الرئيس الأمريكي باراك أوباما (أرشيف)
الرئيس الأمريكي باراك أوباما (أرشيف)
الخميس 23 أكتوبر 2014 / 12:35

صحيفة أمريكية: "وهم التغيير" دفع واشنطن لسياسات الخاطئة

24- إعداد: ميسون جحا

عدَّدت صحيفة ناشونال انتيريست الأمريكية، في تقرير أمس الأربعاء، الأخطاء التي ارتكبها البيت الأبيض، على الساحة الخارجية طوال السنوات الـ13 الأخيرة، واستبعدت احتمال أن تشهد تلك السياسات شيئاً من التطور، ما لم يتم انتخاب رئيس أمريكي جديد.

وذكر التقرير أن الولايات المتحدة بحاجة للتخلص من "التخبط المتواصل، دون وجود سبب واحد يدعو للاعتقاد أن الرئيس المقبل سيكون أفضل حالاً".

مما يطرح تساؤلاً حول "التفسير المقنع لمواصلة ارتكاب الأخطاء بالسياسة الخارجية، خلال سنوات من حكم رئيسين متتاليين؟، وهل يعود ذلك لأن حظ الأمريكيين السيء جعلهم يختارون رئيسين ضعيفين على التوالي؟".

وتكمن المشكلة، في "عدم افتقار أي من الرئيسين جورج بوش أو باراك أوباما للذكاء الفطري، إذ لا يتطلب اتباع سياسة حمقاء أن يكون منفذها رجل أحمق، بل يتطلب وجود رجل مضلل، وذلك بحد ذاته يطرح أيضاً سؤالاً حول كيف تضليل رئيسين على التوالي؟".

أوهام يائسة
تبدو الإجابة الوافية حول السؤال الأخير، في الافتقار لشيء ما فيما يتعلق بآفاق الولايات المتحدة بنظر نخبتها من العاملين في الشأن الخارجي، ويبدو أن الأفق العام للولايات المتحدة، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، يستند لمفهومين فلسفيين أساسيين، وكلاهما عبارة عن وهمين حقيقيين".

وينبع "الوهم الأول مما يمكن أن يسمى (الدافع التحسيني)، أي إمكانية تطوير الإنسان، والطبيعة البشرية، وأننا قادرون على إيجاد طريقة لنشر المحبة عبر العالم لو أننا عملنا بجد ودأب لتحقيق هذا الهدف".

وهذا هو الأساس الفلسفي لمفهوم سعى الرئيس الأمريكي الأسبق وودرو ويلسون لتحقيقه، ويقوم على أساس أن تطبيق القوة الأمريكية بالنيابة عن كامل البشرية كفيل بنشر الديموقراطية، والتي ستقود بالتأكيد لتعزيز السلام"، بينما فشلت تلك السياسة، ولم تفلح منذ ذلك الوقت".

القضاء على الاستبداد
وتمسك جورج بوش الابن بفكرة وودرو ويلسون، "عندما صرح في خطابه، عند تدشين ولايته الثانية، أنه هدفه يقوم على استئصال الطغيان من العالم، والقضاء على الاستبداد لدى كل بلد شعب وكل ثقافة، ولم يدرك بعد أن خطته لإقامة نظام ديموقراطي حقيقي في العراق عبر غزوه والقضاء على نظامه المستبد لن يؤد إلى النتيجة المرجوة، فمن أين يأتي أولئك الأشخاص بأفكار كهذه، وهل سمعوا بشيء اسمه الطبيعة البشرية؟"، بحسب الصحيفة.

نفس النهج
وبعد فشل الجهود السياسية للرئيس بوش بهدف تطوير البشرية، سار أوباما على نفس الطريق، ووقع في ذات الخطأ، إذ قال" إن لم نستقل العربة المتجهة في الطريق المؤدي لتدمير نظام معمر القذافي، ولو لم نشارك في الحملة ضده لما انتهى، ولكننا أوجدنا حالة من الفوضى يصعب احتواؤها".

واستنتج أوباما، وبالاستناد على "الدافع التحسيني" أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لا بد أن يزول، إلى أن بات العالم يخوض حرباً ضد تنظيم داعش، الذي يقاتله أيضاً نظام الأسد".