عناصر من الحوثيين (أرشيف)
عناصر من الحوثيين (أرشيف)
الإثنين 22 سبتمبر 2014 / 02:03

هذا ما حدث: إذا كنت مثل كثيرين لم تفهم ما يجري في اليمن

24 - ميسون خالد

على خلفية الفوضى الجارية في العاصمة اليمنية صنعاء، الأحد، مع تقدم الحوثيين نحو مبانٍ رسمية وسيطرتهم عليها، وحدوث انقسام في الجيش، قدّم رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوه استقالته للرئيس عبد ربه منصور هادي، ثم وقع الحوثيون اتفاقاً في قصر الرئاسة، بحضور الرئيس هادي، توسط فيه مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن جمال بن عمر، يهدف إلى وقف القتال، وتمهيد الطريق لتشكيل حكومة جديدة خلال أسبوعين.

بيد أن اتفاقاً "مبهماً" مماثلاُ أعلن عنه بنعمر، ليلة السبت، لم يستمر إلا لساعات الفجر الأولى، عاد بعده الحوثيون للقتال، الأمر الذي يثير قلقاً من أن لا يصمد الاتفاق الجديد طويلاً.

مطالب ثلاثة
وتطالب الجماعة بالتراجع عن قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، والذي كان السبب الرئيس لاندلاع أعمال العنف، منذ بضعة أسابيع.



 إلى جانب ذلك، يدعو الحوثيون لإسقاط الحكومة، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.

بنود الاتفاق
وبناءً عليه، جاء في الاتفاق الموقع عليه اليوم، أن الطرفين (الحكومة والحوثيين)، وافقا على إنشاء حكومة وطنية جديدة، وتعهدا بمعالجة "العديد من جوانب الأزمة الحالية"، بما في ذلك التراجع عن الكثير من بنود قرار أثار الاحتجاج، اتخذ في يوليو (تموز) الماضي، لزيادة أسعار الوقود، في إطار إصلاحات اقتصادية تهدف إلى تقليص عجز الموازنة.

وكان رئيس الوزراء المستقيل باسندوه كتب في نص استقالته: "لقد قررت أن أتقدم إليكم باستقالتي من رئاسة حكومة الوفاق الوطني، انطلاقاً من حرصي الشديد على أن أتيح لأي اتفاق يتم التوصل إليه بين الإخوة قادة جماعة أنصار الله (الحوثيون) وبين رئيس الجمهورية الأخ عبد ربه منصور هادي، الفرصة كي يجد طريقه إلى النفاذ بأسرع ما يمكن".



وكان أستاذ العلاقات الدولية وإدارة الأزمات نبيل الشرجبي رجّح أن تكون هناك "بداية خلاف جديد في بنود الاتفاق، إذا لم تتوفر الضمانات الكافية لتنفيذه".

الحوثيون
يذكر أن الحوثيين (أنصار الله) حركة سياسية دينية مسلحة، تتخذ من صعدة في اليمن مركزاً رئيسياً لها، وعرفت باسم الحوثيين نسبة إلى مؤسسها حسين الحوثي عام 1992، الذي قتل على يد القوات اليمنية عام 2004.



والحوثيون شيعة ينتمون إلى المذهب الزيدي من الإسلام، وأسسوا حركتهم لشعورهم بـ "التهميش والتمييز من قبل الحكومة"، بيد أن الخلاف الأساسي بينهم وبين الحكومة يرتكز على عدم الرضا عن سياسات النظام الداخلية والخارجية.

ولطالما كان الصراع قائماً بينهم وبين الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

العدو اللدود
وبعيداً عن الصراع مع الحكومة، والتي تعتبر "عدواً" واضحاً للجماعة، يعد "التجمع اليمني للإصلاح" من أبرز أعداء الحوثيين، وهو حزب سياسي ديني، تأسس في اليمن عام 1990 على يد عبد الله بن حسين الأحمر، وعلي محسن الأحمر، وعبد المجيد الزنداني، ومحمد بن عبد الله اليدومي.



علي محسن الأحمر

ويصنَّف التجمع على أنه "الفرع اليمني للإخوان المسلمين".

وبسبب هذا العداء، احتجز الحوثيون اللواء علي محسن الأحمر، الذي كان الذراع اليمني للرئيس السابق علي عبدالله صالح، قبل أن ينفصل عنه عام 2011، داخل مقر الفرقة الأولى مدرع سابقاً، حيث كان محاصراً تماماً، فيما يتعرض المقر للقصف من قبل المسلحين الحوثيين.



وكان عضو المكتب السياسي للحوثيين علي البختي قال إنهم، في الوقت الراهن، يقومون بتصفية القيادات "الفاسدة" والمنتمية للتجمع اليمني لحزب الإصلاح، وعلى رأسها اللواء الأحمر.

علامات استفهام
نشر الحوثيون الآلاف من المسلحين وغير المسلحين في صنعاء وحولها، منذ أعلن زعيم التمرد عبد الملك الحوثي في 18 أغسطس (آب) الماضي تحركاً احتجاجياً تصاعدياً للمطالبة بإسقاط الحكومة، الأمر الذي يعد مناقضاً لحديث البختي، الذي قال: "نحن والسلطة لا مشاكل بيننا، مشكلتنا مع الأطراف الفاسدة في البلد، وسنقوم بالإطاحة بها".

ومما زاد الأمور تعقيداً، وغموضاً، انقسام الجيش وقوات الأمن، بما في ذلك قوات "اللواء الرابع"، التي حولت ولاءها من الحكومة اليمنية للحوثيين.



عضو المكتب السياسي للحوثيين علي البختي

وفيما سيطرت عناصر الجماعة على مبنى التلفزيون الرسمي، السبت، صرّح الناطق الرسمي باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام، أن "المواجهات التي حصلت بين اللجان الشعبية المساندة للثورة، مع اللواء الرابع بجوار مبنى التلفزيون، لم تكن من أجل استهداف مبنى القناة أو بغرض تعطيلها، وأن اللواء الرابع هو الذي جعل من محيط مبنى التلفزيون ساحة للصراع، عندما بدأ يهاجم منطقة الجراف والمناطق المجاور"، ما ينم عن خلافات بين الجانبين أيضاً.

وتشير هذه التناقضات إلى احتمال نقض اتفاق تسوية الأزمة في وقت قريب.