حزب التحرير في الدنمارك وفروعه المتعصبة ينظم ويسهل تحول الشباب إلى سوريا للقتال(أرشيف)
حزب التحرير في الدنمارك وفروعه المتعصبة ينظم ويسهل تحول الشباب إلى سوريا للقتال(أرشيف)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 / 09:55

نيوزويك: التجربة الدانمركية في مكافحة الإرهاب

تعرضت مجلة "نيوزويك" إلى القضية المعقدة التي تشغل الاستخبارات الأوروبية والأمريكية هذه الأيام، والمتعلقة بالتعامل مع الجهاديين العائدين من مناطق القتال في سوريا والعراق.

حزب التحرير في الدنمارك بوابة عبور الجهاديين الشباب إلى القتال في سوريا

وحسب المجلة، يبدو أن الدانمرك نجحت في وضع برنامج إصلاحي يهدف إلى إعادة إدماج مواطنيها من الجهاديين في مجتمعهم، عن طريق هذا البرنامج وبمساعدة مقاتلين دانمركيين، "عادوا إلى رشدهم" ويساعدون على معالجة آخرين ونصحهم وإرشادهم.

استقطاب
تشير نيوزويك إلى دراسة دانمركية، أكدت وجود عدد كبير نسبياً، من المقاتلين الدانمركيين في العراق وسوريا، بشكل يفوق أعداد المقاتلين من كلّ البلدان الأوروربية الأخرى باستثناء بلجيكا.

ودلت الدراسة على انتماء ألف جهادي دانمركي إلى تنظيم داعش الإرهابي، بما يعادل 18 من أصل كل مليون ساكن.

وساعدت الرسوم الكاريكاتورية اليومية التي نشرتها صحيفة "جيللاندس- بوستين" في 2005، على زيادة هذا الاستقطاب في المجتمع الدانمركي، إضافة إلى حوادث تمييز وعنصرية ضد المهاجرين.

حزب التحرير
نقلت المجلة عن الخبير في المجموعات الإرهابية لدى كلية الدفاع السويدية، ماغنوس رانستورب: "بالإضافة إلى الرسوم الكاريكاتورية، يوجد في الدانمرك عدد كبير من الأئمة الراديكاليين، ومن أعضاء حزب التحرير الإسلامي المتشدد. وينتمي الشباب الدانمركي عادةً، إلى حزب التحرير، أو إلى مجموعات متفرعة عنه، ويعتقد أن هذه الفروع المتعصبة تلعب دوراً في تسهيل وترتيب نقل وإدخال هذا الشباب إلى سوريا".

وتقول نيوزويك "تبلغ نسبة المقاتلين الجهاديين من بلجيكا 22 من أصل مليون مقيم، و11 من أصل كل مليون، في فرنسا وأستراليا، وفي النرويج تصل النسبة إلى 10، وفي بريطانيا 6 وفي السويد 3.

واستناداً إلى هذه الإحصاءات، يُعتقد أن عدد الجهاديين من دول الاتحاد الأوروبي المقاتلين في سوريا في حدود 3 آلاف.

وبحسب وكالة الاستخبارات الدانمركية "بي أي تي"يكثر ترديد ذكر اسم سوريا بين أوساط المجندين لدى المجموعات الجهادية".

وفي هذا السياق، تقول عمدة مدينة كوبنهاغن، آنا مي ألليرسليف "لم نعان قط من هذا النوع من المشاكل، ونعمل على حلها عبر وسائل تعليمية وإصلاحية".

وتضيف نيوزويك "في الوقت الذي تعمد فيه دول أوروبية إلى محاكمة وسجن جهادييها، ويعتقد في هذا الإطار أن 46 متهماً بالقتال مع المتشددين، حوكموا قبل شهر في بلجيكا، ابتدعت الدانمرك أسلوباً جديداً لمعالجة المشكلة، إنها تسعى لتقليص أعدادهم".

غسيل أدمغة
لشرح وتفسير هذه الوسيلة الجديدة في مواجهة الجهاديين، يقول أستاذ علم النفس في جامعة آرهوس، بريبين بيرتيلسين، الذي لعب دوراً رائداً في وضع ما يسمى بـ"نموذج آرهوس"،لاستئصال الأفكار المتطرفة من أذهان الجهاديين، إن "هدفنا الرئيسي، إدماج الراديكاليين، وضمهم من جديد إلى المجتمع الدانمركي. إن الذي يجذب هؤلاء الشباب لا يختلف عما يجذبنا،أي تأمين الحياة الكريمة. لكن بالنسبة لهؤلاء الشباب يُمثل الانضمام إلى داعش، عملاً مثالياً، أي القتال بهدف الوصول إلى مكان ينعمون فيه بالراحة والطمأنينة. وعليه فإنهم لا يختلفون عن غيرهم من الشباب، لكنهم تعرضوا إلى غسيل أدمغة بأفكار متطرفة، ودُرّبوا على القتال بهدف تحقيق أحلامهم".

مراهقة 
وتقول نيوزويك "يعامل الدانمركيون جهادييهم العائدين على أنهم مراهقين متمردين، عوضاً عن اعتبارهم مقاتلين يستحيل إصلاحهم".

وعلى هذا الأساس، يقول بيرتيلسين، الذي يعالج عدداً من المقاتلين الدانمركيين العائدين "اختار الجهاديون طريقاً غير سوي، ولكن النقطة الرئيسية في نموذج آرهوس تستند على الاعتراف بأنهم لا يختلفون عن بقية المجتمع، إننا لا نُصمهم ولا نشوه سمعتهم، ولا نُقصيهم ولانعزلهم. وعوضاً عن ذلك، نؤكد لهم قدرتنا على مساعدتهم على نيل فرصٍ للتعليم والعمل والاندماج في المجتمع مجدداً، وأنه من حقهم التحلي ببعض الأفكار الدينية، وليس استعمال العنف".

تقدم ملحوظ
وتشير المجلة إلى أنه بالإضافة لبرنامج جامعة آرهوس، تطبق كوبنهاغن ومدن أخرى برامج إصلاحية خاصة بالجهاديين، كما بذلت دول اسكندنافية وهولندا جهوداً مماثلة.

وفي المقابل، كما يقول خبير فى شؤون الإرهاب: "في بريطانيا يُستجوب كلّ من يُشك في أنه جهادي عند عودته من رحلة خارجية، في مراكز الشرطة، وربما يُعتقل مدة طويلة".

وقال متحدث باسم مدينة كوبنهاغن، عاصمة الدانمرك، إن أكثر من 30 جهادياً عادوا أخيراً من سوريا، التحقوا بالبرنامج الإصلاحي، وحققوا تقدماً ملحوظاً في مراجعة أفكارهم وسلوكياتهم الخاطئة.