الأحد 21 سبتمبر 2014 / 23:58

صحيفة أمريكية: الإخوان سبقوا داعش في الإيديولوجية العسكرية

24- إعداد: ميسون جحا

ذكرت صحيفة ناشونال إنتيريست الأمريكية، اليوم الأحد، أن تنظيم الدولة اللا-إسلامية، يشكل تهديداً على الولايات المتحدة وغيرها من الدول العالم، بسبب طموحاته العالمية للتوسع.

وأشارت الصحيفة إلى طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، من شعبه الاستعداد لحرب طويلة في الشرق الأوسط، تستهدف جيشاً إرهابياً استولى على أراض في العراق وسوريا، توازي مساحة بلجيكا، وعُرِف بأعماله الوحشية ضد كل من يقف في طريقه.

وأضافت أن تنظيم داعش يتبنى ما يسميه "الجهاد الدفاعي"، إذ يعتقد عناصره أنهم يشنون حرباً ضد "الكفار القريبين والأعداء البعيدين".

ورغم أن قلة من أعضاء الكونغرس يظنون أن داعش مشكلة محلية لا تشكل خطراً على أمن الولايات المتحدة، يسود شعور عام أن التنظيم يمثل فصلاً جديداً في الحرب الكونية التي شنتها القاعدة والمنظمات المنبثقة عنها، لذلك فهو يشكل تهديداً للأمن الأمريكي.

منطقة خارجة عن الشرعية
وتابعت الصحيفة أن أكبر التحديات التي يشكلها داعش على الأمن العالمي، كونه يسيطر على أراض تصل مساحتها إلى آلاف الكيلومترات المربعة، في منطقة خارجة عن سلطة أية حكومة شرعية، كما أنه يجند جهاديين من جميع أرجاء العالم.

ويوفر تدفق المقاتلين، فضلاً عن اتساع المساحة التي يحتاجها قادة داعش لتدريبهم، فرصة للتنظيم كي يضع خططاً، ويطور إمكانياته لتنفيذ هجمات إرهابية تطال عدة دول، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية.

الإخوان المسلمين
فيما نوهت الصحيفة إلى إن الإيديولوجية العسكرية الإسلامية التي تحرك داعش ليست جديدة، إذ كان لها أتباع مثل الجماعة الإسلامية في جنوب آسيا، وجماعة الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط.

ولكن ما يدعو للخوف والحذر، تنامي أتباع هذه الإيديولوجية في الوقت الحالي، وفي حين يتم التركيز على داعش، برز مؤخراً تحديان جديدان، وهما ميليشيا مسلحة عرفت باسم "فجر ليبيا"، وسيطرت على مساحة واسعة في ذلك البلد، وأخذت تتمدد عبر الحدود التونسية ونحو مناطق أخرى في شمال أفريقيا.

كما ظهرت في نيجيريا، بالجنوب الأفريقي، جماعة بوكو حرام التي استولت على مدن وقرى ومساحة واسعة من الأراضي شمال شرق البلاد، ومن المحتمل تسللها عبر الحدود إلى الكاميرون والنيحر وتشاد.

ولهذه المليشيات علاقات بمنظمات إرهابية أخرى نشأت في شمال أفريقيا، مما يتيح الفرصة أمام داعش لتجنيد جهاديين ينفذون مآربه الإرهابية على الساحة العالمية.

مزايا غير متماثلة
في سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى تعريف الإرهاب بأنه "غير متماثل"، فالجانب الأضعف يلجأ إلى العنف كتكتيك سياسي يمارسه ضد خصم قوي.

ويمكن النظر إلى أية مجموعة إرهابية كونها ذات "مزايا غير متماثلة"، لأنها تعمل في الخفاء، وتستطيع دوماً اختيار توقيت ومكان وطبيعة الهجوم على خصمها.

لكن تكمن المشكلة في تنظيمات كالقاعدة والمنظمات التي تفرعت عنها، وأصبحت أكثر تعقيداً، أنها تعمل من خلال شبكات خفية عالمية أكثر فاعلية، وتركز في خططها الإجرامية على الديموقراطيات الليبرالية الغربية، الأكثر انفتاحاً، لذلك تكون أكثر عرضة لتلقي هجمات من أنظمة سياسية أخرى.

وتنجح عادة تلك التنظيمات الإرهابية في تجنيد إرهابيين على استعداد لتنفيذ عمليات انتحارية، ولا يقلقها خطر حمل مواد خطرة بيويولوجية أو غيرها.

جمع معلومات
وختمت ناشيونال انتيريست بتأكيد أوباما أن الاستخبارات الأمريكية تجمع معلومات من أجل التعرف على مواقع تواجد وتجمع الإرهابيين، من أجل ضربهم، وإيقاع الضرر في صفوفهم، فضلاً عن مراقبة وتتبع مصادر أموالهم، والعمل على تجفيف منابع تلك الموارد.