والناطق باسم الشرطة الفلسطينية في الضفة المحتلة اللواء عدنان الضميري
والناطق باسم الشرطة الفلسطينية في الضفة المحتلة اللواء عدنان الضميري
السبت 25 أكتوبر 2014 / 15:23

خبراء يجيبون: لماذا تبنت حماس عملية الدهس في القدس المحتلة؟

24 - غزة: محمد عرب

أثار التبني الضمني الذي أبدته حركة حماس لعملية القدس، التي قام بها الشاب المقدسي عبد الرحمن الشلهودي، موجة من الآراء المتباينة إزاء الإعلان غير الصريح الذي أظهرته حماس لمسئوليتها عن العملية.

لا يمكن أن تتخلى حماس عن أفراد تنظيمها لمجرد أن قاموا بعملية فردية دون الرجوع للقيادة السياسية لذلك أعلنت مسئوليتها بهذه الطريقة

وكان الشلهودي أقدم في بداية الأسبوع الماضي على دهس مجموعة من المستوطنين في مدينة القدس المحتلة بسيارته الخاصة، الأمر الذي أدى إلى مقتل طفلة على الفور وإصابة 10 مستوطنين بجراح متفاوتة.

فمن جهته، اعتبر المحلل السياسي، مصطفى الصواف، أن العملية هي أقرب ما تكون لأسلوب حماس في مثل تلك الحالات، لاسيما مع إيغال المتطرفين الإسرائيليين في القدس وملاحقة الفلسطينيين، حيث جاءت العملية بعد يومين فقط على حادثة دهس طفلة فلسطينية في القدس، على يد غلاة المستوطنين.

إعلان ضمني
وقال الصواف، الذي يعتبر مقرباً من حركة حماس لـ 24: "هذه مسألة طبيعية، أن يكون تبني حماس ضمنياً من خلال نعي الشهيد، والاعتراف بأنه أحد أفراد الحركة، وهذا التبني الضمني يقع ضمن مشروع المقاومة المستمر، وهو من الوسائل الرادعة للاحتلال ومستوطنيه، وحتى لو كانت العملية فردية، فإن حماس بطريقة أو بأخرى تهدف لإيصال رسالة معينة من خلال الإيحاء أو الإعلان الضمني عن مسئوليتها".

وأكد الصواف أنه من خلال تلك العملية، يبرز دور المقاومة وحماس، فهي لا يمكن أن تتخلى عن أفراد تنظيمها لمجرد أن قاموا بعملية فردية دون الرجوع للقيادة السياسية، لذلك قامت حماس بإعلان مسئوليتها بهذه الطريقة.

ويرى الصواف أن قوى المقاومة "لو أتيحت لها الفرصة لتنفيذ عمليات أخرى في القدس أو الداخل المحتل، ستقوم بذلك، سواء كانت من خلال العمل المباشر من الفصائل أو بشكل فردي كما يجري أحياناً في القدس".

محاولة رد اعتبار
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي المستقل، أكرم عطا الله، أن عملية القدس تهدف إلى إعادة الاعتبار لحماس، التي اتهمت مع الفصائل الأخرى بالتخلي عن مثل تلك العمليات في الداخل المحتل.

وقال عطا الله لـ 24: "كان الأمر نوعاً من استكمال مشوار حماس، حيث أن الفترات الماضية كانت سلبية في العمليات داخل القدس، وكان يعاب على الفصائل الفلسطينية، وخاصة حماس، عدم التفاتها لما يدور في المدينة المقدسة من تنكيل يومي من قبل الاحتلال ومستوطنيه".

وأضاف عطا الله أن حماس تمنّت أن يكون المنفذ أحد عناصرها، وهذا ما كان في بيانها، وأن "إسرائيل وجهت أصابع الاتهام للحركة مباشرة بعد إعلانها أن منفذ العملية أحد أبنائها "، مشيراً إلى أن حماس كانت ترغب في رفع رصيدها الشعبي، خاصة بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

عملية مخططة

من جانب آخر، اعتبر المفوض السياسي العام، والناطق باسم الشرطة الفلسطينية في الضفة المحتلة، عدنان الضميري، أن عملية القدس مؤسفة، وأن رواية حماس لها تتسق مع الرواية الإسرائيلية التي ادعت أن العملية مخططة مسبقاً لقتل الطفلة الإسرائيلية.

وقال الضميري، في اتصال مع مراسل 24 بغزة: "للأسف، رواية حماس تتسق مع الرواية الإسرائيلية، وكأن العملية مخططة بدهس طفلة إسرائيلية"، متسائلاً "هل هناك شرف في قتل طفلة حتى لو كانت إسرائيلية؟".

ويرى الضميري أن حماس تعاني مما وصفه بـ " قصر النظر السياسي "، حيث أنها بإعلانها المسؤولية الضمنية عن العملية تكون قد أخلت مسؤولية إسرائيل" عن جريمة قتل الشهيد عبد الرحمن الشلهودي.