الأربعاء 22 أكتوبر 2014 / 17:24

ليبيا بعد ثلاثة أعوام من سقوط القذافي: فوضى عارمة وفلتان أمني

كان الليبيون يتطلعون أن تصبح بلادهم الغنية بالنفط بمثابة دبي جديدة، بعدما اسقطوا نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في 2011، أما اليوم فإن هاجس سيناريو صومالي او عراقي بات يسيطر عليهم.

وبعد ثلاثة اعوام، تشهد ليبيا مزيداً من الفلتان الأمني والفوضى، لذا لم يتم الإعلان حتى الآن عن أي برنامج احتفالات رسمي لإحياء ذكرى تحرير ليبيا من حكم القذافي.

وخلت العاصمة طرابلس وبنغازي من أي مظاهر احتفالية، بل لا يسمع في بنغازي سوى أزيز الرصاص ودوي الانفجارات في مواجهات يومية دامية بين القوات الموالية للحكومة والمليشيات.

وقال الخبير العسكري، سليمان البرعصي: "عقب انتفاضة 17 فبراير(شباط) 2011، قتل عدد من الليبيين يكاد يطابق عدد الذين قتلوا من أجل التخلص من الحكم الدكتاتوري للقذافي، وإن هذا العنف في البلاد، سببه إمكانية إفلات المجرمين من العقاب، أمام السلطات الهشة أصلاً".

وبعد سقوط القذافي ونظامه الأمني، كلفت السلطات الانتقالية الثوار السابقين بضمان الأمن. وشكل هؤلاء عشرات الميليشيات على أسس عقائدية أو قبلية، ولم يترددوا في تحدى الدولة عندما تهددت مصالحهم، ما هدد السلم الأهلي وعملية بناء المؤسسات في البلاد وخصوصا الجيش والشرطة.

حملة لاستعادة السيطرة
وأمام ضعف الحكومة الانتقالية، شن اللواء المتقاعد خليقة حفتر الذي شارك في الثورة على القذافي، هجوماً في مايو (أيار)، على الميليشيات الإسلامية متهما إياها بلإرهاب، واتهمته السلطات الانتقالية حينها بمحاولة الانقلاب، لكنها غيرت موقفها لا سيما بعد أن نال تأييد عدة وحدات من الجيش ومواطنون.

مجلس النواب الليبي
ويتخذ مجلس النواب، المعترف به دولياً، من مدينة طبرق في اقصى شرق ليبيا، مقراً له، معتبراً بنغازي معقل المجموعات الجهادية، والتي تشهد اعمال عنف يومية.

رعايا الدول الأجنبية
وأدى العنف وانعدام الأمن المستمر في طرابلس، بغالبية الدول الأجنبية لإجلاء رعاياها، وإغلاق السفارات وشركاتهم، ما تسبب بتفاقم عزلة البلاد الغارقة في الفوضى.

وتبددت آمال الازدهار الاقتصادي والتحول الديموقراطي السلمي في هذا البلد الغني بالنفط، حيث يتم تدمير ما تبقى من مؤسسات هشة وبنى تحية متهالكة أصلا بسبب القتال، بحسب المصدر.