مريم المنصوري
مريم المنصوري
الإثنين 29 سبتمبر 2014 / 18:23

رسالة اعتذار لمريم المنصوري من قدامى المحاربين الأمريكيين بسبب "وقاحة" مذيعي فوكس

24 - ميسون خالد

بينما احتفى العالم بإنجاز الرائد طيار الإماراتية مريم المنصوري، عند قيامها بشن أولى ضربات دولة الإمارات العربية المتحدة على معاقل تنظيم داعش في سوريا، الثلاثاء الماضي، قام المذيعان بولينغ وغتفيلد في أحد البرامج على قناة "فوكس نيوز" الأمريكية بالسخرية من عمل النساء في هذا المجال، وأطلقا تعليقات لا تليق بالمشاهد، ولا بالعملية شديدة الأهمية التي قامت بها المنصوري.

بيد أن تغريد هذين المذيعين خارج السرب لم يكسبهما دعماً من أية جهة من الجهات، حيث انتقد الإعلام الأمريكي ما قاما به، بينما استغلت وسائل إعلام أخرى، مثل صحيفة "العربي الجديد" الإخوانية تعليقاتهما، لتقول إنها سخرية من مريم المنصوري، في حين أنه من الواضح تماماً أن السخرية تمتد لتشمل النساء المنضمات للصفوف العسكرية، ولم يكن مقصوداً بها مريم المنصوري بحد ذاتها.

تأنيب واعتذار
وبناء على ما أدلى به المذيعان، أرسل محاربون أمريكيون قدامى في صفوف القوات المسلحة الأمريكية رسالة إلى شبكة "فوكس" الإخبارية، أعربوا فيها عن انزعاجهم البالغ من تلك التعليقات غير المسؤولة، التي "لا فكاهة فيها" كما قالوا، والتي أثارت غضب الرأي العام، نساء ورجالاً، مستخدمين لغة قوية، ودلائل تفيد بضعف التعليقات التي أدلى به بولينغ وغتفيلد.

واعتذر المحاربون بالنيابة عن المذيعين من الرائد طيار مريم المنصوري، معتبرين أن أي كلام يردّ به المذيعان لاحقاً سيكون ملفقاً ومبتذلاً وبعيداً عن الصدق.

وفيما يلي نص الرسالة:

إلى السيدين العزيزين بولينغ وغتفيلد،

نحن محاربون قدامى من القوات المسلحة الأمريكية، نكتب لكما لإعلامكما بأن تعليقاتكما حول الرائد طيار مريم المنصوري لا مبرر لها، وهجومية، وتتناقض تماماً مع ما علمتنا العسكرية أن ندافع عنه.

أولاً، وقبل كل شيء، الأمر الذي كان شديد الوضوح للجميع، باستثنائكما، أن تصريحاتكما غير مقبولة بشكل هائل.

كانت شريكتكما في تقديم البرنامج، كيمبرلي غويلفويل، محقة في لفت الأنظار لقصة ملهمة لامرأة كسرت الحواجز، ولم نسمع منكما جواباً عن سؤالها: "لماذا شعرتما لهذه الدرجة بالاضطرار لتخريب الشيء الذي حاولت تركيز الأضواء عليه؟".

فكما يتضح، كانت النساء يقمن بالتحليق بالطائرات الحربية قبل مولد أي منكما، حيث قادت أكثر من ألف امرأة طيارة في خدمات القوات الجوية، خلال الحرب العالمية الثانية.

ولعلنا نتذكرفي هذا السياق قول قائد القوات الجوية في الجيش الأمريكي هاب أرنولد: "الآن، عام 1944، تم تسجيل أن المرأة يمكنها الطيران تماماً كالرجال"، وبالتالي يمكننا التخمين بأن أرنولد رأى أن بوسع المرأة الركن بشكل صحيح (في إشارة لتعليق أدلى به المذيعان من أنه ليس بوسع مريم، بصفتها كامرأة، ركن الطائرة).

والإرث الذي خلفته هؤلاء النسوة يستمر لليوم، ففي الحادي عشر من سبتمبر، سارعت الملازم هيذر "لاكي" بيني لاستخدام مقاتلة F-16.

ورغم أنها لم تكن مسلحة بالمرة، فقد كانت مستعدة للمخاطرة بحياتها للحيلولة دون هجمات مدمرة أخرى على الأراضي الأمريكية.

وبناء عليه، فإن مهارات المرأة ككابتن طيارة مقاتلة أمر راسخ منذ زمن.

وقبل أن تسارعا إلى تقديم العذر الجاهز بأنكما "كنتما فقط تمزحان" أو "تتضاحكان"، اسمحا للرجال بيننا بأن يردوا مسبقاً: لستما مضحكين، لستما ذكيين، ولستما معذورين.

ولعل تعبير "الأولاد سيبقون أولاداً"، والذي يردد لا محالة كلما حدث أمر مناهض للمرأة، وارد في حالتيكما، فما كان الرجال أبداً ليهينوا أو يحطوا من قدر زملاء/ زميلات لهم يقومون بعمل خدمي، بينما يعتقد الأولاد أن استخدام كلمة "صدر" أمر مضحك (في إشارة لتعليق خارج حدود الأدب أدلى به المذيعان).

كما أن التأثير الأقل وضوحاً لتعليقاتكما هو أنه، عبر إهانتكما حليفاً للبلاد، وتقليلكما من شأن مساهمتها، تقومان بالإضرار بالمهمة.

علينا أن نرسل رسالة واضحة بأن أي شخص، ذكراً أو أنثى، يواجه تنظيم داعش وينجز المهام المطلوبة منه، يستحق احترامنا وامتناننا.

وبالتالي، نود تقديم أسفنا، نيابة عنكما، للرائد طيار المنصوري، علماً بأن اعتذار يجبركما منتجو البرنامج عليه سيكون مفتعلاً وغير صادق.

أيتها الرائد طيار، نعتذر منك بصدق على تلك الوقاحة، فمن الواضح أن هذين "الولدين" لا يأخذان عملك بجدية، لكننا، إلى جانب الشعب الأمريكي، نكن له كل الاحترام. 

مع شديد احترامنا.

وأرفق الجنود الأمريكيون الـ 60 أسماءهم أسفل الرسالة.