الإثنين 20 أكتوبر 2014 / 20:31

كارثة صحية تضرب غزة بسبب أزمة الكهرباء المتفاقمة

24 - غزة. محمد عرب

وجهت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة نداءً عاجلاً لإنقاذ مشافي القطاع مما وصفته بـ "الكارثة الطبية"، التي بدأت بالظهور بسبب أزمة انقطاع الكهرباء المتواصلة في القطاع.

وأكد مدير عام العلاقات العامة والإعلام في وزارة الصحة بغزة، الدكتور أشرف القدوة، أن المشافي تعوض ساعات انقطاع التيار الكهربائي من خلال تشغيل المولدات التي تعمل بالسولار، مشيراً إلى أن رصيد المشافي من الوقود بدأ بالنفاد، وأن هناك بعض المشافي تعمل من خلال هبات بعض رجال الأعمال والمقتدرين.

وقال القدوة لـ 24: "إن توقف المولدات التي تعمل بالوقود عن العمل يعني توقف أقسام العناية المركزة، وأقسام حضانات الأطفال الخدج (حديثي الولادة)، علاوة على توقف أجهزة غسيل الكلى، ما يعني وفاة العشرات أو المئات من المرضى في آن واحد".



وعن سبب عدم وجود وقود في مخازن وزارة الصحة بغزة لتشغيل المولدات، أضاف القدوة أنه راجع لعدم إرسال الوزارة في الضفة، أي مخصصات للنفقات التشغيلية لمرافق الوزارة، وهذا يعني "عدم قدرتنا على شراء أي لتر من الوقود".

وقال: "توجهنا إلى وزير الصحة في حكومة التوافق، الدكتور جواد عواد، من أجل إنهاء أزمة الوقود في المشافي، إلا أن أحداً لم يحرك ساكناً حتى اللحظة".

المستشفى الإماراتي
ومن بين المشافي التي تأثرت بأزمة وقود المولدات الكهربائية. مستشفى الهلال الأحمر الإماراتي للولادة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وقال مدير المستشفى الإماراتي، الدكتور وليد ماضي، لـ 24: "لا يفصلنا عن توقف خدمات المستشفى سوى 10 ساعات فقط، فالمخزون من الوقود المخصص لتشغيل المولدات رصيده صفر، وستتوقف المستشفى التي تخدم محافظة رفح وأكثر من 200 ألف مواطن عن العمل".



وعن الأثر المتوقع لتوقف خدمات المستشفى، أكد ماضي تأثر جميع حالات الولادة بمحافظة رفح بذلك، مشدداً على أهمية قسم رعاية الأطفال الخدج (حديثي الولادة)، علاوة على غرف العمليات الجراحية وأقسام الاستقبال والطوارئ.

وناشد ماضي دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمعية الهلال الأحمر الإماراتي، بالتدخل وممارسة دورها المعهود في إنقاذ آلاف الأرواح من خطر الموت.

جولة في مجمع الشفاء
ويعد مستشفى الشفاء، غرب مدينة غزة، من أكبر المشافي في القطاع، حيث يستقبل يومياً حوالي 300 حالة بين العيادات الطبية والاستقبال والطوارئ.

توجهنا إلى قسم الكلى لنرى بأعيننا حجم الأثر الذي سيتركه توقف مولدات الكهرباء عن العمل، وكان برفقتنا الأخصائي الطبي، الدكتور حسن العمصي الذي قال: "هذا المكان عبارة عن أكبر مبنى في مستشفى الشفاء، وفي حالة انقطاع التيار الكهربائي عن أجهزة غسيل الكلى، فإما أن يتم التعامل مع الجهاز يدوياُ، في حالة وجود مرافقين للمرضى، أو أن يخرج المريض دون إكمال عملية الغسيل، ما يؤدي إلى مضاعفات طبية خطيرة".



وأكد العمصي أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي أدى إلى تعطل أجهزة اليو بي أس، وبالتالي فإن القسم يعتمد الآن على المولدات التي تعمل بالسولار، والذي لا يمكن الاستغناء عنه إطلاقاُ في هذه الحالة.

ومن بين الأجهزة التي قد تتعطل نتيجة توقف المولدات الكهربائية محطة تحلية المياه الوحيدة التي تخرج مياهاً خالية من الأملاح بنسبة صفر %، وعدم تشغيلها يعني ضرب جميع العلاجات التي يتلقاها مرضى الكلى والكبد، الذين لا يجوز تعرضهم للأملاح بأي شكل من الأشكال.

قسم الأطفال
وفي قسم الأطفال بمستشفى الشفاء، لمسنا قسوة الحالات التي تعج بها غرف القسم، ومأساوية أوضاع المرضى أثناء وجود التيار الكهربائي، فكيف يكون الحال عند انقطاع التيار الكهربائي عن أطفال لا تتجاوز أعمارهم الأيام داخل حضانات الخدج؟

وقال الدكتور طارق البرعي لـ 24: "الأوضاع هنا أكثر قسوة ومأساوية في ظل انقطاع التيار الكهربائي على الأطفال، والأطفال الخدج وحديثي الولادة، فحياتهم ترتبط بالتيار الكهربائي، وإذا توقف هذا التيار للأسف ستتوقف حياتهم".



أماني(21 عاماً) ترافق طفلها المريض، الذي ولد ولم يغادر المستشفى بسبب إصابته بأعراض كيميائية، نتيجة استخدام الاحتلال الإسرائيلي لأسلحة محظورة خلال العدوان على القطاع، حسب التقارير الطبية التي بحوزتها.

وقالت أماني لـ 24: "لدي 3 أطفال في البيت، وأنا هنا منذ 3 شهور، عندما تقطع الكهرباء أصبح تائهة لا أعرف ماذا أفعل، حتى لو متنا فلا أحد سيكترث لموتنا".



ومنذ بداية أزمة الكهرباء في غزة، تحتاج مرافق وزارة الصحة في القطاع إلى 700 ألف لتر من السولار شهرياً، لتشغيل مولدات الطاقة.