الثلاثاء 21 أكتوبر 2014 / 11:50

ميسي "المغرور" هل يعتذر؟


صعب جداً أن يتعرض مدرب بحجم لويس إنريكي بما له وما عليه إلى موقف محرج من هذا النوع وأمام ملايين البشر المتسمرين أمام شاشات التلفزيون لمتابعة الوجبة الكروية الدسمة المغلفة بالفن والمهارة والأخلاق الرياضية، خلال مباراة برشلونة وإيبار بالدوري الإسباني.

لقد تعرض إنريكي وهو مدرب لواحد من أهم فرق العالم إن لم يكن بالفعل الأهم، لموقف غاية في التفاهة والسخافة وعدم تحمل المسؤولية من لاعب الأجدر به أن يكون على نفس القدر من المسؤولية، وهو ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم وملهم الأطفال ومحطم قلوب الفتيات، إذ تعمد "البرغوث" تجاهل أمر مدربه إنريكي بخروجه من الملعب في الدقيقة 76 من المباراة، بل أدار ظهره إلى المدرب وسط الكاميرات التي اصطادت اللقطة وأذاعتها في نفس اللحظة ليظهر اللاعب "الخلوق" في موقف لا يحسد عليه.

لم يستطع إنريكي إلا طرح أكثر من فرضية للصحافيين الذين هرولوا خلفه عقب المباراة لإيجاد مبرر أو إجابة أو أي تفسير لهذا الموقف الغامض غير المتوقع من ميسي الذي يضرب به المثل في كل شيء على الأقل من وجهة نظر البرشلونيين عند مقارنته بـ"المغرور" كريستيانو رونالدو على حد وصفهم، إذ قال إنريكي: "عليً أن أقيم الموقف كله، لكنني أثق في صدق مشاعره، وفيما سيقوله لي عن هذا الموقف، لكن أعتقد أنه والفريق يمران بلحظة خاصة جداً".

ويبدو أن إنريكي (المغلوب على أمره) يحاول أن يجد مبرراً للحفاظ على ماء وجهه أمام الرأي العالم، فلا أجد شخصياً مبرراً للاعب يعصي أوامر مدربه أمام العالم أجمع، فلقد تعمد ميسي فرد عضلاته على مدربه لثقته بأنه الأقوى والأشهر والأهم بالنسبة للجميع أو على الأقل أمام إدارة النادي "الكاتالوني".

بصراحة شديدة، يجب أن نضع كل في مكانه (المدرب، اللاعب والمسؤول)، وعلى من أخطأ أن يتحمل مسؤوليته، ولا أجد حلاً لتلك الفعلة إلا في السياق التالي:

1- أن يقدم لويس إنريكي استقالته من تدريب أهم فريق في العالم، محافظاً على كرامة مهنته وماء وجهه.

2- أن يعتذر ميسي في مؤتمر صحافي عالمي عن فعلته، وأن يقدم مبرراً مقنعاً لتلك الفعلة، بعيداً عن سعيه للوصول إلى الهدف 251، إذ يفصله هدف واحدا فقط عن معادلة الرقم القياسي لأكثر اللاعبين إحرازاً للأهداف في الدوري الإسباني، والمسجل باسم تيلمو زارا منذ أكثر من 6 عقود.

3- أن تقوم إدارة نادي برشلونة بتوقيع عقوبة مالية قاسية على ميسي وحرمانه من اللعب مع الفريق 4 مباريات على الأقل، تأكيداً لمبادئ هذا النادي العريق الذي عشقه الجمهور.

أخيراً، النجومية والأخلاق وجهان لعملة واحدة، فإذا وهبك الله حب الناس فعليك أن تكون على نفس القدر من المسؤولية وأن تتحمل تبعات ما تفعل بالاعتذار على الأقل.. وهذا أضعف الإيمان.