الجمعة 24 أكتوبر 2014 / 10:46

واشنطن بوست: يد داعش في تركيا تهدد المعارضين السوريين

24- إعداد: ميسون جحا

تناولت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اليوم الجمعة، ما تناقلته وسائل الإعلام العالمية عن تغلغل عناصر تنظيم داعش في المناطق الكردية القريبة من الحدود مع سوريا، وترويعهم لعناصر سورية معارضة.

وقبض عناصر تنظيم داعش في تركيا على المعارض السوري البارز أبو عيسى، في شوارع مدينة أورفة التركية، وطالبوا بتقاضي مبلغ كبير لو تمكنوا من نقل المعارض عبر الحدود التركية إلى سوريا.

أسئلة محيرة
ورغم فشل المحاولة، إلا أن حادثة الاختطاف التي تمت في وضح النهار، طرحت استفسارات مقلقة حول ذراع التنظيم الإرهابي في تركيا، فضلاً عن قدرة السلطات التركية على احتوائه.

وبحسب الصحيفة، خلال العام الماضي، تعرض هذا البلد العضو في حلف الناتو لضغط كبير من قبل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لبذل جهد أكبر لوقف تدفق آلاف المقاتلين الأجانب، الذين دخلوا إلى تركيا بهدف المشاركة في القتال السوري، وذكرت تركيا أنها تحاول تلبية ذلك المطلب باتخاذها إجراءات حدودية جديدة صارمة، كتشديد الحراسة، وتركيب أسلاك شائكة وأبراج مراقبة، عند جميع نقاط العبور الرئيسية نحو سوريا.

لكن محاولة الاختطاف التي تمت خلال الأيام الأخيرة، تظهر الجذور العميقة لداعش في الداخل التركي، وتغلغله بين أكثر من مليون سوري نازح.

ومن المؤشرات على صحة هذا الاستنتاج، ما كشف عنه في مدينة غازي عنتاب الجنوبية الشرقية المحاذية للحدود السورية، عن وجود أكثر من 20 حزاماً ناسفاً، قيل أن تنظيم داعش خزنها هناك.

كما يقول نشطاء ومسلحون سوريون معتدلون يقيمون في تركيا، أنهم غالباً ما يتعرفون على رجال يتنمون للتنظيم المتشدد في مقاهي يرتادها سوريين.

خلايا نائمة
ولفتت "واشنطن بوست" إلى ما قاله سوريون عن تدفق قادة تنظيم داعش على مدينة أورفة، نظراً لاقترابها من عاصمة خلافتهم المزعومة الرقة، من أجل زيارة أسرهم، وتأمين المؤن الغذائية، وتوسيع حملتهم، ولقتل النشطاء الأكثر اعتدالاً، مثل أبو عيسى.

وقال الناشط السوري المعارض والصحافي خلف الجربا، المقيم في أورفة، "لدى داعش خلايا نائمة، ونحن جميعاً في خطر لأننا بتنا مسجلين في قوائمهم".

مدينة نمرود
ويتدفق السياح على أورفة الهادئة القديمة، حيث يقال أن نمرود رمى فيها سيدنا إبراهيم في النار، ولكن الله نجاه.

كما تحفل المدينة بفنادق حديثة تحوي محال تعرض أرقى المنتجات، وكان أمريكيون من بين مجموعات من السياح زاروا المدينة مؤخراً، كما تجمع الصحافيون من كل مكان في المدينة لمراقبة القتال الدائر في مدينة عين العرب (كوباني) المجاورة، حيث يعمل مقاتلون أكراد بدعم من الضربات الحوية الأمريكية، لصد هجوم يشنه داعش على المدينة.

مخاطر عبر الحدود
وبحسب الصحيفة، فأن محاولة اختطاف أبو عيسى، والتي ذكر تفاصيلها أصدقاء وزملاء ساعدوا على إنقاذه، تكشف عن بعض المخاطر التي يمثلها تنظيم داعش، والتي تتجاوز الحدود مع العراق وسوريا.

يشار إلى أنه لم يُكشف عن تفاصيل إنقاذ المعارض، لكن روايات قدمها 4 سوريين ممن التقوا به بعد الحادث، تطابقت مع بعضها.

وأشارت الصحيفة إلى صعوبة الوصول إلى أبو عيسى، وهو اسم مستعار اتخذه أجل حماية أسرته داخل سوريا، كسائر السوريين المعارضين.

ذراع التنظيم
وقال زميل وصديق لأبو عيسى، يلقب أبو شجاع، لمراسل واشنطن بوست: إن "الرجل موجود حالياً في سوريا، حيث يشعر هناك بالأمان، ولن يعود إلى تركيا".

وأضاف أن "أبو عيسى مقاتل معروف، وهو مزارع سابق، اكتسب شهرة لثباته في مواجهة مقاتلي داعش، وكان يقاتل في كوباني قبل سفره إلى أورفة قبل أسبوع من محاولة اختطافه، من أجل أخذ استراحة وللتشاور مع زملائه المقاتلين".

وتابع "مساء يوم الجمعة الماضي، انطلق أبو عيسى بصحبة ابنه عمار (20 عاماً)، لحضور اجتماع اتفق على عقده في بيت مقاتل آخر، وقاد السيارة صديق موثوق به، وهو المتحدث باسم لواء ثوار الرقة السوري المعارض أبو ماهر، ليتبين فيما بعد أنه متعاون مع تنظيم داعش، ولكن عند حدوث تبادل لإطلاق النار بين الخاطفين أنفسهم، بسبب الاختلاف حول قيمة الفدية، تنبهت قوات حراسة تركية، وطوقت المكان، فهرب الخاطفون، وتم إنقاذ أبو عيسى وابنه".