رواد إماراتيون وخليجيون يدعون إلى تصويب المنهاج التعليمية الدينية بما ينبذ الفكر الإرهابي
رواد إماراتيون وخليجيون يدعون إلى تصويب المنهاج التعليمية الدينية بما ينبذ الفكر الإرهابي
الخميس 23 أكتوبر 2014 / 12:31

أكاديميون يدعون عبر 24 إلى تصويب المناهج التعليمية الدينية لنبذ الفكر الإرهابي

24 - أبوظبي - هالة العسلي

أفاد عدد من المفكرين والمسؤولين الإماراتيين والخليجيين أن الفكر الإرهابي المتطرف هو الخطر الأكبر الذي يهدد منطقتنا العربية اليوم، ورأوا أنه المسبب الرئيسي للعمليات الإرهابية ونشأة الجماعات المتطرفة، داعين في تصريحات خاصة لـ24 على هامش منتدى الاتحاد السنوي التاسع في العاصمة أبوظبي، إلى ضرورة تحصين المجتمع من الأفكار الهدامة، وزرع ثقافة التعايش والتسامح بين أفراده، كأول خطوات مكافحة الإرهاب.

وشددوا على أهمية الالتفات إلى مناهج التعليم ومراجعة الخطاب الديني فيها، ومنع استغلاله في بث الفكر الإرهابي المتطرف، بما يعيد تصويب المفاهيم ويجعل أفراد المجتمع واعين ومدركين لكل محاولات التضليل والتشويه فيه.

وقال رئيس اتحاد كتاب الإمارات، رئيس تحرير صحيفة الخليج المسؤول، حبيب الصايغ لـ24 "الإرهاب خطر يهدد المجتمعات والأوطان ومن الضروري تحصين أفراده لمنع تكوين البيئات الحاضنة له، وأرى أن ذلك يدفع نحو ضرورة مراجعة الخطاب الديني في المدارس والجامعات ومراكز تحفيظ القرآن في العالم العربي والإسلامي، التي استغلت خلال الفترة الأخيرة بشكل واضح في بث مفاهيم التطرف والإرهاب في عقول الشباب".

ودعا إلى العمل على غرس القيم الدينية النبيلة في الأجيال الناشئة، بعيدة كل البعد عن الأنانية و التشدد والغلو واستخدام العنف باسم الدين.

الانفتاح والوسطية
وقال رئيس اتحاد كتاب الإمارات: "موقف الإمارات من الإرهاب، هو نموذج ناجح لما يجب أن تكون عليه التوجهات للتصدي للإرهاب، فالمسألة ليست فقط برفض العنف، وإنما بناء المجتمع والدولة المعادلة بمؤسساتها وأفرادها للفكر الإرهابي، ونرى أن دور الدولة الثقافي والاجتماعي والتنموي، القائم على الانفتاح والتسامح والوسطية والاعتدال والتعايش بين الحضارات والأديان والمذاهب والثقافات المتنوعة، أسهم في جعل الدولة حصينه في وجه كل المخاطر المممكنه".

وأكد الصايغ أن "دور الإمارات في مواجهة الإرهاب لم يقتصر على الدور عسكري فقط، بل تعدى ذلك بكثير ليكون دوراً ثقافياً وتنموياً واجتماعياً، هدفه إعادة نشر مبدأ السلام والعدل في كافة أرجاء العالم".

الفكر الإرهابي
ومن جانبها ركزت رئيسة جمعية الدراسات الإنسانية، الدكتورة موزة غباش في حديثها عن أسباب عودة الإرهاب إلى المنطقة على الجانب الاجتماعي قائلة: "خطر الإرهاب لا يمكن في العمل العسكري فقط، إنما الأخطر هو بث السموم في المجتمع عبر طرح أفكار التطرف والإرهاب الفكري والاجتماعي والديني بين الشباب والناشئة".

وأشارت إلى أن "التنظيمات القائمة تحت مسميات عديدة مثل داعش وحبهة النصرة والإخوان المسلمين وغيرها، تمتلك وسائل إعلامية قوية جداً تمكنت من استقطاب عقول الشباب، وتستدرج عواطفهم الجياشة من خلال ما يطرحه من آراء وأفكار إرهابية جديد، لذا فإن مواجهة هذه الجمعات لا يمكن أن يتحقق دون تحصين المجتمع وتصويب الأفكار فيه لا سيما تلك الدينية المتطرفة".

مفاهيم جديدة
وأكدت الدكتورة موزة غباش أن "مفاهيم العولمة والحداثة لم تعد وحدها تكفي لمواجهة الفكر المتطرف، فعلينا اليوم البحث عن مفاهيم جديدة قوامها العدالة الاجتماعية والمسؤولية الاجتماعية والقيم والأخلاق والتسامح".

ولفتت إلى ضرورة إعادة النظر في المناهج التربوية والبرامج الإعلامية في المنطقة، والقائمين عليها لما لهم من دور فعال في التأثير على عقول الشباب واستماله أفكارهم.

وقفه حازمة
ومن جانبه رأى المدير التنفيذي للنشر في أبوظبي للإعلام، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الإماراتية، محمد الحمادي، أن "جذور الإرهاب في العالم العربي لم تقطع بعد، واجتثاث جذور الإرهاب وأفكاره من عقول الشباب بحاجة إلى وقفة قوية وحازمة"، مشيراً إلى التزام دولة الإمارات بدورها كجزء من المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب والتصدي له.

ولفت الحمادي إلى أن "الإرهاب والتطرف أصبح عابراً للقارات وسريع الانتشار ويعود ذلك نجاح التنظيمات المتطرفة في توظيف التكنولوجيا الحديثة في استماله عقول الشباب وبث الأفكار الهادمة عبرها"، مشيراً إلى أن "مجتمع دولة الإمارات ينبذ التطرف والعنف ويعزز روح التعايش بين الأديان والثقافات، ويسعى جاهداً لإيجاد آلية تساهم في مواجهة العنف الذي انتشر في العالم، وذلك نتيجة تنبه القائمين على الدولة لأهمية تحصين فكر المجتمع وتوعيته".

دورالمؤسسات التعليمية
وفي سياق متصل، شدد الأستاذ في كلية العلوم الاجتماعية قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت، الدكتور شملان يوسف العيسى، على دور المؤسسات التعليمية والدينية والاجتماعية في تصعيد الأفكار المتطرفة في عقول الناشئة، ونبه إلى خطورة أن يكون القائمون على تربية وتعليم الأجيال ممن ينتمون إلى الفكر السلفي أو الإخواني، وهو الأمر الذي سيدفع حتماً شبابنا في العالم العربي للتطرف.

إعادة نظر
ونادى دكتور شملان بضرورة بث مبادئ العدالة الاجتماعية في المجتمعات القائمة على الولاء للوطن والدولة القائمة على الديمقراطية والعدالة والمساواة، مؤكداً على أن "هذه المبادئ هي الوسيلة الأقوى للتصدي للإرهاب والتطرف، إذ باتت الجماعات والتنظيمات الإرهابية تستهدف العقول وتوجهها للوصول إلى مبتغاها، لذى علينا أن نعيد النظر في مؤسساتنا التربوية والتعليمة لتفوقها على أجهزة الاستخبارات والأجهزة الأمنية في مقاومة الإرهاب".