضوا مهما في الحلف.

المفوضية الأوروبية 
أكد رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، أن نتيجة استفتاء اسكتلندا الرافضة للاستقلال عن بريطانيا، "جيدة" من أجل "أوروبا موحدة وقوية بشكل أكبر".

وقال باروزو: "أرحب بقرار الشعب الاسكتلندي بالحفاظ على وحدته مع بريطانيا".

ارتفاع الأسهم
وارتفع الجنيه الإسترليني في بداية التعاملات، بعد إعلان رفض الناخبين في إسكتلندا الانفصال عن بريطانيا.

وارتفعت قيمة الجنيه الاسترليني بنسبة 1% إلى 1.6525 دولار قبل أن تستقر عند 1.64 دولار، بعد أن أظهرت نتائج الاستفتاء التي أعلنت اليوم الجمعة أن الناخبين صوتوا بشكل حازم لصالح استمرار الوحدة القائمة مع بريطانيا منذ 307 أعوام.

وقال أولريتش ليوتشمان المحلل الاقتصادي في مصرف كوميرتز بنك "انتهت الحماسة".

كما ارتفعت قيمة الاسترليني أمام العملات الرئيسية الأخرى، إذ وصلت قيمته إلى 1.2785 يورو، في أعلى معدل لها خلال عامين، كما سجل الإسترليني أعلى قيمة له أمام الين الياباني خلال 6 سنوات.

وارتفعت الأسهم الأوروبية، مدعومة بمكاسب السوق البريطانية، وارتفع مؤشر فايننشال تايمز 100 للأسهم البريطانية 0.7%، وكانت أسهم الشركات التي مقرها اسكتلندا مثل رويال بنك أوف سكوتلند واس اس إي، للمرافق من أكبر الرابحين بصعودها 3.2 و3.3% على الترتيب.