الأربعاء 29 أكتوبر 2014 / 19:38

سعد الدين إبراهيم يعتذر للسيسي

24 - القاهرة - إعداد: أمنية الشامي

أثار الاعتذار الذي قدمه مدير مركز ابن خلدون للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور سعد الدين إبراهيم، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، واعترافه بأنه كان ضحية لـ"خدعة كبيرة" و"فخ" نصبته له قناة الجزيرة، للإساءة للرئيس المصري، الكثير من علامات الاستفهام حول الدور الذي يقوم به الإخوان عبر القنوات الفضائية الموالية لهم، لاستدراج النخبة المصرية واستفزازها للإساءة للنظام الحاكم في مصر، وإثارة الفوضى في المجتمع.

واعتبر خبراء في تصريحات متفرقة لـ24 أن ما قامت به قناة الجزيرة الإخوانية يكشف نوايا الجماعة الإرهابية تجاه مصر والشخصيات العامة، والتي يحاولون استغلالها لصالح أهدافهم، محذراً أن مثل هذه الأفعال قد تمثل خطراً ومؤامرة على مصر وأمنها القومي.

وكان مدير مركز ابن خلدون كتب مقالاً نشره اليوم الأربعاء بصحيفة الوطن المصرية، تحت عنوان "اعتذار وإنذار"، قال فيه: "أنتهز الفرصة لأحذر وأنذر غيري من أصحاب النوايا الطيبة من التعامل مع قناة الجزيرة عموماً، والجزيرة مباشر مصر خصوصاً، وهناك قول مأثور فحواه أن الطريق إلى جهنم يكون عادة مفروشاً بالنوايا الطيبة، ويبدو لي الآن أنني لم أمارس ما يكفي من الحذر والحصافة مع تلك القناة أو مع محاورها الإخواني الوضيع"، مقدماً اعتذاراً للرئيس السيسي، إضافة إلى اعتذار مماثل للملايين ممن شاهدوا ذلك الحوار.

ومن خلال مقطع فيديو تم بثه لسعد، قبل أن يعتذر، كشف أنه كان ضحية فخ نصب له من قبل قناة الجزيرة عن طريق صحفي مصري يعمل بها؛ لإجراء مقابلة معه، كان من المفترض أنها ستتطرق إلى الأوضاع التي تشهدها المنطقة ككل في الوقت الراهن والتعليق عليها، إلا أنه فوجئ بمحاور القناة يطارده بأسئلة حول السيسي، متعمداً توجيهه إلى التجريح في شخص الرئيس والنيل من نظامه، من خلال طرح أسئلة تتعلق بتزوير الانتخابات الرئاسية، وزيادة الأسعار وملف المعتقلين في السجون، قائلاً: "هنا فقدت صبري، وشتمت الرئيس والقناة، وهي الغلطة التي أعترف بها والرجوع إلى الحق فضيلة".

نوايا الإخوان
بدوره، لفت رئيس تيار الاستقلال، رئيس حزب السلام الديمقراطي، المستشار أحمد الفضالي، إلى أن ما حدث مع الدكتور سعد الدين إبراهيم يكشف نوايا الإخوان تجاه مصر والشخصيات العامة، والتي يحاولون استغلالها لصالحهم.

وأشار لـ24 إلى أن "الجماعة وبوقها الإعلامي قناة الجزيرة يقودان مؤامرة على مصر وأمنها القومي محاولين الإيقاع بالمصريين في الأخطاء واختلاق أزمات بين الدولة والمواطنين والسياسيين"، مؤكداً أن "قناة الجزيرة تلعب دوراً تآمرياً واضحاً". وشدد على ضرورة الرد عليها إعلامياً أيضاً، أي بنفس السلاح، حتى يتم توضيح الصورة للرأي العام العالمي، وبحيث لا يفهم أن النخبة المصرية تهاجم الرئيس عبد الفتاح السيسي والدولة المصرية والنظام الحالي، بل يتم توضيح أن المصريين راضون تماماً على النظام الحالي ويدعمونه.

الحرب الإعلامية
أما منسق تحالف شباب الإخوان المنشق، عمرو عمارة، فيؤكد أن "جماعة الإخوان فطنت أن وجودها في الشارع المصري من خلال التظاهرات لم يعد مجدياً أو له نفع على الجماعة، بل يزيد من الاحتقان تجاهها"، لافتاً إلى أن "الجماعة باتت تدرس بدائل لها، تسمح من خلالها بالظهور في المشهد أيضاً".

وأضاف لـ24 أن "الجماعة اتجهت إلى دعم الأبواق الإعلامية والصحفية، لاسيما الإلكتروني منها، لتحريض الرأي العام العالمي ضد مصر، مستخدمة الإعلام كسبيل للضغط على الدولة المصرية"، مشيراً إلى أن "الجماعة باتت تلجأ إلى وجوه مختلفة، وليس بالضرورة أن تكون متفقة معها في الرأي".

ويستطرد أن "ما حدث مع الدكتور سعد الدين إبراهيم، يُعد نموذجاً على هذا، حيث تم الإيقاع به لسب السيسي، ولأنه شخص معروف على مستوى العالم العربي وله شعبية كبيرة، ومعروف موقفه من إرساء الديمقراطية في العالم العربي، فالترويج لما يقوله في حق النظام، قد يكون أكثر تأثيراً على الرأي العام الخارجي والداخلي، من وجهة نظر الإخوان".

وخلص عمارة للقول إن "الحرب الإعلامية أصبحت إحدى وسائل الحماية والبقاء بالنسبة للجماعة، لاسيما أنها بدأت تنزوي عن الشارع ولم تعد تحتك بشكل مباشر بالمواطنين".