المتظاهرون يواجهون قوات الأمن بالمظلات في هونغ كونغ (أرشيف)
المتظاهرون يواجهون قوات الأمن بالمظلات في هونغ كونغ (أرشيف)
الثلاثاء 30 سبتمبر 2014 / 21:14

هونغ كونغ: المحتجون يواصلون التظاهر غصباً عن الحكومة

استمر المتظاهرون المطالبون بالديمقراطية في حشد أعداد كبيرة في هونغ كونغ، اليوم الثلاثاء، عشية العيد الوطني الصيني، متجاهلين الدعوات المتكررة لرئيس الحكومة بالعودة إلى منازلهم.

مخاوف من تكرار القمع الدموي للمظاهرات مثل تيان ان مين قبل 25 عاماً

تحذيرات من بيكين للدول الأجنبية بعدم التدخل في الشأن الصيني الداخلي

ووصل آلاف منهم مع حلول الظلام إلى "سنترال وادميرالتي"، الرئة المالية للمدينة قرب مقرّ الحكومة، وذلك قبل يومي عُطلة إحياءً لانتصار الشيوعيين على الوطنيين وإعلان جمهورية الصين الشعبية عام 1949.

ثورة مظلات
واضطر المتظاهرون، بسبب تساقط أمطار مع بداية الليل، إلى الاحتماء تحت مظلاتهم المتعددة الألوان، التي كانوا استخدموها الأحد الماضي للاحتماء بها من الغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل.

وأوحى المشهد لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي بتسمية التحرك بـ "ثورة المظلات".

وقال الطالب شوي: "أمضينا أكثر من أسبوع تحت وطأة الشمس وغاز الفلفل، يمكننا تحمل المطر، لا شيء يمكنه أن يوقفنا".

وأقسم المحتجون على البقاء وسط المدينة حتى تحقيق مطالبهم في الإصلاحات السياسية الموعودة، بعد عودة المستعمرة البريطانية السابقة إلى الصين عام 1997.

ويحتج المتظاهرون خصوصاً على قرار الصين في أغسطس (آب) الماضي السماح بانتخاب مباشر لرئيس الحكومة في هونغ كونغ عام 2017، مع الاحتفاظ بحق مراقبة الترشحات.

وبعد أن عطلوا لليلة الثانية على التوالي العديد من الأحياء والتقاطعات والطرقات الحيوية في هونغ كونغ، التي تتمتع بحكم شبه ذاتي لكن معظم سياساتها تتقرر في بكين، عاد المتظاهرون إلى منازلهم لأخذ قسط من الراحة.

ودعا رئيس الحكومة لونغ شون - ينغ حركة "اوكوباي سنترال"، أبرز الحركات الإحتجاجية المطالبة بإحلال الديموقراطية، بوضع حد من دون إبطاء لتحركها، والسماح بعودة المدينة إلى حياتها الطبيعية.

وقف الحملة فوراً
وقال لونغ في أول تصريح له منذ الصدامات التي وقعت ليل الأحد الماضي، إن "مؤسسي حركة اوكوباي سنترال قالوا مراراً إنه في حال خرج التحرك عن السيطرة فسيدعون إلى التوقف، وأنا أطلب منهم الآن احترام تعهداتهم ووضع حدٍ لحملتهم فوراً".

وشهد ليل الاثنين الثلاثاء صدامات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب، بعد محاولة شرطيين طرد ناشطين باستخدام غاز مسيل للدموع وغاز الفلفل.

وأعلنت الصين، التي يعتقد المراقبون أنها لن تُلين موقفها، دعمها لرئيس حكومة هونغ كونغ في إدارة أزمة المظاهرات "غير المشروعة" في المستعمرة البريطانية السابقة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونينغ: "ندعم بالكامل حكومة منطقة هونغ كونغ الخاصة، الخاضعة لحكم ذاتي، في معالجتها مشكلة الأنشطة غير المشروعة" المرتبطة بالمظاهرات.

شأن صيني
وأضافت: "أدلت بعض الدول بتصريحات حول هذا الموضوع"، مؤكدة أن "شؤون هونغ كونغ من القضايا الداخلية الصينية. وندعو الأطراف الخارجية إلى ضبط النفس وعدم التدخل بأي شكل كان".

وكانت لندن دعت الإثنين إلى فتح مفاوضات "بناءة" في هونغ كونغ، فيما دعت واشنطن التي تخوض حرباً تجارية وسياسية ودبلوماسية مع بكين في آسيا، السلطات والمتظاهرين إلى ضبط النفس.

لكن قادة "احتلوا سنترال" العازمين على الافادة من التعبئة الطلابية، رفضوا مطالب رئيس حكومة هونغ كونغ وطالبوه مجددا بالاستقالة.

وقال شان كي-مان أحد مؤسسي الحركة لصحافيين بعد تصريح رئيس الحكومة: "إذا أعلن لونغ شون-ينغ استقالته ستتوقف هذه الحركة على الأقل مؤقتاً في غضون فترة قصيرة حتى نقرّر التحرك التالي".

وفي حين تصف سلطات بكين المحتجين بـ"المتطرفين سياسياً"، يشكل طلاب الجامعات والثانويات رأس حربة حملة العصيان المدني التي انطلقت للتنديد بما يعتبره عدد كبير من مواطني هونغ كونغ الهيمنة المتزايدة لبكين على شؤون المدينة.

تيان انمان
وشدّد الرئيس الصيني شي جينبينغ الضغط على التمرد في هونغ كونغ منذ نحو عامين، وهو يسعى بكل الوسائل إلى الوقاية من العدوى الديمقراطية.

وكتبت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحية اليوم الثلاثاء: "من الصعب الاطمئنان إلى عدم تكرار القمع الدامي قبل 25 سنة لمظاهرات تيان ان مين".

لكن المتخصص في آسيا في المركز الدولي للباحثين وودرو ويلسون، مايكل كوغلمان، يرى أن الأمر غير وارد.

وأضاف أن الصين تطمح إلى أن "تكون لاعباً مسؤولاً على المستوى الدولي، عكس ما كان عليه الوضع عام 1989".

وعلى المستوى الاقتصادي، قررت شركة لوريال، أكبر الشركات العالمية في مجال مواد التجميل، تعليق رحلات أعمال المتعاونين معها إلى هونغ كونغ، حتى 6 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بسبب الأوضاع.