فلسطينيان فوق دمار غزة
فلسطينيان فوق دمار غزة
الثلاثاء 30 سبتمبر 2014 / 20:03

الفلسطينيون في غزة يعلقون آمالاً كبيرة على مفاوضات القاهرة

24 - غزة - محمد عرب

تفاوتت آراء الفلسطينيين في قطاع غزة إزاء ما يمكن أن تتمخض عنه المفاوضات غير المباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي بوساطة مصرية، التي عقدت جلستها الافتتاحية في القاهرة الثلاثاء الماضي، وتم تعليقها نظراً للأعياد اليهودية وعيد الأضحى المبارك، على أن تستأنف بعد الأعياد مباشرة.

ويعلق الفلسطينيون آمالاً كبيرةً على نتائج هذه المفاوضات في إمكانية تحسين أوضاعهم المعيشية، وإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية، وزيادة فرص العمل وتقليل حجم البطالة المتفشية في مجتمع غزة.

أحلام معلقة
أحمد الكرد، أحد الخريجين الجامعيين الذين انضموا إلى صفوف العاطلين عن العمل بسبب الحصار الاسرائيلي واستمرار حالة الحرب بين قطاع غزة واسرائيل، يقول لـ24: "لم يخطر ببالي أن أتخرج من الجامعة وأوضاع القطاع كما هي، فكنت أعلق أملي على أن تنتهي حالة الحصار وتعود الأوضاع الاقتصادية إلى سابق عهدها، لكن كل تلك الأحلام اصطدمت بالواقع المرير"، مشيراً إلى أنه لم يترك مجالاً إلا وبحث فيه عن عمل حتى البناء ليستطيع مساعدة عائلته على الحياة.

وفيما يتعلق بآماله من المفاوضات غير المباشرة بين الفصائل وإسرائيل، اعتبر الكرد أن أهم شيء بالنسبة له ولآلاف العاطلين عن العمل هو إيجاد فرص للعمل للخريجين والتقليل من حجم البطالة المتفشية في المجتمع.

الرزق على الله
من جانبه، عبر الصياد علاء أبو حصيرة عن أسفه لعودة التراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس في الآونة الأخيرة، ويوضح:  "يا جماعة يا فتح ويا حماس بدناش نصيد في 12 ميل وبدناش ناكل ولا نشرب، بدنا ترجع الوحدة الوطنية بينا، وابن فتح وأبن حماس يكونوا أخوة، رزقنا على الله، بكفي صراع على سلطة بدون صلاحيات".

وعن مطالبه من الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة أكد أبو حصيرة أن اختصار مسافة الصيد بـ12 ميلاً بحرياً لا تكفي، لأن هذه المسافة لا تتواجد فيها أنواع الأسماك كافة، مشدداً على أن يكون الصيد على الأقل في مسافة 16 ميلاً بحرياً.

وأضاف أبو حصيرة لـ24 أن هذه المسافة يمكن من خلالها صيد كافة أنواع الأسماك، لافتاً إلى أن إسرائيل لم تلتزم ببنود اتفاق وقف إطلاق النار التي تنص على السماح للصيادين بالصيد في مسافة 6 أميال بحرية، وكانت تمنع الصيادين من الوصول إلى مسافة 5 أميال، وتطلق النار على الزوارق التي تحاول الوصول إلى المسافة المتفق عليها.

الزراعة لها كلمة
المزارع مصطفى الكفارنة من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، طالب الوفد المفاوض بعدم التنازل عن الأراضي التي استولى عليها الجيش الاسرائيلي واعتبرها أراض حدودية ومنع المزارعين من الوصول إليها لزراعتها.

وأشار الكفارنة لـ24 إلى أن أرضه "موجودة بالقرب من السياج الحدودي الفاصل شرق بيت حانون، والاحتلال اعتبر الأراضي منطقة عسكرية، بأي حق لا نعلم"، مشدداً على أهمية المطالبة بانسحاب جيش الاحتلال إلى ما وراء الخط الحدودي الفاصل حتى يتسنى للمزارعين زراعة أراضيهم التي حرموا منها على مدار السنوات الماضية.

أما عامل البناء عبد الحليم الفرا فتركزت مطالبه على البدء بإعادة إعمار ما دمره الاحتلال الاسرائيلي، حتى يتسنى له العمل في مهنته التي تضررت كثيراً بسبب الحصار الاسرائيلي والتضييق على دخول المواد الأولية اللازمة للبناء.

وقال الفرا لـ24: "منذ بدء انتفاضة الأقصى ونحن نعاني، ولا أحد من المسئولين ينظر إلينا أو لأبنائنا، يجب أن تبدأ عملية إعادة الإعمار سريعاً حتى نستطيع العيش بكرامة".

من جانبه، اعتبر الخبير الاقتصادي ماهر الطباع أن مطالب الفلسطينيين كافة من الوفد المفاوض في القاهرة تصب في الجانب الاقتصادي نظراً لأوضاعهم المتردية خلال الأعوام الماضية.

وقال الطباع في حديث مع مراسل 24 في غزة: "جميع جوانب الحياة في قطاع غزة تضررت بفعل الحصار الاسرائيلي، لاسيما الجانب الاقتصادي، ويظهر ذلك جلياً في ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الخريجين، وانعدام المشاريع الاقتصادية الكبيرة نظراً لعدم استقرار الأوضاع السياسية".

وفيما إذا كان الميناء والمطار اللذين يطالب بهما الفلسطينيون سيساهمان في تحسين ظروف القطاع الاقتصادية، أكد الطباع أن ذلك لن يحدث من دون تعهد الاحتلال بعدم التعرض لهذه المنشآت الحيوية، عندئذ يمكن أن يساهما في تطور الوضع الاقتصادي في غزة.