رئيس وزراء مصر الأسبق كمال الجنزوري (أرشيف)
رئيس وزراء مصر الأسبق كمال الجنزوري (أرشيف)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 / 18:27

مصر: الجنزوري يربك حسابات التحالفات الانتخابية

24- القاهرة - محمد فرج وأماني عادل

أثارت تحركات رئيس وزراء مصر الأسبق كمال الجنزوري، على المشهد السياسي المصري مؤخراً، جدلاً واسعاً، إذ يُحاول "لم شمل" الأحزاب السياسية في قائمة انتخابية واحدة، بما يضمن توحيد صف القوى المدنية، استعداداً للانتخابات البرلمانية القادمة.

وسبق دعوة الجنزوري عدد من المخضرمين السياسيين، أمثال رئيس لجنة الخمسين المنتهية أعمالها عمرو موسى، والفقيه القانوني والدستوري نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور يحيي الجمل، إلا أن الجنزوري نجح في التوصل لاتفاق مبدئي مع بعض القوى السياسية حول فكرته، وذلك خلال لقاءات متعددة، إلا أن بعض الأحزاب ترفض تلك القائمة.

إشادة
من جانبه، أشاد رئيس حزب المؤتمر الليبرالي عمر صميدة، بمبادرة الجنزوري، حول تشكيل قائمة وطنية لتوحيد صف الأحزاب والتحالفات، استعداداً لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ24 "هذه محاولة طيبة من الدكتور الجنزوري، لتوحيد صف الأحزاب"، لافتاً إلى أن نجاح هذه المبادرة من عدمه يعتمد على قبول الأحزاب وتعاونها معه، في الوقت الذي أشار فيه إلى أن قيادات ائتلاف الجبهة الوطنية الذي يشارك فيه حزب المؤتمر، تواصلت مع الدكتور الجنزوري وتم لقائه ومناقشته في عدة نقاط للتنسيق.

وأشار إلى أن تحالف الجبهة الوطنية مستعد للانضمام إلى القائمة المذكورة، لافتاً إلى أن الائتلاف يقوم باستعداداته المختلفة ويتم التنسيق بين أعضائه، كما تم تحديد عدد 120 مرشحاً أساسياً وآخرين مماثلين لنفس العدد كاحتياطي، إلى جانب الفردي.

رفض
بدوره، قال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي عبد الغفار شكر: "إن استجابة الأحزاب للقائمة هي التي تحدد مدى نجاحها"، لافتاً إلى أن هذه القائمة لا تسعى لتوحيد الصف، إذ إنها "تمحو قوة الأحزاب في التحالف والوجود".

وأكد في تصريحات خاصة لـ24، على أن بداخل الأحزاب جميعها تباين بين الانضمام للقائمة أو عدم الانضمام، لافتاً إلى أن حزب التحالف الشعبي الاشتراكي لم يتلق أية دعوة رسمية للمشاركة، ويقف موقف الحياد من هذه القائمة الوطنية.

استنكار
بينما أعرب القيادي اليساري بحزب التجمع حسين عبد الرازق، استنكاره للدور الذي يلعبه الجنزوري، لافتاً إلى أن هذا الدور "غير مفهوم"، إذ أنه "يقوم على أساس الإقصاء، ولا علاقة له بتنسيق الانتخابات المعروف".

وأوضح في تصريحات خاصة لـ24، أن الدكتور الجنزوري "ينتقي الأحزاب والأفراد" ويختار أحزاباً دون أخرى، ما يقلل من قيمة الأحزاب، متعجباً من موقف الأحزاب الذي يتسم بالاستسلام، لاسيما أن هذه القائمة غير قائمة على برنامج انتخابي بل هي قائمة نخبوية لا أكثر.

مصلحة الأحزاب
في سياق متصل، اتفق الباحث في مركز الأهرام للدارسات السياسية والاستراتيجية الدكتور يسري العزباوي، مع الرأي السابق، لافتاً إلى أن هذه القائمة تعد خطوة ليست في صالح الأحزاب السياسية.

كما أشار في تصريحات خاصة لـ24، إلى أن هذه القائمة لن تحقق نجاحاً، مثل جميع التحالفات التي يتم تنسيقها في الفترة الراهنة، إذ إنها تقوم على مبدأ "الإقصاء" للقوى السياسية، وهو ما يدمر الأحزاب ولا يبنيها، لافتاً إلى أن قائمة الجنزوري تركز على القوائم الحزبية متناسية النسبة الأكبر المخصصة للقوائم الفردية.

واختتم العزباوي تصريحاته قائلاً: "أرى أن محاولات الجنزوري مع الوضع في الاعتبار أنه مستشار للرئيس عبد الفتاح السيسي، هي ترجمة لقلق الرئاسة من البرلمان القادم، لاسيما مع تصريحات الرئيس السيسي المتعددة التي أعلن خلالها تخوفه من البرلمان".