الخميس 30 أكتوبر 2014 / 17:28

واشنطن بوست: استراتيجية أمريكية متوازنة ضد داعش

24- إعداد: فاطمة غنيم

قال الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي البارز، ديفيد إغناشيوس، في مقال له بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن انطلاق متطرفي الدولة اللا- إسلامية(داعش)، الذين جاءوا من العدم، جعل النخب السياسية في العالم العربي تشعر بالارتباك والخوف.

أحرزت الولايات المتحدة سلسلة من النجاحات باستخدام القوة الجوية ودعم القوات الكردية العراقية التي تمكنت من تحرير الموصل وسد الحديثة

ورغم أنهم غاضبون من الولايات المتحدة كالعادة، إلا أنهم يريدون منها في الوقت ذاته أن تضع لهم استراتيجية ناجحة لمواجهة تلك الجماعة، التي أصبحت تهدد استقرار المنطقة ككل.

بداية بطيئة وقلق عربي

وأوضح الكاتب أن البداية البطيئة للرئيس أوباما، في طرح خطته لتفكيك وتدمير داعش، أدت إلى تنامي الشعور بالقلق لدى العالم العربي.

وأشار الكاتب إلى أنه سمع الأسبوع الماضي من أحد الزعماء القبليين من عشيرة "البونمر"، شرق نهر الفرات، قصة مؤلمة حول كيفية اجتياح بلدته، التي كانت مستاءة من أن الولايات المتحدة لم تضع خطة لتزويد حلفائها القبليين بالإمدادات.

وقال إغناشيوس إنه، بعد عودته إلى الولايات المتحدة، سمع من المسؤولين الأمريكيين الكثير من التفاصيل حول خطتهم واستراتيجيتهم لمواجهة داعش، والتي تضع في الحسبان الكثير من "الاحتمالات"، وهي بكل تأكيد استراتيجية تمهيدية، كما أقر مسؤول أمريكي بكل صراحة.

وبحسب الكاتب، فإنه من بين سلبيات تلك الاستراتيجية أنها تتطلب مزيداً من الصبر، وتعد الاستراتيجية الأمريكية أكثر وضوحاً بشأن العراق عن سوريا.

نجاحات مشتركة
وأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة استطاعت إحراز سلسلة من النجاحات، باستخدام القوة الجوية ودعم القوات الكردية العراقية التي تمكنت من تحرير الموصل وسد الحديثة، وحررت كذلك الإيزيديين المحاصرين في جبل سنجار، ودافعت عن إربيل وقرية أمرلي.

أما العمليات الكبيرة، مثل استعادة السيطرة على مدينة الموصل، فهو أمر يتطلب مزيداً من الوقت.

وأشار الكاتب إلى أن قوات الأمن العراقية تمكنت الأسبوع الماضي من استعادة السيطرة على مصفاة بيجي الاستراتيجية، وهاجمت القوات الكردية الجهاديين في بلدة زمر في شمال العراق.

استراتيجية متوازنة
ورأى إغناشيوس أن القيام بهذه العمليات الهجومية، سيضع مقالتلي داعش أمام خيارات صعبة: فإما أن يقاتلوا ويخسروا عدداً كبيراً من الضحايا، أو يتراجعوا أو يختبئوا، وهي خيارات ستؤدي كلها إلى إبطاء عملهم، على حد قول الكاتب.

وأوضح الكاتب أن "القادة العسكريين الأمريكيين يعلمون تماماً أن التصرف بسرعة أمر ضروري لكسب المصداقية عند أهل السنة، لا سيما بعد سقوط البونمر والمعاقل القبلية الأخرى في محافظة الأنبار".

بيد أن القادة الأمريكيين رأوا أنه ليس من الحكمة شن عمليات خاصة لتحرير جيوب صغيرة، من شأنها جلب أضرار كبيرة، وهي استراتيجية متوازنة من وجهة نظر الكاتب.