عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية (أرشيف)
عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية (أرشيف)
الثلاثاء 21 أكتوبر 2014 / 11:44

24 يكشف قصة شقيقات اسماعيل هنية حاملات الجنسية الإسرائيلية

سيطرت حالة من السخط والدهشة على عموم الفلسطينيين، بعد الكشف عن سفر ابنة عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ورئيس الحكومة المقالة، إسماعيل هنية، إلى إسرائيل لتلقي العلاج في أحد المستشفيات المتقدمة بمدينة تل أبيب.

وبدأ الخبر كتسريبات دفعت كثيرين للتشكيك فيه، واستبعاد إقدام هنية على إرسال ابنته للعلاج في إسرائيل التي لا تعترف حركته بوجودها، لكن مع مرور الوقت اتضح أن المعلومات صحيحة، وأن ابنة القيادي الحمساوي البارز عولجت بالفعل في تل أبيب، بعد أقل من شهر ونصف الشهر من انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة.

ولم تعقّب حماس على الخبر، ولم يرد عنه أي إشارة في وسائل الإعلام التابعة لحماس، وهي بالعشرات، فيما امتلأت الصحف والمواقع العبرية بتفاصيل القضية، وسط استغراب حتى في الأوساط الإسرائيلية من موافقة "أبو العبد" على معالجة ابنته في تل أبيب.

وأكد الكثير من أهالي غزة، وفقاً لتعليقاتهم على الخبر، أنه كان بإمكان إسماعيل هنية عدم وضع نفسه في هذا الموقف الحرج، سواء مع المواطنين العاديين، أو حتى مع أنصار حماس، الذين لا يمكنهم تفهّم مثل هذا الأمر، ويرون فيه خطأً فادحاً من الرجل الأول في حماس داخل غزة.

وقالوا إن المستشفيات المصرية مفتوحة أمام أهالي غزة، وبإمكان شخصية بارزة كهنية إجراء التنسيق اللازم لنقل ابنته للعلاج في القاهرة، التي كانت استقبلت العشرات من جرحى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.

قصص قديمة

تجدر الإشارة إلى أن قصة عائلة هنية مع إسرائيل ليست جديدة، فالرجل الذي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط أبناء حماس، له ثلاث شقيقات يعشن داخل إسرائيل منذ سنوات طويلة، وهنّ متزوجات من مواطنين عرب في مدينة بئر السبع، ويحملن الجنسية الإسرائيلية.

ورغم أنهن ابتعدن لسنوات طويلة عن غزة بحكم العامل الجغرافي، إلا أن اثنتين منهن عدن إلى القطاع قبل سنوات بغرض الزيارة، إذ وصلتا عبر الأراضي المصرية بعدما منعتهما إسرائيل من الدخول عبر معبر "إيرز".

وبعد انتهاء الزيارة ووصول شقيقتي هنية إلى بئر السبع خضعتا للتحقيق في محكمة الصلح الإسرائيلية، وأدينتا بدخول غزة بطريقة غير قانونية، فيما طالب العديد من المتطرفين في إسرائيل بسحب الجنسية الإسرائيلية منهما، وطردهما إلى غزة.

من يعلم الحالة الفلسطينية وتعقيداتها جيداً لا يستغرب وجود شقيقات لهنية يحملن الجنسية الإسرائيلية، ويقطنّ في مدينة لطالما كانت هدفاً لصواريخ حماس، لكن ما لا يمكن استساغته بالنسبة للفلسطينيين هو أن يرسل الرجل ابنته للعلاج في إسرائيل، رغم أن لديه بدائل عديدة.

العامل الإنساني هنا لا بد أن يحضر، كما يرى البعض ممن يخلقون المبررات لعلاج ابنة قائد فلسطيني بارز في تل أبيب، غير أن المعارضين أكثر، وهم يرون في السلبيات لمثل هذا الفعل أكبر بكثير، بدليل ردة الفعل غير المسبوقة في وسائل الإعلام الأجنبية، وقبل ذلك بين الفلسطينيين أنفسهم.