وكالة الاستخبارات الأمريكية (أرشيف)
وكالة الاستخبارات الأمريكية (أرشيف)
الأحد 21 سبتمبر 2014 / 13:54

صحيفة: الاستخبارات الأمريكية تقرر وقف التجسس في أوروبا

24 - إعداد ميسون جحا

اكتشفت السلطات الألمانية في أوائل الصيف الحالي، قيام أحد مواطنيها ببيع معلومات لصالح الولايات المتحدة، وانتشرت أنباء الفضيحة، وعبر مسؤولون ألمان عن غضبهم الشديد. ولذا، وبحسب معلومات استقتها صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية، أوقفت وكالة الاستخبارات الأمريكية عملياتها التجسسية في الدول الأوروبية الغربية الصديقة، وكما أفاد مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون، جاءت تلك الخطوة بعد كشف عميل الاستخبارات الأمريكية السابق، إدوارد سنودون، عن معلومات سرية" مصنَّفة" جمعتها سي آي أي من دول حليفة في أوروبا الغربية.

ولخص مسؤول أمريكي القرار بقوله للصحيفة "جاء قرار وقف عمليات التجسس، والتي بدأت منذ عقود، وبقي جزء منها فاعلاً، بهدف منح ضباط سي آي أي وقتاً كافياً لتقييم عملهم، ودراسة فيما إذا كانوا حذرين بما يكفي، ومعرفة فيما إذا كان للتجسس على الحلفاء قيمة توازي خطر فضحه".

وبحسب ترتيبات تتم عادة، قيل للصحيفة، أن الضباط الأمريكيين العاملين على الأراضي الأوروبية، منعوا من إجراء "عمليات أحادية الجانب"، كالاجتماع بعملاء تم تجنيدهم من داخل الحكومات الحليفة، وتعد مثل تلك الاجتماعات السرية أساس عمليات التجسس.

لقاءات رسمية
وتشير بوسطن غلوب إلى أنه ما زال مسموحاً للضباط الأمريكيين الاجتماع بنظرائهم في وكالات استخبارات الدول المضيفة، ولإجراء عمليات مشتركة، وكذلك تنفيذ عمليات بموافقة الحكومات المحلية، وقد تم في الآونة الأخيرة، إعادة البد بعمليات أحادية الجانب، تستهدف مواطني بلد ثالث، مثل الروس في فرنسا، لكن أوقفت سي آي أي جميع اللقاءات مع مواطنين غربيين، وكذلك عمليات تجنيد عملاء جدد.

امتناع عن التعليق
وتضيف الصحيفة "امتنعت سي آي أي عن التعليق حول هذه القضية، فقد أشار مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، جيمس كلابر، أثناء اجتماع عام، عقد يوم الخميس الماضي، إلى أن الولايات المتحدة كفت عن استهداف أهداف محددة رغم افتراضها بأن ذلك يعرض الأمن الأمريكي لمزيد من المخاطر، ولم يدلِ كلابر بمزيد من التفاصيل".

كما قال ضابط سابق في الاستخبارات، رفض كآخرين نشر اسمه، نظراً لحساسية القضية، أنه كثيراً ما تجري سي آي أي إعادة تقييم ودراسة لعمليات سابقة، وخاصة عند فشل أو انكشاف بعضها. وكان وقف التجسس على الدول الصديقة في غرب أوروبا، قد نفِّذ فعلياً، منذ قرابة شهرين، استجابة لأمر، وصل عبر برقيات سرية، أرسله كبار مسؤولي الاستخبارات الأمريكية.

سلسلة عمليات
وتتابع الصحيفة "جاء القرار الأخير بعد إلقاء القبض في ٢ يوليو ( تموز) الماضي على عميل استخبارات ألماني، ٣١ عاماً، للاعتقاد بأنه كان يتجسس لصالح روسيا، ليظهر، بعد اعترافه، أنه سلم للسي آي أي ٢١٨ وثيقة سرية خاصة بالاستخبارات الألمانية".

وفي قضية أخرى، أجرت السلطات الألمانية عملية تفتيش لمنزل ومكتب مسؤول عسكري بعد اتهامه بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، ولكنه نفى تلك التهمة، ولم يصدر بحقه حكم قضائي.

وأوضحت الصحيفة "جاءت الفضيحة الثالثة، بعد أيام قليلة، عندما طلبت السلطات الألمانية من مدير مكتب سي آي أي في برلين، مغادرة البلاد، في سابقة هي الأولى من نوعها يتقدم بها بلد صديق للولايات المتحدة، وقد كشفت تلك الخطوة مدى استياء وغضب الألمان من تلك القضية، وخاصة بعد أن لُسعوا جراء معلومات كشف عنها سنودون، موظف سابق في سي آي أي، حول تنصت الوكالة على مكالمات المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل".