الأربعاء 1 أكتوبر 2014 / 17:58

لماذا تنكر "أبل" مشكلة انحناء "آي فون 6 بلس"؟

على الرغم من أنه مقطع فيديو واحد الذي رُفع على موقع يوتيوب حول مشكلة انحناء هاتف أبل الجديد "آي فون 6 بلس"، غير أنه انتشر على الإنترنت كانتشار الفيروس في الهواء، وزلزل يوتيوب بالتعليقات الساخرة والمشاركات والتفاعلات التي بلغت 45 مليون مشاركة، أثرت سلباً على الشركة الأمريكية، فخسرت أموالاً كثيرة وفقدت بسببه أسهماً في البورصة.

أورد موقع "9 تو 5 ماك" المعني بالأخبار التقنية تحليلاً مطولاً حول أسباب انحناء "آي فون 6 بلس" والتداعيات حول هذا الأمر، وعن الفرضيات التي لو اتخذتها أبل لم حصلت هذه الإشكاليات والتوابع لحد خروجها عن نطاق السيطرة، سنذكرها في نقاط سريعة.

1-  "آي فون 6 بلس" ينحني عند الضغط عليه في منطقة معينة. والحقيقة، كثير من الهواتف الذكية الراهنة عند تعرضها لضغط شديد في مناطق معينة ستنحني أيضاً، فكل شيء له نقطة ضعف.

2-  كما هو موضح في الفيديو، يبدو جلياً وجود عيب تصنيعي في هاتف "آي فون 6" و"آي فون 6 بلس" لاسيما في التصميم، وهذا ملحوظ بشكل لا يمكن إنكاره، حتى الموديلات الموجودة في متاجر التجزئة لدى أبل تقوست بسهولة من قبل بعض الأطفال، لاسيما أسفل مفتاحي الصوت.

3-  على الرغم من انتشار المشكلة على مواقع الإنترنت، جاء رد أبل ضارباً بكل هذه الحقائق عرض الحائط، مؤكداً أن الهاتف مُصنع من أفضل مواد من الألومنيوم وستانليس ستيل والتيتانيوم لمجابهة الاستخدامات الصعبة ممزوجاً بأقوى أنواع الزجاج التي يمكن أن تدخل في صناعة الهواتف الذكية، مشيرة إلى قوته وقدرته على التحمل وأدائه الممتاز، وأن الهاتف واجه أقصى درجات الاختبارات القاسية المتعلقة بالتحمل والتي يمكن أن تواجه المستخدم في حياته اليومية. ويتساءل الموقع: أليس من الأجدر والأفضل لشركة ذائعة الصيت مثل "أبل" الاعتراف بالمشكلة صراحة والعكوف على علاجها، وطرح توضيحات وتفسيرات لها، فالشركة لها مصداقية عالية لدى مستخدميها.

4-  محرر موقع "وايرد" في قسم التكنولوجيا الذي دافع عن الهاتف في مقال له، ووصفه بأنه أفضل هواتف أبل على الإطلاق ولا "ينحني"، فوجئ بأن هاتفه "آي فون 6 بلس" انحنى قليلاً من الجانب بعد 4 أيام من شرائه، وكان تفسيره أن الهاتف نحيف جداً وكبير جداً ومصنوع من الألومنيوم، بينما "غالاكسي نوت 3" كبير حقاً لكنه أكثر سمكاً من "6 بلس"، ناهيك عن أن الجهة الخلفية ليست مصنوعة من الألومنيوم، مشيراً إلى أنه "لم نسمع حتى الآن عن هاتف أندرويد كبير انحنى، لأن كبر الحجم قابله سماكة كافية تحميه من الانحناء"، ناهيك عن سهولة خدش الشاشة.

5-  شهرة وصيت شركة أبل جعلت من المستخدمين حول العالم ينظرون لها نظرة مختلفة عن بقية الشركات، كونها تعتمد على حملات ترويجية وتسويقية لمنتجاتها بشكل لا يضاهيها شركة أخرى، بل بدأت الشركات تعي درس أن التسويق السليم عنصر محوري.

6-  اختارت شركة أبل عدداً من وسائل الإعلام مثل وول ستريت جورنال الأمريكية وموقع ريكود وذي فيرج، ليكونوا ضيوف وشهود عيان على اختبارات الشركة ذاتها لجهازيها الجديدين ضمن سلسلة مختلفة من اختبارات التحمل والقوة قبل وصوله إلى أيدي المستخدمين، ويتساءل الموقع "هل كانت اختباراتك يا أبل خاطئة، أم ترويجية؟".

7-  بحسب موقع "ريكود"، أخضعت أبل 15 ألف وحدة من "آي فون 6" و"6 بلس" في سلسلة اختبارات قاسية قبل إعطاء الضوء الأخضر لإطلاقهما، ويقول الموقع: "هل يعقل أن يجتاز الهاتفان كل هذه الاختبارات، ولم تلحظ أبل سهولة اثناء الهاتف، بينما تحدث بمجرد وضعه بضعة دقائق داخل جيوب المستخدمين!".

8-  حتى تقارير حماية المستهلك كانت تُجامل أبل ولم تحاول كشف الفضيحة، بل اكتفت بأن قوة تحمل "آي فون 6" و6 بلس" نصف قوة تحمل "آي فون 5"، وهذا في حد ذاته ينبغي التوقف عنده، ويقول الموقع: "كيف يُعقل أن تُقنع شخصاً سواء كان محباً لأبل أو مستخدم جديد أن يشتري موديلاً أضعف من الموديل السابق بمعدل النصف، فهذا يعد خطوة إلى الوراء.

9-  تلعب إدارة العلاقات العامة دوراً أساسياً في استراتيجية أبل من خلال اتصالاتها ومصالحها مع أبرز وسائل الإعلام في العالم لتكون خط الدفاع الأول عن أبل لتمجيد ومدح منتجاتها، واضعة نُصب أعينها، الحفاظ على علاقاتها مع أبل أو على الأقل أن تظل هادئة من دون توترات.

10-  وأورد الموقع مثالاً لذلك، موقع "ذي فيرج"  الذي لم ينشر فيديو "لويس هيلسنتيغر" صاحب أول فيديو، أو حتى شكاوى المستهلكين أو التنويه عنها، متبنياً- على حد قول الموقع- نظرية الدفاع المستميت، إذ اكتفى "ذي فيرج" بالبقاء داخل ملعب أبل كي ألا تُركل خارجه".

11-  توقف الموقع عند مسألة مهمة جداً، وهي تعمد بعض المستخدمين ثني "آي فون 6" و"6 بلس" عن إصرار، فقط للتأكد، ووصفه بأنه الخطأ بعينه، ولن يعود بالنفع على المستخدم، مشيراً إلى أن التقرير لا يهدف إلى إثارة القلق والضوضاء لإبعاد المقبلين على شراء الهاتفين على الإطلاق، بل لكشف الحقيقة كاملة ووضعها أمام أعين المستخدمين، كما يجب أن يوضع في الاعتبار أن مسألة الانحناء قد تحدث مع عدد من المستخدمين وليس جميعهم.