أفغانية اضطرت لتغيير مظهرها الخارجي
أفغانية اضطرت لتغيير مظهرها الخارجي
الثلاثاء 23 سبتمبر 2014 / 00:21

أفغانستان: الإناث اللواتي تحولن إلى الذكور

يجبر الفقر في أفغانستان العائلات إلى اتخاذ العديد من القرارات التي قد لا يراها البعض ملائمة، إلا أنه عند الكلام عن الموت بسبب المجاعة، يمكن لكل الحجج أن تسقط في سبيل البقاء على قيد الحياة.

في الصباح تحاول عائلة نجمة، فتاة تبلغ 10 سنوات، حثها دائماً على الذهاب إلى المدرسة ومتابعة تعليمها، وهي ترتدي الحجاب على رأسها وتتصرف على طبيعتها، إلا أنه عند انتهاء الدوام المدرسي، تتغير نجمة لتصبح مثل الصبيان، في اللبس وفي الشخصية، تذهب للعمل في أحد المحال التجارية، وتتجنب النظر في عيون الزبائن بشكل مباشر، خوفاً من فضح هويتها، وفي وقت متأخر من الليل، تقبض أقل من دولار أمريكي، تحاول به دعم العائلة المؤلفة من 8 فتيات ووالدتها.

وبحسب تقرير لصحيفة "تيليغراف"، فإن والدة نجمة تحاول على الدوام مواساة ابنتها التي تريد التوقف عن التظاهر بأنها صبي، فتقول لها "لا تقلقي، هذا الإجراء سيستمر بعد لبضعة أشهر قبل أن تعودي فتاة على الدوام"، إذ عند بدء ظهور ملامح الفتاة الجسدية، سيكون هناك أختها الصغرى جاهزة للحلول مكانها في العمل.


ويوضح التقرير أن عملية تنكر الفتيات على شاكلة الصبية يعود إلى عدة أسباب، ربما السبب الأهم هو أن للصبية مكان للعمل أكثر من الفتيات في المنطقة، أما من الأسباب الأخرى، فهي الخوف من الاعتداءات الجنسية التي تتعرض لها الفتيات، أو لأن العائلة تفتقر لصبي يحمل إرث العائلة، خصوصاً أن وجود ابن في العائلة يعطي قيمة أكثر للعائلة.

ويضيف التقرير أن تحويل الفتيات لا يحصل فقط في العائلات الفقيرة، وعلى سبيل المثال ما حصل مع امرأة تدعى آزيتا (33 عاماً) التي استطاعت الفوز بولاية في المجلس النيابي بعد سقوط حركة طالبان في 2001، والتي عند ترشحها لدورة ثانية في 2005، بدأ الناس يشككون بقدرتها على التشريع الظهور بمركزها عن ممثل للشعب بسبب عدم وجود صبي في عائلتها.

وتقول آزيتا أنها اقتربت وزوجها من ابنتهما البكر وقالوا لها:" هل تريدين أن تكوني مثل الذكور وأن ترتدي الثياب نفسها، وأن تقوم بالعديد من الأشياء المثيرة التي يقومون بها مثل ركوب الدراجة، ولعب كر القدم وكريكيت؟"، وبالطبع أمام المغريات، لم ترفض الفتاة هذا العرض.
وفي ليلة واحدة، يلفت التقرير أن العائلة أصبحت لديها 3 فتيات وصبي واحد تحول الاسم من ماهنوش (بدر) إلى مهران.

أما بالنسبة إلى ردة فعل المقربين، فعلم البعض بالأمر، ولكنهم قدموا التهنئة لآزيتا لاتخاذ هذا القرار، فوجود صبي تم اختراعه أفضل من عدمه.

وفي الإطار نفسه، تتحدث الصحيفة إلى امرأة تدعى شوكيرا، هذه المرأة التي عاشت تجربة الذكورية، وربما إلى حد أبعد من السنوات التي ظهرت عليها الملامح الجسدية للمرأة واستطاعت إخفاءها لفترة من الزمن.


تقول شوكيرا إنها في بادئ الأمر اضطرت للعب دور الذكر بأسباب عديدة، إلا أنه في اللحظة التي بدأت جسدها يتغير، بدأت مشاكل عديدة تظهر: "لم كان عليّ أن أعود لكون فتاة، في جين أن كوني صبي أعطاني ميزات عديدة لم أكن ربما لأحلم بها؟".

وهذا الأمر شكل عقبة كبيرة للعائلة التي حاولت الحصول على استشارات من الأقرباء والجيران الذي يألفون هذه المشكلة.

فما كان الحل الوحيد من العائلة إلا أن يتم عقد قران شوكيرا بأقرب وقت ممكن، وهذا ما حصل، تم عقد القران لشاب عرف بحقيقة شوكيرا، لكنه احتفظ بالسر، وكان يسمح لها في العديد من المرات لاسيما داخل المنزل بالتصرف مثل الذكور، إلا أن شوكيرا في الخارج كانت تعاني من ردات الفعل والنظرات عندما كانت تفقد السيطرة على حركات جسدها التي كانت شبيهاً بالذكور.

ولكن اليوم، ومع كونها أم، تحاول شوكيرا وضع المكياج والظهور أقل ما يمكن ذكورياً أينما كانت، وتقول "أن تتحول إلى رجل بسيط. المظهر الخارجي سهل تغييره. العودة هو الصعب. هناك شعور داخلي لن يتغير بتاتاً".