الثلاثاء 30 سبتمبر 2014 / 13:36

هآرتس: إسرائيل تتذرع بخطاب عباس للهروب من التفاوض

24- معتز أحمد ابراهيم

اعترفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بأن إسرائيل تتذرع بهجوم محمود عباس عليها في الأمم المتحدة، للتهرب من استئناف المفاوضات السياسية معه.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن "إسرائيل اعتبرت الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة عدائياً وبمثابة دليل دامغ على عدم رغبته في السلام، وأنه يقوم بالافتراء، وهذا هو المصطلح الذي استخدمته الصحيفة، على إسرائيل بتهم كاذبة، وبالتالي لا يمكنه أن يكون شريكاً في أي اتفاق سلام معقول معها".

وطرحت الصحيفة تساؤلاً هاماً مفاده "ماذا كانت تتوقع إسرائيل تحديداً من محمود عباس بعد أن وجد نفسه أمام 2200 قتيل فلسطيني؟"
وقالت الصحيفة إن "إسرائيل حرصت منذ انتخاب عباس رئيساً للسلطة الفلسطينية قبل عشرة أعوام على أن تثبت أنه ليس شريكاً مناسباً للمفاوضات، سواء لأنه "ضعيف جداً" أو لأنه "شديد التطرف"، أو لأنه "لا يسيطر على حماس"، أو على العكس لأنه شريك مخلص لها.

وأضافت أنه "بناء على ما سبق يجب على إسرائيل ألا تشكو من محمود عباس، فسياستها وعلى رأسها استخفافها المتواصل بطلب عباس تجميد الاستيطان هي التي أدت إلى هذا الخطاب أمام الأسرة الدولية".

وقالت الصحيفة إن هناك أهمية كبيرة للخطب العلنية في تهيئة الأجواء وفي اختبار السياسات، لكن يجب عدم الخلط بينها وبين السياسة. وعباس الذي اتهم إسرائيل بقتل شعب وجرائم ضد الإنسانية، لم يدر ظهره للعملية السياسية التي تبقى المرسى الأساسي لسياسته، فهو قال: "إن الهدف من جهودنا هو التوصل إلى السلام من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حل الدولتين: دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية مع جميع الأراضي التي احتلت سنة 1967، وإلى جانبها دولة إسرائيل".

واعترفت الصحيفة بأن عباس جاد في السلام قائلة: "أوضح عباس للجمهور الفلسطيني ولإسرائيل ولدول العالم أنه يتطلع الى إجراء المفاوضات المقبلة مع إسرائيل من موقعه كرئيس دولة معترف بها، وليس رئيس منظمة أو حركة أو سلطة. وتعكس نيته الطلب من الأمم المتحدة تحديد موعد لإنهاء الاحتلال واستئناف المفاوضات مع إسرائيل بشأن مسألة ترسيم الحدود بالتحديد".

وتنتهي هذه الافتتاحية السياسية بالقول " تتمسك حكومة إسرائيل حالياً بالمصطلحات الهجومية التي قالها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهي المصطلحات التي تنتقدها الحكومة الإسرائيلية وبشدة هادفة من وراء ذلك إلى ترديد هذه المصطلحات وخطاب محمود عباس لتسويق معارضتها لاستئناف المفاوضات السياسية، ومواصلة سيطرتها على المناطق الفلسطينية المحتلة".

وأضافت أن "الاختباء وراء خطاب عباس والتهجم عليه يعكس جبناً سياسياً وإهمالاً قيادياً، ففي مواجهة الخطوات السياسية التي عرضها عباس في خطابه، ليس لدى إسرائيل رد ولا استراتيجيا إلا استمرار الاحتلال والتهرب من المفاوضات".