وزير الاقتصاد الإماراتية المهندس سلطان بن سعيد المنصوري (أرشيف)
وزير الاقتصاد الإماراتية المهندس سلطان بن سعيد المنصوري (أرشيف)
الإثنين 20 أكتوبر 2014 / 18:49

الإمارات تنضم لمعاهدتين دوليتين بشأن الأداء السمعي البصري والمكفوفين

انضمت دولة الإمارات إلى معاهدتين دوليتين مودعتين لدى المنظمة العالمية للملكية الفكرية "الوايبو" هما "معاهدة بيجين بشأن الأداء السمعي البصري" و"معاهدة مراكش لتيسير النفاذ إلى المصنفات المنشورة لفائدة الأشخاص المكفوفين أو معاقي البصر أو ذوي إعاقات أخرى في قراءة المطبوعات".

المنصوري: القوانين الوطنية لا تقتصر على حماية الملكية الفكرية فحسب بل تتجاوز ذلك لدعم المبدعين

المنصوري: نسعى لتمكين أبنائنا من ذوي الإعاقة البصرية للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعارف

ووقع وثيقتي انضمام الدولة الى المعاهدتين وزير الاقتصاد الإماراتي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، في مقر المنظمة العالمية للملكية الفكرية في جنيف بحضور المدير العام لمنظمة "الوايبو" فرانسس جري، ووكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارية الخارجية والصناعة عبدالله آل صالح، والوكيل المساعد لقطاع الملكية الفكرية الدكتور علي الحوسني، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين الإمارتين والمدراء التنفيذيين في المنظمة العالمية للملكية الفكرية.

معاهدة بيجين
وبفضل "معاهدة بيجين بشأن الأداء السمعي البصري" دخل فنانو الأداء السمعي البصري تحت مظلة الإطار الدولي لحق المؤلف على نحو شامل لأول مرة، وتهدف المعاهدة إلى تعزيز الحقوق المالية للعديد من فناني الأداء وهم الممثلون والمغنون والموسيقيون وغيرهم من الأشخاص الذين يمثلون أو يغنون أو يلقون أو ينشدون أو يعزفون أو يؤدون بالتمثيل أو بغيره مصنفات أدبية أو فنية أو أوجهاً من التعبير الفولكلوري. كما مكنتهم المعاهدة من الحصول على دخل إضافي ومنحتهم المزيد من الضمانات والعمل على عدم تعرض أعمالهم للتشويه.

وتعزّز معاهدة بيجين بشأن الأداء السمعي البصري الحقوق المالية لممثلي الأفلام وسائر فناني الأداء، وتمكن فناني الأداء من تقاسم الحصيلة مع المنتجين ومشاطرة الإيرادات المتأتية على الصعيد الدولي من الإنتاج السمعي البصري. وتمنح أيضاً لفناني الأداء الحقوق المعنوية لضمان إسناد أوجه أدائهم ومنع أي تحريف لها.

إطار قانوني
وترتقي المعاهدة بوضعية فناني الأداء و توفّر إطاراً قانونيا دولياً أوضح لحمايتهم، وتتيح الحماية لهم في المحيط الرقمي، وتساهم أيضاً في حماية حقوق فناني الأداء من الانتفاع بأوجه أدائهم دون تصريح في الوسائط السمعية البصرية مثل التلفزيون والسينما والفيديو.

وتم التوصل إلى المعاهدة في 26 يونيو (حزيران) 2012 بعد جهود كبرى بذلت من مندوبي الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية ومفاوضات شاقة استمرت لأكثر من 12 عاماً بدعوى الحاجة لإيجاد قواعد دولية جديدة تقدم حلولاً مناسبة للمسائل الناجمة عن التطور في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية.

معاهدة مراكش
ومن جانب آخر تختص "معاهدة مراكش لتيسير النفاذ إلى المصنفات المنشورة لفائدة الاشخاص المكفوفين" بتيسير نفاذ الأشخاص معاقي البصر والأشخاص العاجزين عن قراءة المطبوعات إلى المصنفات المنشورة والمعلن عنها في مدينة مراكش المغربية في 28 يونيو (حزيران) من العام الماضي 2013.

وتهدف المعاهدة لإيجاد السبل اللازمة لنسخ بعض المصنفات بأسلوب أو شكل بديل يتيح لذوي الإعاقة البصرية الحصول على مختلف المعارف بسلاسة ويسر كأي شخص عادي يقرأ المطبوعات كافة، على أن تحترم عملية التيسير حصانة المصنف الأصلي مع إيلاء الاعتبار الواجب للتغييرات اللازم إدخالها لجعل المصنف ميسّراً في النسق البديل لاحتياجات الأشخاص المستفيدين.

300 مليون كفيف
وبحسب المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الوايبو)، سيستفيد من هذه المعاهدة نحو 300 مليون من المكفوفين أو معاقي البصر في كافة أنحاء العالم، من ضمنهم 90 % يعيشون في البلدان النامية.

وبحسب بعض المصادر الدولية المعنية في قطاع النشر، فإن كبرى المكتبات تعاني من قلة الكتب المعدة في نسق يستطيع معاقو البصر الولوج إليها، إذ لا تتجاوز نسبتها 5 % من أصل مجموع الكتب التي تُنشر على مستوى العالم كل عام والبالغ عددها مليون كتاب تقريباً.

وحول المعاهدة الأولى المتعلقة بالأداء السمعي البصري، قال المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، "تؤمن دولة الإمارات بشفافية تامة بأهمية الملكية الفكرية في مجتمع الأعمال المبني على دعم الإبداعات في مختلف المجالات ومنها المجال الفني، وفي هذا الإطار فإن القوانين الوطنية لا تقتصر على حماية الملكية الفكرية فحسب، بل تتجاوز ذلك لدعم المبدعين بما يواكب أعلى المعايير العالمية لذات المجال"، مشيراً إلى أن المعاهدة التي وقعت عليها دولة الإمارات ستكفل المزيد من النجاح لكافة العاملين في قطاع الإنتاج الفني وستمنحهم المزيد من الرعاية والحماية القانونية لأعمالهم وإبداعاتهم الفنية.

أقتصاد معرفي
وبصدد المعاهدة الثانية والخاصة بتيسير نفاذ الأشخاص معاقي البصر والأشخاص العاجزين عن قراءة المطبوعات إلى المصنفات المنشورة، قال وزير الاقتصاد "إننا نقف على مسافة واحدة من جميع مواطنينا دون تمييز بين الأصحاء أو أقرانهم من ذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم المكفوفين أو أصحاب المشاكل البصرية، وكما أعلنا دائماً بأننا نسعى لاقتصاد مبني على المعرفة، فإن المعرفة التي نسعى لأن تكون منتشرة في بلادنا يجب أن تصل إلى كافة أطياف المجتمع دون تمييز، وأن نسعى جاهدين إلى ضم أبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى منظومة النجاح الوطنية كونهم جزء لا يتجزأ من نسيج مجتمعنا الإماراتي".

وتابع: "من هنا جاءت رغبة قيادتنا الرشيدة بالانضمام إلى معاهدة مراكش الخاصة بتيسير نفاذ الأشخاص معاقي البصر والأشخاص العاجزين عن قراءة المطبوعات إلى المصنفات المنشورة ومحاولة إيجاد الحلول الناجحة بالتعاون مع مختلف الجهات الدولية المختصة ومنها المنظمة العالمية للمكلية الفكرية والأمم المتحدة وسواها لتمكين أبنائنا من ذوي الإعاقة البصرية، للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعارف عبر مساندة الجهود الدولية الرامية لتطوير منتجات معرفية خاصة بهم ومنها المطبوعات المتخصصة".