الرائد الطيار مريم المنصوري
الرائد الطيار مريم المنصوري
السبت 27 سبتمبر 2014 / 17:33

مريم المنصوري: المقاتلة التي غيرت المعادلة

الرائد الطيار مريم المنصوري، مقاتلة إماراتية تصدر اسمها عناوين الأخبار محلياً ودولياً خلال الأيام القليلة الماضية، لا سيما بعد ورود أنباء عن مشاركتها في عمليات قصف مواقع "تنظيم الدولة اللا -إسلامية" في سوريا، بل وقيادتها تشكيل بلادها الجوي في قصف داعش، لتصبح بذلك نموذجاً متفرداً استدعى اهتمام الأوساط المحلية الشعبية والسياسية الخارجية.

المنصوري، التي فرضت طبيعة مهامها الحساسة، هالة خاصة حولها، أوجدت معادلة صعبة استحقت الكثير من الاهتمام، فهي صورة مشرقة عن الإمارات شعباً ودولة، كما قدّمت صورة رائعة أيضاً عن المرأة العربية، في الوقت الذي تحاول فيه تنظيمات ظلامية مثل داعش تشويه صورة هذه المرأة، والاستخفاف بالمسيرة الطويلة التي قطعتها منذ عقود على طريق المساهمة في الحياة الاجتماعية والثقافية والوطنية في مختلف البلدان العربية والإسلامية. 

هذا كله، جعل الرائد المنصوري، موضع تقدير وترحيب كبيرين من أبناء وطنها الذين دونوا تحت اسمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي كلمات الفخر والاعتزاز، وأنشأوا دعماً لها هاشتاقات عربية وأجنبية، فقد أثبتت أن عملها الوطني هذا، ما كان ليتحقق لولا بيئتها الحاضنة الداعمة للمرأة، وهي التي أكدت في تصريحات عديدة لها أنها وجدت قيادة داعمة لطموحها ومجتمعاً أنصف حقوقها وسمح لها بممارسة دورها الوطني بالكامل.

هذه الفارسة الإماراتية، التي ولدت في العاصمة أبوظبي، لأسرة مكونة من 11 فرداً، تخرجت من جامعة الإمارات بعد تخصصها باللغة الإنجليزية، وسريعاً بدأت تبحث عن تحقيق حلم راودها بأن تكون عضواً في القوات المسلحة لبلادها، وسط دعم وتشجيع من أسرتها.

بعد سنوات تحقق حلم المنصوري، بالعمل في القيادة العامة للقوات المسلحة، وكانت أول المنضمين من العنصر النسائي لكلية الطيران، بعد صدور قرار سمح للمرأة بالإنضمام للكلية المتخصصة، وبجهد وإصرار، تخرجت مريم في كلية خليفة بن زايد الجوية عام 2007، لتنتقل فيما بعد لمجال الطيران الحربي، وتصبح أول إماراتية وعربية تقود طائرة "إف 16 بلوك 60".

"فخر الإمارات"، هي المحطة الثانية والهامة في حياة المنصوري، فهو اللقب الذي حازت عليه، لدى تكريمها ضمن فئات جائزة الشيخ محمد بن راشد للتميز الحكومي، ومنه ووفقاً لتصريحات سابقة لها، شعرت بأن المسؤولية باتت أكبر، فسعت لمزيد من العمل والتميز الميداني، الذي أهلها بلا شك لتكون قائدة تشكيل بلادها الجوي في قصف أعنف التنظيمات الإرهابية وأخطرها في العالم "داعش".

المنصوري، وبلا شك، حققت معادلة أبعد بكثير من الحدود الضيقة، القائلة بأن امرأة عربية من بيئة محافظة اعتلت سلاح الجو لتقاتل في ميدان معركة دولية ضد الإرهاب، بل هي أوجدت مفارقة هامة حتماً وصل صداها للعالم الذي بات يدرك اليوم جيداً أن الإماراتية مريم المنصوري، هي نموذج حقيقي من العالم العربي غيرّ تلك الصورة القاتمة التي وصم بها داعش اللا- إسلامي، منطقتنا.