منزل الإمام الأمريكي المتطرف أحمد موسى جبريل
منزل الإمام الأمريكي المتطرف أحمد موسى جبريل
الخميس 2 أكتوبر 2014 / 18:12

محللون أمريكيون: احذروا من "الدواعش" القاطنين بجواركم!

24 - إعداد. ميسون خالد

فيما بدأ التحالف الدولي قصف معاقل تنظيم داعش في العراق وسوريا، شرع محللون في دراسة الوجود الخفي لموالين لهذا التنظيم الإرهابي، في الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب ما أفاد موقع "فوكاتيف" الأمريكي.

إلى ذلك، أدين أمريكيان الشهر الماضي بمحاولة القيام بهجمات ضد مواطنين أمريكيين، نيابة عن داعش، فيما قتل رجل من أوكلاهوما، يدعى إلتون نيون، زميلاً له في العمل، الأسبوع الماضي، وأكد زملاء له على أنه لا طالما حاول إرغامهم على التحول للديانة الإسلامية، وكتب على صفحته في فيس بوك: "الشريعة قادمة!".

"داعشيون" يشبهوننا
ويشير المحللون إلى أن هؤلاء الداعمين لداعش "يشبهوننا في كثير من الأمور"، فهم يأخذون صور "سيلفي"، ويتحدثون عن طعامهم وموسيقاهم المفضلة على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنهم في ذات الوقت يتعهدون بالدعم للتنظيم المتطرف، الساعي لإقامة "خلافة إسلامية" عبر الشرق الأوسط.

أحد هؤلاء الداعمين(والذين فضّل المواقع عدم ذكر أسمائهم أو مواقعهم لدواعٍ أمنية)، طالب في جامعة مرموقة بالولايات المتحدة، جعل من صورة علم داعش خلفية صفحته على فيس بوك، ونشر صورة لمقاتل من داعش، وهو أمر غريب مقارنة بالصور الأخرى التي نشرها عبر حسابه، ومن ضمنها صور تخرجه وأخرى له في حمام السباحة، مع صديقة شابة.



إحدى الصور التي نشرها الإمام المتطرف أحمد موسى جبريل

ويلفت محللو موقع "فوكاتيف" إلى أنهم حاولوا التواصل مع الشاب، إلا أنه لم يرد على أي من رسائلهم، ثم تمكنوا في النهاية من الحديث مع والدته عبر الهاتف، والتي أخبرتهم بأن عائلتها انتقلت إلى "ميدويست" من نيويورك منذ 5 أعوام، وأنهم أصلاً من شرق أفريقيا، وشددت على أن ابنها، الذي ولد في الولايات المتحدة، لم يغادر البلاد قط، مشيرة إلى أنه يدرس الكيمياء الآن.

وأكدت الوالدة أن ابنها يقضي معظم وقته في الدراسة، ولا يمتلك هاتفاً، بيد أنه بعد دقائق من الحديث معها، أزيلت حسابات الفتى من على فيس بوك وتويتر!

ثم قام المحللون بالاتصال بمركز الشرطة في ميدويست، والتي أخبرتهم بأنه "يتشر رسائل ذات محتوى يثير الشكوك على وسائل التواصل الاجتماعية"، وأن عناصر من قوات مكافحة الإرهاب، ومكتب التحقيقات الفيدرالي والأمن الوطني كانوا يجتمعون لتقرير مدى الخطر الذي يشكله الفتى.

أمريكي ضد أمريكا
كما يوجد شاب آخر من ولاية تكساس، تملأ صور أعلام داعش وفيديوهاته وصور "خليفته" أبوبكر البغدادي صفحته على فيس بوك، إلى جانب عبارات ازدرائية هجومية تجاه الولايات المتحدة.

ووضع هذا الشاب صوراً أخرى لنفسه مرتدياً جلابيات، سوداء في معظم الأحيان، وعليها شعار داعش، وفي كثير من صوره يُرى في الشوارع مروجاً للتنظيم.



إحدى الصور على صفحة الشاب من ولاية تكساس 

 وبداية العام الجاري، طرد هذا الفتى من باحة إحدى المساجد لنشره "رسائل متطرفة".

وتشير صورة أخرى وضعها إلى علم داعش موضوعاً فوق علم الولايات المتحدة، وتم التقاطها في حديقة معروفة في "ميدويست".

وأفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه يقوم بدراسة محتوى الحسابات التابعة لهذا الفتى أيضاً، وحاول محللو "فوكاتيف" الحديث مع الشاب لكنه لم يرد على اتصالاتهم وزياراتهم.

عاشقة للشكولاتة والأفلام
ومن داعمي داعش امرأة تعيش في مينيسوتا، ونشرت فيديوهات داعش الترويجية وصوراً لأنور المالكي، أحد العناصر القدامى في تنظيم القاعدة، والذي قتل في ضربة جوية لطائرة أمريكية بدون طيار، بيد أنها تنشر أيضاً محتوى يفيد بحبها لشكولاتة نوتيلا وفيلم شريك وتوايلات.

بيد أن طرف الخيط الأساسي الذي قاد محللي "فوكاتيف" في عملية بحثهم عن مركز داعمي داعش في الولايات المتحدة، هو قتل دوغلاس ماكارثر ماكين الأمريكي، ضمن مقاتلي داعش في سوريا، أغسطس(آب) الماضي، حيث تكرر اسم الإمام بولاية ميتشيغن، أحمد موسى جبريل(43 عاماً)، والمعروف في دوائر الشرطة الامريكية، مرات عديدة أثناء عملية البحث.



الإمام المتطرف أحمد موسى جبريل

وقد طرد جبريل منذ عقد من الزمن من العمل في مسجد بعد أن حض المسلمين على قتل غير المسلمين، ثم قضى 6 سنوات في السجن بسبب غسيل الأموال والتحايل الضريبي وغيرها، وأطلق سراحه في 2012.

"معجبون" بالشيخ المتطرف

وما يميزه عن غيره من الشيوخ المتطرفين هو عدد متابعيه، حيث حصل على 220 ألف "إعجاب" على صفحته على فيس بوك، وأكثر من 26 ألف متابع على تويتر، ويتواصل معهم، ومع عائلاتهم، واحداً واحداً، كما حصلت فيديوهاته على يوتيوب على بضعة آلاف مشاهدة عن كل فيديو.

يذكر أن جبريل اختفى من وسائل التواصل الاجتماعي منذ مدة، وكانت آخر تغريدة له يوم 24 يونيو(حزيران) الماضي، وآخر "بوست" فيس بوك بتاريخ 11 يوليو(تموز).

ويتزامن سكوت جبريل مع تشديد الإجراءات الأمنية عليه، من ذلك إجباره على ارتداء جهاز تعقب، وتوفير معلومات حول أنشطته على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك إعطاء كلمات مروره للسلطات إذا سئل عنها.

وعندما حاول محللو الموقع الحديث مع جبريل، بعد ذهابهم لمنزل والده الذي يقطن فيه، قابلهم بالعنف وطلب منهم المغادرة فوراً، صارخاً: "ابقوا هنا لمدة دقيقة واحدة، وسترون ما سيحصل لكم!"، وهدد بطلب الشرطة لهم.



منزل جبريل

ويشير المراقبون إلى أن لجبريل أسلوباً فريداً فيما يفعله، فهو "لا يحث متابعيه على العنف بشكل واضح، ولا يحضهم بوضوح على الانضمام للجهاد في سوريا، بل يلعب دور المشجع، عبر دعمه مبادئ المعارضة المسلحة ضد بشار الأسد، فيما يتبنى شعارات دينية وطائفية متطرفة".