رئيس وزراء مصر السابق الدكتور حازم الببلاوي (المصدر)
رئيس وزراء مصر السابق الدكتور حازم الببلاوي (المصدر)
الثلاثاء 23 سبتمبر 2014 / 12:51

الببلاوي لـ24: تحركات السيسي تدعو للتفاؤل بمستقبل مصر

24 - القاهرة - أمنية الشامي

أشاد رئيس وزراء مصر السابق الدكتور حازم الببلاوي، بالتحركات التي يقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي داخلياً وخارجياً، مؤكداً أن تلك التحركات تدعو للتفاؤل بمستقبل مصر، لاسيما مع اعتماد الرئيس السيسي على مبدأ المكاشفة والمصارحة، موضحاً في السياق ذاته أن "السيسي هو بلا شك الرجل المناسب بالمكان المناسب، كما يُعتبر رجل المرحلة".

لجوء الإخوان للعنف والإرهاب يعكس مدى شعورهم باليأس ومن الممكن أن تتحالف الجماعة مع "داعش" سرًا وفرص الجماعة ضئيلة في الانتخابات البرلمانية

واستند "الببلاوي" في تصريحات خاصة لـ 24، إلى تصريحات سابقة للرئيس السيسي، أكد فيها "إن حب الوطن ليس كلام، وإنما عمل ومثابرة"، داعياً جموع الشعب المصري للعمل والمثابرة، من أجل استكمال المسيرة المصرية.

واستطرد: "لا يُمكن أن تتقدم مصر بدون رؤية بعيدة النظر، تدرك ما تحتاجه مصر في ملفات عديدة، حيث إن مصر لديها قضايا كبرى، ليس بالضرورة حلها الآن، ولكن لابد أن نكون على وعي بها، ومنها قضية السكان مثلاً، التي أهملت لفترة طويلة، حيث أنه من الصعب على الاقتصاد المصري تحمل أن يتضاعف عدد السكان كل 30 عاماً، ولابد أن تواجه هذه القضية مواجها جادة، رغم أنها ستأخذ وقتاً طويلاً".

المصالحة مع الإخوان
وحول حديث الرئيس المصري بشأن "المصالحة" في حوار صحافي أجراه بالولايات المتحدة، وهو الحديث الذي شكّل جدلاً واسعاً بالساحة السياسية المصرية، أشار "الببلاوي" إلى أن ما ذكره "السيسي" في هذا الصدد "كلام سليم ويعتمد على المنطق" حال ابتعاد الإخوان عن نهج العنف، مشيراً إلى أن مصر للمصريين جميعاً، والمصريون هم الذين يحترمون الدستور والقانون، ولا يخربون في البلاد أو يزرعون بها الفتنة والخوف والترويع.

ومن منطلق الحديث حول تنظيم الإخوان، أشار الببلاوي، إلى أن "الإخوان لن يكون لهم وجود كبير في البرلمان القادم"، مؤكداً أن الشعب المصري في الانتخابات المقبلة (التي تعد ثالث وآخر استحقاقات خارطة الطريق)، سوف يختار من يراه مناسباً، لاسيما وأن الشعب المصري أصبح واعياً بالدرجة الكافية، موضحاً أن الأحزاب المصرية تقوم الآن بإتمام تحالفات انتخابية، والشعب سوف يختار الأصلح.

وأوضح رئيس وزراء مصر السابق، أن مستقبل الإخوان معروف إذا ما استمروا في نهج العنف وتخويف المواطنين، ومحاولات هدم الدولة، مشيراً إلى أن لجوء الإخوان للعنف والإرهاب يعكس مدى شعورهم باليأس.

وأضاف: "المواجهة الفكرية مطلوبة بالتوازي مع المواجهة الأمنية، حتى يتم احتواء هذه العناصر التخريبية وزرع روح المواطنة وحب البلاد داخلها"، لافتاً إلى أن إمكانية تحالف تنظيم الخلافة اللا-إسلامية في الشام والعراق المعروف بـ"داعش" مع تنظيم الإخوان، وهذا شيء غير مستبعد، ومن الممكن أن يتم الإعلان عنه أو التعامل في الخفاء، غير أن مصر لن تتهاون مع المخربين.

وفي غضون ذلك، أكد رئيس وزراء مصر السابق أن نهضة مصر الحقيقية مرهونة بالأمن والاستقرار، حيث إن النهوض الاقتصادي لابد أن يتزامن معه استقرار أمني، ووضع سياسي مستقر، لافتاً إلى أن مصر على أعتاب بناء الدولة الجديدة، حيث إنها كتبت الدستور وحققت انتخابات رئاسية نزيهة وكذلك هناك انتخابات برلمانية على أعتاب التحقق، وتعد الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة المستقبل التي تم وضعها في 3 يوليو (تموز) 2013، عقب ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013.

دور الإمارات
وانتقل "الببلاوي" بالحديث إلى ملف التعاون المصري ـ الخليجي، لافتاً إلى أن مجال التعاون بين الطرفين شهد تطورات وانتعاشة واضحة خلال الفترة الماضية، لاسيما عقب ثورة 30 يونيو (حزيران)، مؤكداً أن "التعاون المصري ـ الخليجي لابد أن يتطور إلى ما هو أبعد من المساعدات".

كما أثنى رئيس وزراء مصر السابق على التعاون المصري ـ الإماراتي، مشيراً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة ساهمت ودعمت مصر كثيراً في الفترة الماضية والراهنة أيضاً، لافتاً إلى أن هذا التعاون لابد أن يتوج بتحالف اقتصادي يخدم الجانبيين.

وفي السياق ذاته، أشار "الببلاوي" إلى أن المستثمرين الإماراتيين ومستثمري الخليج بشكل عام، يأملون العمل في مصر في قطاعات عدة، وعلى الجانب المصري أن يستقبلهم ويمهد لهم الطريق لهذا، مضيفاً أن هذه الاستثمارات سيكون لها عظيم الأثر سواء على اقتصاد البلدين، إلى جانب التعاون السياسي والاستراتيجي في المنطقة.

وشدد على ضرورة تكوين التكتلات العربية خلال الفترة الراهنة، لاسيما بعد انكشاف نوايا بعض الدول، عقب الثورتين التي مرت بهما مصر، لافتاً إلى أن قوة الدول العربية كبيرة، خاصة مع منابع الطاقة والموارد الكثيرة غير المستغلة، مشيراً إلى أن استغلال هذه الطاقات سيخلق قوة كبيرة عملاقة في العالم.

قناة السويس
ولفت رئيس وزراء مصر السابق، إلى أن هناك مشروعات عملاقة بدأت مصر في إرسائها وسيكون لها عائد كبير على الاقتصاد المصري، مثل مشروع قناة السويس الجديدة.

وأضاف: "هذا المشروع ما إن يكتمل سيحقق نقلة كبيرة اقتصادية لمصر، وسيساهم في خفض العجز الحاصل في موازنة الدولة"، مشيراً إلى أن المشروع فتح آفاقاً جديدة للشعب المصري والدولة بشكلٍ عام للتطلع للمستقبل، منبهاً أنه لابد للعمل في كافة الجهات، لحل عجز الموازنة وعدم الاعتماد على جانب واحد رغم أهمية القناة وضرورة دعمها.

ولفت "الببلاوي" إلى أن ميزة مشروع قناة السويس تكمن في استثمار المصريين به، حيث إنه مشروع قومي اجتمع المصريون عليه، مع الإيمان الكامل بأهميته ومساهمته في النهوض بمصر اقتصادياً، منبهاً في السياق ذاته إلى أن "استكمال مشروع بضخامة وحجم قناة السويس لابد له من مساهمة المستثمرين ورجال الأعمال المصريين والأجانب والعرب، إلى جانب المساهمات الشعبية والسندات وشهادات الاستثمار".

وأثنى على طريقة تعامل الحكومة مع المشروع، حيث إن الدولة جمعت أكثر من 60 مليار جنيه في أيام قليلة، وهذا من خلال تحفيز المواطنين واستغلال رغبتهم في الشعور بامتلاك الوطن.

وأكد أنه على المصريين أن يؤمنوا أن القيمة في النهاية تكون على قدر العمل، فالعمل هو الخطوة الهامة التي لابد أن يسعى إليها الجميع لتحقيق النهوض الحقيقي بمصر، حيث أن الحياة تؤخذ بالعمل الجاهد والعرق وأحيانا بالدموع، مشيراً إلى أن هناك طفرة كبيرة تشهدها مصر في الفترة الراهنة وانتباه كبير للمصلحة العامة والترفع عن الشخصنة أو المصالح الشخصية الضيقة.

فترة صعبة
وختامًا، أكد "الببلاوي" أنه تولى رئاسة الوزراء في فترة عصيبة كانت البلاد بها بلحظات حاسمة ومليئة بالتوترات، مشيراً إلى أنه لا يوجد أحد معصوم من الأخطاء، وقد فعل ما ارتآه صحيحاً في تلك المرحلة، سواء كان بوجوده بحكومة الدكتور عصام شرف كوزيرٍ للمالية، فترة حكم المجلس العسكري، أو ما عقبها بوجوده برئاسة الحكومة أثناء حكم المستشار عدلي منصور.