الخميس 25 سبتمبر 2014 / 16:59

مريم المنصوري... إماراتية بكل فخر


أن تشارك الإمارات في التحالف الدولي للقضاء على التنظيم الإرهابي داعش، فهذا فخر ما بعده فخر، وهو القرار الصائب والتاريخي الذي رفع رؤوس جميع الإماراتيين عالياً، ذلك أن الفظاعات التي ارتكبها، والمرشح أكثر لارتكابها، هذا التنظيم الظلامي الإرهابي، باسم الدين، كانت تتطلب رداً حاسماً صارماً، من كلّ حريص على إسلامه وعروبته أولاً، ثم على القيم الإنسانية عامة... إلا أن الإماراتيين يشعرون بالمزيد من الفخر والاعتزاز بأنه بين الطيارين الإماراتيين المشاركين في الحملة، الرائد مريم المنصوري، تلك البطلة الإماراتية التي يكفي حضور اسمها في مثل هذا العمل الإنساني المشرّف، ليشعر كلّ واحد منا بالفخر للدور الكبير الذي باتت تتبوأه المرأة الإماراتية في كافة المحافل والأنشطة، ولاسيما في خدمة وطنها والوقوف في الصفوف الأمامية دفاعاً عن قيمه وتقاليده، وفي حالة المنصوري بالذات يصدق القول إنها رفعت اسم الإمارات عالياً، بتصدرها فرسان الإمارات في الجوّ، خلال تنفيذ الضربات المباركة على معاقل هذا التنظيم الآثم.

أجل، حاول بعضهم، كالعادة، استغلال هذه المشاركة المشرّفة، لتشويه اسم الإمارات، بل لمحاولة الاقتصاص منها لأدواره المشرفة الأخرى في ساحات أخرى مهمة مثل مصر، غير أن أكاذيب هؤلاء سرعان ما انكشفت، فلا عائلة الرائد المنصوري تبرّأت منها، ولا من يحزنون، بل هي شدّة غيظهم وكرههم أولاً لدولة الإمارات، وثانياً للمرأة – أي وكلّ امرأة – هي التي دفعتهم إلى محاولة نشر مثل هذه الشائعات الرخيصة على التواصل الاجتماعي، لتشويه مهمة الرائد المنصوري، والايحاء بأن ثمة في الإمارات من لا يتبنى موقف الدولة من داعش وأمثالها من كيانات وتنظيمات وظيفتها الوحيدة زرع الخراب والسواد في المنطقة والعالم.

إن مشاركة الرائد المنصوري هذه، تأتي تعبيراً رائعاً عن مدى افتخار الإمارات بالمرأة، ومدى إيمان قيادة الإمارات بقدرة المرأة الإماراتية على تحمل المسؤولية، التزاماً وتأكيداً للقناعات الراسخة التي زرعها الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) في كلّ واحد منا، وسارت على نهجه قيادة الإمارات بعد ذلك، وأكاد أقول إن هذه المشاركة مثالية تحديداً في وجه تنظيم ظلامي مثل داعش، ذلك الذي يحتقر المرأة أيما احتقار، ولا يراها إلا "حورية" أو أداة جنسية أو مجرد تابع لا عقل له ولا إرادة ولا فكر، بل إن بعض رموز هذه التنظيمات، ومن بينهم أعضاء في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، جاهروا بالقول إن المرأة بالنسبة إليهم "دابة" يجب ضربها وإهانتها، وبالتالي من الواجب "سبيها" على نحو ما يفعل اليوم الدواعش في سوريا والعراق، في انتهاك سافر لكلّ ما يمثله الإسلام من مبادئ تحضّ على احترام المرأة وتقديرها وتضعها في منزلة رفيعة، وبالتالي ليس غريباً أن نرى الغيظ يأكلهم وهم يتداولون خبر مشاركة مريم المنصوري في الهجوم على داعش، ذلك أن دور المرأة، بالنسبة إليهم، يقتصر على أن تكون "دابة" في الأرض، أو حورية موعودة في السماء، وإذا بالمنصوري تقلب المعادلة، وتقصف أوكار داعش بحريتها ومبادرتها وشجاعتها، قبل صواريخها، وتقول لهم وللعالم أجمع إن المرأة تستطيع أن تكون قائدة وأن تتحمل الضغوطات والمخاطر وأن تؤدي واجبات ومهمات احترافية بالغة الصعوبة والتطلب، حين يطلب وطنها منها ذلك..

إن الرائد مريم المنصوري علامة مضيئة في سماء الإمارات، لكن علينا ألا ننسى أنها جزء من كوكبة من النساء اللواتي شاركن ويشاركن في صنع نهضة الإمارات ومجدها، وفي مقدمتهن أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي تعدّ مثالاً ناصعاً لكلّ امرأة إماراتية وعربية تحلم بأن تحقق لها مكاناً ومكانة في هذا العالم، وبفضل جهودها المتواصلة إلى جانب قادة الإمارات، اكتسبت المرأة الإماراتية هذه الثقة بالنفس، وذلك الارتباط العميق ببلدها ووطنها ودولتها ورموزها، وهو ما يجعلنا نقف اليوم ونؤدي تحية اعتزاز كبيرة لابنتنا جميعاً، ابنة الإمارات، القائد طيار مريم المنصوري.