أعمال عنف غير مسبوقة في القدس (أ ف ب)
أعمال عنف غير مسبوقة في القدس (أ ف ب)
الأحد 26 أكتوبر 2014 / 12:26

ليلة أخرى من التوتر في القدس المحتلة

تجددت الصدامات مساء السبت لليوم الرابع على التوالي بين شرطيين إسرائيليين وشبان فلسطينيين في القدس الشرقية حيث قرر القضاء الإسرائيلي أن يرجئ ليوم واحد تشييع الفلسطيني الذي دهس طفلة إسرائيلية بسيارته قبل أن يقتل.

وسمع في الشطر الفلسطيني من المدينة المقدسة التي ضمتها إسرائيل بعد احتلالها، مساء السبت دوي انفجارات بعد صدامات وقعت خلال النهار وخصوصاً في حي سلوان الذي أصبح أخيراً مركز الاضطرابات وينحدر منه الفلسطيني الذي نفذ هجوم الأربعاء عبد الرحمن الشلودي.

وفي أحياء عدة، عمدت الشرطة الإسرائيلية إلى تفريق الشبان "بوسائل قانونية وغير فتاكة"، كما أكدت المتحدثة باسم الشرطة لوبا سمري لوكالة فرانس برس.

ويتعلق الأمر باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع التي تسببت في الليالي الأخيرة بحرائق في المنازل التي سقطت فيها إضافة إلى الرصاص المطاطي الذي أصاب الجمعة نحو 30 شاباً فلسطينياً بجروح، بحسب حصيلة غير مؤكدة لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).

تأجيل مراسم التشييع
وعلى خلفية أعمال العنف هذه غير المسبوقة من حيث وتيرتها في القدس، قرر القضاء الاسرائيلي أن يرجئ ليوم واحد مراسم تشييع الشلودي، وخصوصاً أن مناسبات كهذه غالباً ما تتحول إلى مواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.

وكان مقرراً أن يتم التشييع مساء السبت، لكن المحكمة قررت أن يتم في وقت متأخر الأحد تسليم جثة الفلسطيني (21 عاماً) الذي استشهد بالرصاص الأربعاء علماً بأنها لاتزال في عهدة الطب الشرعي الإسرائيلي، وفق ما نقل محامي عائلة الشلودي.

وأوضح المحامي محمد محمود في بيان أنه سيتم تسليم الجثة عند مدخل المقبرة الواقعة في جبل الزيتون قرب حي سلوان بين الساعة 23,00 ومنتصف الليل، ولن يسمح سوى لـ 20 شخصاً بحضور مراسم التشييع على أن تتسلم الشرطة الإسرائيلية أسماءهم مسبقاً.

وتؤكد إسرائيل أن الشلودي دهس عدداً من المشاة عند موقف "الترامواي" في القدس فأصاب 8 أشخاص بينهم طفلة توفيت لاحقاً. وتتهمه أيضاً بالانتماء إلى حركة حماس لكن أسرته نفت هذا الأمر تماماً.

وتعتقد والدته إيناس شريف (42 عاماً) من جهتها أن ما حصل حادث سيارة. وقالت إن ابنها البكر كان في الأيام الأخيرة في حالة إنهاك عقلي وإن طبيباً نصحه باستشارة اختصاصي.

وكان الشلودي خرج من السجن في ديسمبر (كانون الأول) 2013 بعدما أمضى فيه 14 شهراً بتهمة رشق حجارة، كما يقول ذويه.

انتشار كثيف للجيش الإسرائيلي
ومنذ الأربعاء، تنتشر الشرطة والجيش الإسرائيليان في شكل كثيف في القدس الشرقية مع ارتفاع حدة التوتر في المدينة القديمة وفي باحة المسجد الأقصى.

ومع تعثر الجهود لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، سجلت حوادث عدة ساهمت في تأجيج التوتر: قيام يهود متطرفون بقتل شاب فلسطيني في يوليو (تموز) رداً على قتل 3 شبان يهود في يونيو (حزيران) واعتقال مئات الفلسطينيين والنزاع في قطاع غزة وزيارات متكررة لليهود لباحة المسجد الأقصى يعتبرها الفلسطينيون استفزازية واستمرار الاستيطان الإسرائيلي وقيام مستوطنين بمصادرة منازل لفلسطينيين كما في حي سلوان.

أعمال عنف وشغب
وجاءت أعمال العنف في القدس الشرقية مساء السبت غداة استشهاد فتى فلسطيني يحمل الجنسية الأمريكية برصاص الجنود الإسرائيليين أثناء مواجهات مع محتجين كانوا يرشقونهم بالحجارة بالقرب من رام الله في الضفة الغربية المحتلة.

وقالت مصادر طبية وأمنية إن عروة حماد (17 عاماً) قتل في صدامات بين الجيش الإسرائيلي وفلسطينيين كانوا يرشقون الحجارة في قرية سلواد التي تشهد عادة مواجهات الجمعة.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه نشر جنوداً في هذا القطاع لحماية طريق يستخدمه المستوطنون بالقرب من مستوطنة عوفرا.

وأكدت واشنطن أن الفتى يحمل الجنسية الأمريكية مطالبة بتحقيق "سريع وشفاف". كذلك، دعت الخارجية الأمريكية "جميع الأطراف إلى إعادة الهدوء وتفادي تصعيد التوتر".

وقالت عائلة حماد إن مراسم تشييع عروة لن تجري قبل الأحد إلى حين وصول والده الذي يعيش في الولايات المتحدة.