الجمعة 19 سبتمبر 2014 / 21:04

مجاعة جديدة تلوح نذرها في الصومال

عندما شن جنود حفظ السلام الأفارقة والقوات الصومالية هجوماً على متشددين إسلاميين في بلدة ماركا الساحلية الصغيرة في الصومال انضمت رقية نور وأطفالها العشرة إلى آلاف الأشخاص الذين فروا إلى العاصمة في الأشهر الماضية.

النزوح الكبير للناس من منازلهم وقلة الأمطار دفع الصوماليين نحو أزمة جديدة وأضر بجهود الحكومة لإرساء النظام والأمن بعد عقدين من الفوضى والصراع

والآن اتخذوا منزلاً لهم في مخيم مترامي الأطراف على مشارف العاصمة مقديشو - وهو مكان أصبح في قلب أزمة غذاء متنامية بعد ثلاث سنوات من المجاعة المدمرة التي ضربت الصومال في عام 2011 .

وقالت الأمم المتحدة هذا الشهر إن أكثر من مليون شخص في هذا البلد الذي مزقته الحرب يكافحون لتلبية الاحتياجات الغذائية اليومية. ويتحمل وطأة الأزمة نحو 130 ألف شخص نزحوا من منازلهم هذا العام وحده.

وقالت "نور" وسط الشوارع المتربة والملاجيء المتهالكة، حيث تعيش عائلتها بدون المرافق الأساسية: "الحياة مروعة. إننا جوعى". وأضافت: "لا توجد مراحيض هنا. نضطر إلى دفن براز أطفالنا في الرمل مثل القطط".

والنزوح الكبير للناس من منازلهم وقلة الأمطار دفع الصوماليين نحو أزمة جديدة وأضر بجهود الحكومة لإرساء النظام والأمن بعد عقدين من الفوضى والصراع.

وبلدة ماركا التي تطل على المحيط الهندي وتقع إلى الجنوب من العاصمة دمرتها سنوات من القتال بين "حركة الشباب" ومنافسين لها. وفي الأوقات الطيبة كانت "نور" تعول عائلتها ببيع أخشاب الوقود. والآن وقد باعت كل أمتعتها عندما فرت من منزلها، فإنها تعتمد على التبرعات.

ومنظمات الإغاثة التي أقرت بأن رد فعلها جاء متأخراً جداً عندما تعرض الصومال المرة السابقة لمجاعة، مصممة على أن يكون أداؤها أفضل هذه المرة، لكنها تسعى لجمع أموال لتلبية الاحتياجات المتنامية.

وقال رودي فان آكين الذي يرأس مكتب منظمة الأغذية والزراعة في الصومال أن بلدات كثيرة تم استعادتها أصبحت معزولة لذلك تضاعفت أسعار الغذاء. وفي بيدوا، وهي مركز رئيسي، ارتفعت الأسعار أربعة أضعاف. وأضاف آكين أن حركة التجارة متوقفة.