السبت 25 أكتوبر 2014 / 21:13

العثور على لوحة "مريم المجدلية" لـ كارافاجيو

"أخيرًا وجدتها"، بهذه العبارة أعلنت مينا جريجوري الانتهاء من بحثها الذي استمر لسنوات عن لوحة "مريم المجدلية"، والتي تسمى "المجدلية في نشوتها" للفنان الإيطالي الشهير كارافاجيو، بحسب ما أفادت به جريدة "لا ريبوبليكا" الإيطالية".

وتعتبر هذه اللوحة إحدى اللوحات المفقودة للرسام الشهير (الذي عاش في فترة عصر النهضة وفر هرباً من الحكم الكنسي بموته بسبب لوحته "موت العذراء") حيث حمل معه ثلاث لوحات، كان من بينها "المجدلية"، على ظهر مركب في طريقه إلى ميناء إيركولي، حيث وافته المنية.
وسط مجموعة لوحات

الباحثة عثرت على اللوحة المفقودة وسط مجموعة لوحات أخرى، بحسب الجريدة الإيطالية، دون أن تضيف أي تفاصيل أخرى، إذ طلبت منها العائلة التي تمتلك اللوحة أن تبتعد عن أي أضواء لتبقى في الظل، ودون أن توضح إن كانت العائلة نفسها ستسمح بعرضها ذات يوم أم لا.

نسخ متعددة
من المعروف أن لوحة "المجدلية في نشوتها" لها عدة نسخ مقلدة في العالم، مع ذلك، ثمة لوحة وحيدة أصلية. ولو وضعنا في الاعتبار كمية اللوحات المزورة التي ترتبط باسم الفنان الإيطالي، فلابد أن يثير إعلان العثور على اللوحة المفقودة العديد من الشكوك، كما تفيد جريدة "لا بانجوارديا" الإسبانية، التي اوضحت أيضاً أن هناك عدة عناصر تسمح بالثقة في كشف جريدة "لا ريبوبليكا"، أولها أن مينا جريجوري نفسها تلميذة روبيرتو لونجي، الذي يعتبر أهم دارسي لوحات كارافاجيو. ثانيًا أن جريجوري أكدت للجريدة الإيطالية أنها متأكدة بنسبة 100%، موضحةً:"الجسد وصبغاته المتعددة، كثافة الوجه، الرسغان القويان واليدان ذات الصبغات الغاضبة مع تذبذبات اللون والضوء المثيرة للإعجاب، مع الظل الذي يظلل نصف الأصابع، كلها ملامح ملفتة وهامة في اللوحة، وهي كارافاجيو".

وبحسب الجريدة الإيطالية، هناك دليل ىخر لا يمكن تغافله، حيث ثمة ورقة معلقة في الجانب الخلفي للعمل، بخط ينسب إلى عصر الفنان الإيطالي، ويشير إلى كارافاجيو نفسه وإلى عمل كان سيحفظ في حي تشيايا، بـ نابولي، وكان مهدى إلى "الكاردينال بورجيسي دي روما". وهو الدليل القاطع، بحسب جريجوري، لنسب العمل إلى كارافاجيو.. لكن لماذا؟

الدليل القاطع لنسب اللوحة لكارافاجيو
في اليوم الحادي عشر لوفاة كارافاجيو، الموافق 18 يوليو 1610، أرسل مطران كاسيرتا، القس ديوداتو جنتيلي، رسالة إلى الكاردينال شيبيوني بورجيسي، جامع لوحات الفنان وراعيها. في هذه الرسالة، التي عانت مصيراً شبيهاً للوحة الزيتية وتم العثور عليها عام 1994، أخبره المطران بموت كارافاجيو. بالتالي، وصلت اللوحات التي كان يحملها معه إلى يد كوستانزا كولونا، ماركيزة وصديقة لكارافاجيو كانت تعيش في نابولي، في حي تشيايا، وكانت مكلفة بالاهتمام بها حتى تقوم بإرسالها للكاردينال.

بشكل واضح، المهمة لم تتم كما كان متوقعًا. لوحة "سان جوان" التي تعرض الآن في جاليري بورجيسي نعم وصلت لقبلتها الأخيرة. لكن "المجدلية" اختفت، وكذلك لوحة أخرى لسان جوان.