الدول الغربية المشاركة ضد داعش
الدول الغربية المشاركة ضد داعش
الثلاثاء 23 سبتمبر 2014 / 20:07

الحرب على داعش.. بين سوريا والعراق

24 - راما الخضراء

غدا نحر صحافيين أمريكيين على يد مقاتلي تنظيم الدولة اللا-إسلامية، بمثابة 11 سبتمبر (أيلول) جديد، أرغم الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، على بدء حرب جديدة بالشرق الأوسط، عن طريق تشكيل تحالف دولي وإقليمي لمواجهة التنظيم المتوغل في سوريا والعراق.

وفي 11 سبتمبر، صرح أوباما ببدء حرب جديدة في الشرق الأوسط عبر تشكيل تحالف عالمي، ضد التنظيم الذي بات يهدد الأمن الدولي.

استراتيجية أوباما
أعلن الرئيس الأمريكي خطة لدحر داعش، تضمنت ضربات جوية بالعمل والتنسيق مع الحكومة العراقية، وإرسال قوة تدريبية تتكون من 475 خبيراً عسكرياً إلى العراق، دون أن تكون لهؤلاء مهام قتالية على الأرض، على أن ينضموا إلى حوالي 1150 جندياً آخرين.

وكشف أوباما عن زيادة المساعدات العسكرية المخصصة للمعارضة السورية، وعدم التردد في ضرب داعش في سوريا كما في العراق، مؤكداً على رفض التعاون مع النظام السوري، نافياً بشدة إمكانية إرسال قوات برية أمريكية للقتال.

إعلان التحالف
وسبقت الاستراتيجية التي أعلن عنها أوباما تحركات دولية يتمثل أولها في استصدار قرار من مجلس الأمن رقم 2170.

وكان مجلس الأمن الدولي تبنى بالإجماع في 15 أغسطس (آب)، قراراً يدعو إلى الامتناع عن دعم وتمويل وتسليح إرهابيي داعش وجبهة النصرة، ومنع تدفق الإرهابيين إلى سوريا والعراق، واتخاذ تدابير وطنية لمنع تدفق المقاتلين الأجانب الإرهابيين، وحظر البيع المباشر أو غير المباشر للأسلحة والمواد ذات الصلة إلى الإرهابيين.

أما التحرك الثاني فكان خلال اجتماع قمة دول الناتو في ويلز يومي 4 و5 سبتمبر (أيلول)، وهو اللقاء الذي كشف عن أن الضربة المقررة ضد داعش باتت شبه محسومة، إذ أبدى فيه قادة دول حلف الأطلسي استعدادهم لمساعدة العراق إذا ما طلب ذلك.

وأعلن من خلال الاجتماع تشكيل التحالف الجوهري ضم 10 دول، هي بولندا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا وإيطاليا والدنمارك وكندا، إضافة إلى أستراليا والولايات المتحدة.

ثم جاء مؤتمر جدة لمكافحة الإرهاب، الذي تزامن مع إعلان الرئيس أوباما استراتيجيته لمواجهة داعش، لتتويج الجهود الأمريكية ببناء التحالف، يليه اجتماع وزراء خارجية 30 بلداً في باريس، لمناقشه شكل الرد العسكري بعد تشكيل التحالف.

المشاركون
يشارك بالحرب ضد داعش تحالف واسع جداً، يضم قوى إقليمية مثل السعودية وقطر وتركيا، ويشكلون حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة وبريطانيا في كل إجراء يتخذ.

ولضمان مصداقية العمليات العسكرية، لم يسمح لإيران وسوريا بالانضمام إلى التحالف، بسبب الحرب الأهلية السورية، وخوفاً من أن تسبب مشاركتهم زيادة الانقسامات الطائفية والسياسية في المنطقة.

كما أعلن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية التزامهم المشترك بالوقوف في وجه التهديدات التي يجسدها الإرهاب بكافة أشكاله للمنطقة وللعالم.

بينما رفضت تركيا الانضمام للتحالف خوفاً من أن تساعد الضربات الجوية الأمريكية النظام السوري على ترسيخ نفوذه بالمنطقة.

الخطة العسكرية
وفرت البيئة التي يقيم فيها عناصر داعش، ملاذاً آمناً حاضناً يسمح بالتدريب والازدهار، كما أن المساحة التي يسيطر عليها، تقارب حجم بريطانيا، ما يشكل تحدياً أمام قوات التحالف، بينما يمثل معرفة عناصر التنظيم بالتضاريس بشكل أفضل من قوات التحالف، سبباً وجيهاً لرفض القوات الأمريكية نشر عناصر برية.

كما سيشكل توسيع نطاق الغارات الجوية لاستهداف المعاقل الاستراتيجية الرئيسية للتنظيم مثل المناطق الحدودية والنفطية، وسيلة فعالة للعب على نقاط القوة بدلاً من تدمير قدرات داعش.

وإلى جانب الحملات العسكرية، سيدعم التحالف القوات البرية للحكومة العراقية والبشمركة الكردية، لضرب التنظيم براً وجواً.