السلفيون في مصر (أرشيف)
السلفيون في مصر (أرشيف)
الأربعاء 1 أكتوبر 2014 / 01:01

مصر: تحركات سلفية لكسر طوق التهميش

24 -القاهرة - محمد فتحي يونس

هاجم حزب النور السلفي في مصر حكومة إبراهيم محلب بعد إدراج انتقادات لتيار الإسلام السياسي في مناهج الثانوية العامة المصرية، معتبراً أن الخطوة تأتي في إطار مخططٍ لتشويه صورة الحزب، فيما اعتبر خبراء أن الهجوم السلفي محاولة للالتفاف على التهميش السياسي الذي يعرفه بعد ثورة 30 يونيو (حزيران).

وقال رئيس حزب النور يونس مخيون، أمس الثلاثاء، إن منهج التاريخ لطلاب الثانوية يتهم تيار الإسلام السياسي باستغلال ثورة الشباب، وأنه أسّس حزباً دينياً مخالفاً الدستوروأهداف الثورة، لافتاً إلى أن الأمر مُخطّط لتشويه الحزب وتقليل دوره.

ووعد مخيون بوضع خطة للتصعيد السياسي والقانوني ضد الحكومة.

انشقاق
وفي السياق ذاته، قال تقرير صدر في القاهرة أمس الثلاثاء عن المركز الإقليمي للدراسات إن حزب الوطن السلفي أعلن انشقاقه عن تحالف دعم الشرعية التابع للإخوان، في سعي للمراوغة السياسية لتفادي صدور قرار بحلّه، نظراً لتطبیق لجنة شئون الأحزاب الممكن لحیثیات حلّ حزب الحریة والعدالة على الحزب السلفي، باعتباره أحد أعضاء تحالف دعم الشرعیة.

وتضمنت حیثیات الحكم "أن المنتمین للحریة والعدالة خرجوا على وحدة الوطن وعملوا على انقسامه وعدم استقراره"، وھي التھم ذاتها التي تتضمنھا الدعاوى المرفوعة ضد حزب الوطن.

وأشار التقرير إلى توقف دور حزب الوطن عملياً داخل التحالف بسبب عدم أخذ قیادات الإخوان بآراء قیادات حزب الوطن وتھمیشھم، إذ تُنفذ تعلیمات قیادات الجماعة من دون الرجوع إلى الأحزاب المكونة للتحالف.

ومن بين الأسباب الدافعة لانسحاب الوطن، حسب التقرير، تحسین صورته في الشارع المصري، وتقدیم نفسه للناخبین تنظیماً شرعیاً معتدلاً، إذ أكدت قیادات الحزب في بیان الانسحاب أن الخروج من تحالف دعم الإخوان "ینطلق من برنامج الحزب السیاسي، ومساھمة منه في الجھود الرامیة للخروج من الانقسام والتربص اللذین تُعانيھما الحالة المصریة".

تهميش
واعتبر الباحث في شئون الجماعات الأصولية أحمد بان أن انشقاق الوطن عن الإخوان وهجوم النورعلى الحكومة، سببهما الوحيد السعي إلى الخروج من التهميش السياسي الذي يعيشه السلفيون، والعودة للساحة السياسية.

وقال بان لـ24:"تعزز أدبيات السلفيين عموماً من فرضية ضرورة القرب من السلطة، وهم أساساً دخلوا المجال السياسي من أجل الحفاظ على نفوذهم الدعوي، ولكن السلفيين المؤيدين السلطة حُرموا من منابر المساجد، وتوجد ضغوط لإبعادهم عن الساحة باعتبارهم حزباً دينياً، إما الجزء المؤيد للإخوان مثل حزب الوطن، فقد خسر كلّ شئ".

ولم يستبعد بان أن يكون انشقاق الوطن عن تحالف الإخوان شكلي هدفه إعادة الجماعة للساحة السياسية من بوابته في الانتخابات البرلمانية القادمة.