الثلاثاء 21 أكتوبر 2014 / 00:42

السويدان "ينصح" إسلاميي ماليزيا بانتهاج سياسة الإخوان

اعتبر الداعية الإخواني طارق السويدان أن "تحالف الحزب الإسلامي الماليزي (الإخواني) مع الأحزاب السياسية الأخرى، هو السبيل المنطقي الوحيد للوصول إلى سدة الحكم يوماً ما في ماليزيا"، بحسب ما أوردت صحيفة "ذا ماليجيان إنسايدر"، أمس الأحد.

وجاء تصريح السويدان في منتدى اللجنة الدولية، الذي عقده الحزب الإسلامي الماليزي، بتاريخ 15 أكتوبر(تشرين الأول) الجاري.

تعاون مبطن
وأضاف الداعية الإخواني: "في ظل خلفية الدولة الماليزية متعددة الأعراق ومتعددة الأديان، فإنه من المستحيل للحزب الإسلامي الماليزي الفوز في الانتخابات بمفرده"، مشيراً إلى أن "التعاون هو الحل الوحيد، للفوز بمقعد برلماني في ماليزيا، إلا إذا تغيرت ديموغرافية المجتمع الماليزي".

ويواجه الحزب حالياً مأزقاً بعد خلافات حول تعيين البيسار مينتيري (أي رئيس الفرع التنفيذي للحكومة) لولاية سيلانجور، عندما رفض الحزب ترشيح داتوك سيري وان إسماعيل، رئيس PKR(حزب العدالة)، ليحل محل تان سري عبد خالد إبراهيم.

ولفت السويدان نظر الحزب الإسلامي إلى أنه "لا ينبغي أن ينظر إلى التعاون مع الأطراف الأخرى على أنه تضحية بالمثل والمبادئ التي يقوم عليها الحزب الإسلامي، ولكن كتكتيك سياسي".

براغماتية وإقصاء
الغريب في خطاب الإخواني الكويتي طارق سويدان أنه يتكلم في الشأن الماليزي بكل أريحية، وهو ما يعكس بنية التنظيم الدولي للإخوان وبراغماتية الجماعة، فهو يدعو إخوان ماليزيا للتحالف مع أحزاب أخرى تكتيكياً، حتى يحققوا أهدافهم ويحكموا البلاد يوماً ما.

وهذه الاستراتيجية هي التي اتبعها الإخوان في مصر تحديداً، حيث وعدوا بالتعددية الحزبية، وأسسوا لفكرة "التعاون" مع الأحزاب الأخرى، ولكنهم امتنعوا عن تنفيذ ما روجوا له بعد أن وصلوا بالفعل إلى سدة الحكم، وكان لهم ما أرادوا منذ البداية، وهو السيطرة على مختلف المؤسسات في الدولة المصرية بمفردهم، ولا تزال عناصر منهم مخترقة مختلف أجهزة الدولة.

كما تعكس كلمة السويدان دعوة للتلاعب بالآخر السياسي، الأمر الذي انتهجته جماعة الإخوان في مصر، وحركة النهضة الإخوانية في تونس، والتي أسست لخطاب مزدوج مع معظم الأحزاب التونسية، هدفه المبطن هو الإقصاء، لا المشاركة.

محاولات أخيرة
يذكر أن السويدان صرّح في وقت سابق من عام 2011 بأن "الخلافة الإسلامية" ستقودها ماليزيا وتركيا والسعودية ومصر.

ويبدو أنه نظراً للفشل الذي مني به المشروع الإخواني في مصر، وتشديد المملكة العربية السعودية قبضتها على الحركات التي تبدو في ظاهرها "إسلامية" وتخفي في باطنها الكثير من العنف والهمجية والتطرف والإقصاء السياسي، فيما يتكفل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وحزب "العدالة والتنمية" الذي ينتمي له بنشر الفكر الإخواني "المتأسلم"، لم يتبقَ أمام السويدان سوى توجيه الخطاب للأحزاب الإسلامية التابعة للفكر الإخواني في ماليزيا، أملأً في تحقيق نصر ما لم يتمكن التنظيم من الوصول له حتى اليوم.