تنظيم داعش (أرشيف)
تنظيم داعش (أرشيف)
الأحد 26 أكتوبر 2014 / 10:54

موقع أمريكي: ثروات داعش أقل من 2 مليار دولار بعد ضربات التحالف

24 - إعداد ميسون جحا

لفت محلل السياسة الخارجية في موقع سليت الإلكتروني الأمريكي، والكاتب والمحرر السابق في مجلة فورين بوليسي جوشوا كيتينغ، إلى تراجع القدرات المالية لتنظيم داعش الإرهابي، وبدء تأثير الضربات الجوية الأمريكية في قطع الواردات عن التنظيم.

ويشير كيتينغ إلى أن النقاشات الدائرة حول كيفية تمويل داعش لعملياته ونشاطاته، تعتمد على التوقعات والحدس، لكن باحثين بدأوا في تكوين فكرة أفضل عن أموال التنظيم الإرهابي.

وفي هذا الإطار، يقدم الباحث في مركز برشلونة للشؤون الدولية إيكهارت وورتز، ملخصاً مفيداً عما عرف عن الموارد المالية لتنظيم الدولة اللا-إسلامية، موضحاً أنه "من المرجح أن واردات التنظيم اليومية تتراوح ما بين مليون إلى خمسة ملايين".

وكان مسؤول في الاستخبارات الأمريكية قدم معلومات لصحيفة غارديان، في بداية الصيف الماضي، تفيد بأن ثروة التنظيم تضخمت من حوالي ٨٧٥ مليون دولار إلى أكثر من ٢ مليار، عقب سقوط الموصل.

سرقة نفط وتهريب
ونقل الموقع عن كيتينغ قوله "يأتي القسم الأكبر من واردات داعش المالية من خلال بيع النفط، حيث يعتقد أن التنظيم يسيطر على ٦ من أصل ١٠ حقول نفط سورية، بالإضافة إلى عدة حقول في العراق، كما يعتمد داعش على شبكات تهريب، يعود بعضها لزمن الحصار الدولي الذي فرض على صدام حسين في التسعينات من القرن الماضي، ولفت الموقع إلى مقال نشر مؤخراً في صحيفة فاياننشيال تايمز، أوحى بأن نفط السوق السوداء غالباً ما يكرَّرْ في مصافي داخل كردستان العراق، مما يعني بأن داعش يشحن نفطه عبر أراضي أحد أعدائه".

سلب وضرائب
ويضيف الكاتب "ويأتي قسم آخر من واردات داعش عبر سلب ونهب المناطق التي يغزوها، ومن الضرائب التي يفرضها على أفراد يقيمون في مناطق سيطرته، وذلك في صورة ضرائب على المحلات والممتلكات العقارية، ولأن اللاجئين الهاربين تركوا بيوتهم، فقد قام التنظيم بتأجيرها، ومن ثم هناك الفديات التي تدفعها حكومات من أجل استعادة رهائنها لدى داعش، ويضاف إلى كل ذلك تبرعات تدفقت على التنظيم عند بداية ظهوره، لكن كثيراً ما تم تضخيم حجم تلك الأموال".

كلفة عالية
ويشير كيتينغ إلى احتمال استمرار تدفق تلك الواردات، وخاصة مع سيطرة داعش على أراضٍ جديدة، وإن بإيقاع أبطأ وبكلفة أعلى مما دفعه قبل أشهر، عندما اكتسح مناطق واسعة في العراق، دون مقاومة تذكر، ويتأكد ذلك من خلال معارك السيطرة على مدينة عين العرب (كوباني)، التي حولها المدافعون عنها إلى "ستالينغراد أخرى".

ويلفت الكاتب إلى قدرة داعش على استغلال سكان المناطق الخاضعة لسيطرته، ولكن يحتمل أنه تعلم من دروس سلفه، تنظيم القاعدة في العراق، الذي واجه، في منتصف العقد الماضي، انتفاضة عندما قاومه سكان سئموا من قوانينه، وفاض بهم الكيل من تجاوزاته.

استغلال الرهائن
ويشير كيتينغ إلى استمرار داعش في احتجاز آلاف الرهائن، لكن النهاية الدموية الوحشية لرهائن غربيين من أمثال جيمس فولي وستيفين سولتوفً الأمريكيين، والبريطاني وآلان هينينج، أدت لتراجع أعداد مواطني الدول الغربية القادمين إلى المنطقة، والذين تدفع عادة حكوماتهم أعلى الفديات المالية، كما تشير دلائل عديدة لتراجع بعض الجهات عن دعمها لداعش، بعدما انكشفت حقيقته.

أهمية واردات النفط
ويعود الكاتب للحديث عن واردات النفط، قائلاً "بالنظر لما سبق ذكره، يبقى النفط ركيزة أساسية بالنسبة لداعش، وبالنظر لاحتمال مرور عام قبل أن يتمكن الجيش العراقي من شن هجوم مضاد ضد مقاتلي التنظيم لاسترجاع حقوله المسروقة، ونظراً لعدم وجود تنسيق بين المسلحين المعتدلين السوريين وداعميهم الدوليين، فإن قطع واردات نفط داعش قد يكون أكثر الجهود نجاحاً في وقف داعش وإضعافه".
ويشير كيتينغ إلى حقيقة أن الضربات الجوية وفرض عقوبات اقتصادية، وقطع طرق التهريب، تعد جزءاً من هذا الجهد الدولي.

واردات ضخمة لتنظيم لا لدولة
ويختم كيتينغ بإبداء رأيه في كون داعش يملك من الأموال ما يكفي لتنظيم إرهابي، وليس لإدارة دولة واسعة المساحة، كما يحلم قادته، وهو لذلك لن يكون قادراً على مواصلة السيطرة على سكان مناطق غزاها، ولا في الاستمرار في حكمهم، وفي تأمين رواتبهم ومستلزماتهم المعيشية اليومية، ناهيك عن نيل ولائهم، خاصة بعدما استحوذ على أموالهم وفرض قوانينه الجائرة، بحقهم".