الأحداث في سوريا (أرشيف)
الأحداث في سوريا (أرشيف)
الأحد 19 أكتوبر 2014 / 17:18

واشنطن بوست: التصعيد في سوريا سيجلب الفوضى

24 - إعداد - فاطمة غنيم

قال الكاتب والمحلل السياسي فريد زكريا، في مقال له نشرته صحيفة "واشنطن بوست" إن سياسة الرئيس أوباما بشأن سوريا أخفقت منذ البداية، نظراً لوجود فجوة بين الأقوال والأفعال، وهو ما كرره أوباما مجدداً، إذ بعد أن أعلن أن هدف السياسة الأمريكية هو "إضعاف، وفي نهاية المطاف تدمير" الدولة اللا-إسلامية، يجد الآن نفسه واقعاً تحت ضغط لتصعيد العمل العسكري في سوريا، وهو مسار محكوم عليه بالفشل، برأي الكاتب، الذي أكد على ضرورة أن تتخلى الإدارة الأمريكية عن خطبها الرنانة وتعلن بوضوح أن تركيزها ينصب على اتباع استراتي

ورأى الكاتب أنه لا يمكن أن يحقق التصعيد في سوريا الأهداف الأمريكية، ومن شبه المؤكد أنه سيتمخض عن فوضى وعواقب غير مقصودة، فالواقع الجوهري في سوريا أن واشنطن ليس لديها شركاء محليون جادون على الأرض، "ومن المهم أن ندرك أن الجيش السوري الحر لا وجود له في حقيقة الأمر"، فهناك تقرير صادر عن هيئة أبحاث الكونغرس يبيّن أن هذا الاسم لا يشير إلى أي "هيكل قيادة وسيطرة منظم له نطاق وطني".

وبحسب تقديرات الأكاديمي جوشوا لانديس، الذي تعتبر مدونته "سيريا كومنت" من أهم المصادر، فإن نظام الأسد يسيطر على حوالي نصف الإقليم السوري، وإن كانت نسبة ما يسيطر عليه من السكان أكبر من هذا بكثير، فيما تسيطر الدولة اللا-إسلامية على نحو ثلث البلد، وتسيطر الميليشيات الأخرى على ما يقل قليلاً عن 20%، لكن كبرى الجماعات وأشدها فعالية من بين هذه الجماعات غير التابعة للدولة اللا-إسلامية، هي الجماعات التي تنتمي إلى القاعدة، وتعتبر أيضاً من ألدّ أعداء الولايات المتحدة، وتسيطر الجماعات غير الجهادية فيما بينها على أقل من 5% من سوريا، وجاء فيما كتبه لانديس أن واشنطن تساند حوالي 75% من هذه الجماعات، حسب قيادات المعارضة.

وأوضح الكاتب أنه لكي تفلح أية استراتيجية في سوريا "فلا بد أن تشتمل على مكون عسكري ومكون سياسي، أما العنصر العسكري فضعيف، وأما العنصر السياسي فغير موجود".

ولفت الكاتب إلى أن الاستراتيجية الوحيدة ضد تنظيم "داعش"، التي تبشر بفرصة للنجاح هي الاحتواء، وذلك من خلال تعزيز الدول المجاورة، ومن أهمها العراق والأردن ولبنان وتركيا ودول الخليج.

واعتبر الكاتب التحدي الأكبر هو حمل الحكومة العراقية، على تقديم تنازلات جادة للسنّة، بحيث يتسنى تجنيدهم للمشاركة في هذا القتال، وهي ما لم يحدث إلى الآن.

وأضاف الكاتب: "كل هذا ينبغي أن يكون مقروناً بمكافحة الإرهاب، وهو ما يعني توجيه ضربات ضد أهداف الدولة اللا-إسلامية الحيوية، وكذلك اتخاذ تدابير لتتبع المقاتلين الأجانب ووقف تحركاتهم واعتراض أموالهم وحماية الجيران والغرب، من التعرض إلى الاختراق من جانب الجهاديين".

وخم الكاتب مقاله بالقول: "تعكف إدارة أوباما على تحقيق عناصر كثيرة من هذه الاستراتيجية"، مؤكداً على ضرورة أن تكون واضحة فيما يخص أهدافها وأن تتخلى عن خطبها الرنانة التي تجرها إلى التصعيد وتجلب عليها الفشل، على حد تعبيره.