عراقيون هاربون من تنظيم داعش (أرشيف)
عراقيون هاربون من تنظيم داعش (أرشيف)
الخميس 23 أكتوبر 2014 / 11:29

صحيفة أمريكية: خوف وفاقة العراقيين في ظل داعش

24- إعداد: ميسون جحا

تطرقت صحيفة ذا اتلانتيك الأمريكية لمعاناة عراقيين اضطروا للهرب من سطوة داعش، عندما غزا مقاتلوه مناطقهم في شمال وغرب العراق، قبل حوالي أربعة أشهر.

ولجأ آلاف العراقيين من مسيحيين وإيزيديين وأقليات أخرى إلى كردستان العراق للنجاة بأنفسهم وأسرهم من القتل فيما لو واجهوا متطرفي تنظيم الدولة اللا-إسلامية.

وعي طفلة
وتتحدث مراسلة للصحيفة عن طفلة في الثامنة، اسمها مريم، استقبلتها عند زيارتها لأسرتها المقيمة في الطابق الثالث داخل فندق صغير في مدينة دهوك في العراق.

وتقول المراسلة: "صاحت مريم وفتحت ذراعيها على وسعهما عندما فتح باب المصعد، أهلاً إلى بيت سنجار"، حيث غيَّر النازحون اسم الفندق الواقع في تلك المدينة الكردية شمال العراق، وتبعتُ الطفلة الواعية عبر ممر مظلم نحو الغرفة رقم 3.8، والتي لا تزيد مساحتها عن 10 أمتار مربعة، حيث تعيش عائلتها المكونة من ستة أفراد، منذ هروبهم من قريتهم، إثر تقدم داعش نحوهم في أغسطس (آب) الأخير، وفتحت مريم باب الغرفة وقالت: "تستطيعين الدخول، ولكن ليس داعش، لا يسمح لداعش بالتواجد معنا".

معاناة متواصلة

وتشير مراسلة الصحيفة إلى كون أسرة مريم واحدة من 90.564 من الأسر المشردة (قرابة 543.384 شخصاً) ممن لجئوا إلى دهوك، في كردستان العراق، على بعد 170 كم عن سنجار، وعلى مسافة 70 كم عن الموصل، كما يشكل أفراد هذه الأسرة، وهم ستة فقط، نسبة ضئيلة جداً من قرابة 1.8 مليون عراقي تشردوا منذ يناير(كانون الثاني)، ولجأ نصفهم إلى منطقة كردستان، وجاء أولئك المشردين، ومعظمهم مسيحيون وإيزيديون، من منطقة سنجار وسهول نينوى، حيث ذبح داعش أبناء الأقليات في حملة تطهير عرقي شنها طوال الصيف الماضي، ومن المعروف أن هذا التنظيم المتشدد يهدد بقتل كل من لا ينتمي إليه، ولذا هاجم بلدات وقرى، وقتل رجالها وخطف نساءها وأطفالها، ومن ثم ادعى أنه يقيم نظاماً عادلاً".

الحياة بأمان

وتشير الصحيفة إلى إقامة عدد كبير من اللاجئين الذين وصلوا إلى دهوك، تحت جذوع الأشجار والجسور، أو ينامون في ساحات المدارس والكنائس والمباني قيد الإنشاء، وفي الحدائق، وتملأ الشرفات حواجز بلاستيكية كتب عليها شعار المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ويتزاحم الأطفال للإطلال من النوافذ، كما شغلت 17.346 أسرة أبنية المدارس الابتدائية في دهوك، مما يعني أن 224.191 طالباً من سكان المدينة لم يباشروا بعد الفصل الدراسي الأول.

ويقيم 47.831 أطفالاً مشردين آخرين داخل الفصول الدراسية، وهؤلاء يفتقرون لكفايتهم من الطعام أو الحمامات والبطانيات، هذا إن لم نحتسب حرمانهم من فرص التعليم".

الوضع الأمثل
وتلفت مراسلة ذه أتلانتيك إلى أن ذلك الفندق الصغير في كردستان يعتبر الوضع الأمثل لعائلة مريم وعشرين أسرة أخرى، وجميعهم مشردين، ولكن لديهم ما يكفي من المدخرات لتأمين 700 دولار شهرياً أجرة غرفة في ذلك الفندق، والذي افتتح قبل ثلاثة أشهر فقط من غزو داعش، كما أفاد جهاد، ابن مالك الفندق الكردي.

وقال جهاد: "كان فندقنا أشبه بسيارة جديدة قطعت مسافة كيلومتر واحد فقط". ومن ثم أخرج من درج سجل النزلاء، وقلب صفحاته المليئة بأسماء وأرقام"، وأضاف "نكاد نجن، فقد امتلأ فندقنا بالنازحين، الذين جاءوا ومعهم أجرة الإقامة لمدة شهر، ومن ثم نفذت أموالهم، وأخذوا بالتوسل لنا من أجل السماح لهم بالبقاء".

بعيداً عن الأهل
وتمضي مراسلة الصحيفة في وصف زيارتها لذلك الفندق في دهوك "في الطابق العلوي، وجدتُ والدة مريم تعد وجبة من البرغل فوق موقد كهربائي، وانضمَّتْ إليها قبل قليل جارتها فاطمة، وهي عازبة سنية ترعى ولدي أخيها، شقيق فاطمة وزوجته، اللذين علقا في الموصل. وتقيم نصف عائلة فاطمة تحت سيطرة داعش، ويخشون مغادرة المدينة.

وتقول فاطمة: "تختبئ النساء طوال الوقت داخل البيوت، وزوجة أخي مريضة، لكن مقاتلي داعش يرفضون السماح للأطباء بمعاينة النساء، وقتلوا عدة طبيبات، فهل هذا هو الإسلام؟ هؤلاء وحوش لا شبيه لهم في هذا العالم".