أمين عام المبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي
أمين عام المبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي
الخميس 30 أكتوبر 2014 / 18:35

مسؤول فلسطيني لـ24: إسرائيل كانت تخطط لإعادة احتلال غزة

24 - غزة - إعداد: محمد عرب

عبّر أمين عام المبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي عن عدم رضاه على اتفاق التهدئة الموقع بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية، معتبراً بنود الاتفاق التفافاً على الحصار الإسرائيلي وليس إنهاء له.

وعن سبب عدم انضمامه إلى الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة، مع العلم أنه كان أحد أعضاء وفد المصالحة في غزة، يقول إن "تشكيل الوفد كان على عجالة، وليس ضرورياً أن يذهب الجميع، بل الأهم هو ما عاد به الوفد إلى غزة من بنود".

توصيف لحل القطاع
وتحدث البرغوثي، في حوار خاص عبر الهاتف مع 24 في غزة، عن زيارته إلى القطاع أثناء العدوان الإسرائيلي على القطاع، موضحاً أن "هناك دمار هائل وجرائم حرب تقابلها أسطورة صمود وكفاح وثبات وعطاء للشعب الفلسطيني"، معرباً في الوقت عينه عن بالغ سعادته إزاء ما أبداه أهالي القطاع من صمود وصبر على الكوارث التي تسبب بها العدوان.

وأكد البرغوثي أن الأمانة الملقاة على كاهل كل مسؤول فلسطيني بعد هذه الحرب وما أحدثته من قتل وتدمير، يجب أن تكون موجهة نحو ملاحقة لقادة إسرائيل في المحافل الدولية، مشدداً على أهمية محاسبة الاحتلال على جرائم الحرب التي ارتكبها في غزة.

وتابع البرغوثي: "هناك مطلب سياسي بضرورة الالتحاق باتفاقية روما لجرائم الحرب وهناك قوى سياسية وقعت على ورقة تطالب بسرعة الانضمام لمعاهدة روما لجرائم الحرب، والطريقة الوحيدة لمحاكمة القادة الإسرائيليين هي الانتساب إلى هذا الميثاق"، في إشارة إلى تقاعس السلطة الفلسطينية عن الانضمام والذي من المرجح أن يكون نقطة تحول في تاريخ الإنسانية الدولية.

وعبر البرغوثي عن دعمه للمطالبات بالحصول على ميناء بحري ومطار في قطاع غزة، "لأنها الطريقة الوحيدة لفك الحصار الإسرائيلي وربط القطاع بالعالم الخارجي".

نقد بنود الاتفاق
وحول انتقاده لبنود الاتفاق وأنها غير كافية، قال البرغوثي:" أنا ما زلت مؤمناً أن إجراءات فك الحصار لا تكون بتخفيفه لأن ذلك يبقي المفتاح بيد إسرائيل، لذلك يجب أن يكون أمامنا أن ننشئ ميناء وممراً بحرياً لنستقل عن الإرادة الإسرائيلية، وهذا ما سيتضح خلال النقاشات القادمة".

وأكد البرغوثي أن إسرائيل "فشلت في تحقيق أهدافها من العدوان على غزة، لا سيما إعادة احتلال القطاع بشكل كامل، لافتاً إلى أن "الاحتلال أراد أن يخفي هذه الخسارة بدعم من الولايات المتحدة".

وأشار إلى أن "الولايات المتحدة تعرف أن احتلال غزة سيكلفها الكثير، أثناء العملية وبعدها، وإن الهدف الرئيسي فشل، والهدف الثاني هو كسر الإرادة الفلسطينية، وفشل أيضاً بسبب الصمود في غزة والانتفاضة الشعبية المستمرة في الضفة الغربية".

الوساطة المصرية
وفيما يتعلق بالدور المصري، قدر البرغوثي الجهود التي بذلتها مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل وقف شلال الدم في غزة.

ولفت إلى أن مصر "ساعدت على رفض مطالب إسرائيلية مثل نزع سلاح الفصائل وأفشلت المحاولات الإسرائيلية بزرع فتنة بين الوفدين المصرين والفلسطيني".

المبادرة ومنظمة التحرير
وفيما يتعلق بانضمام المبادرة الفلسطينية لمنظمة التحرير، قال البرغوثي: "قدمنا طلباً رسمياً منذ 2005، كي نصبح عضواً في منظمة التحرير وحتى الآن يتم النظر في الطلب من قبل المنظمة ولم يتم الرد علينا بإيجابية أو سلبية، ولكننا نحضر اجتماعات الإطار القيادي للمنظمة ولقاءات المصالحة الوطنية".

وأضاف أن المبادرة تنتظر الجواب منذ 9 سنين، ولكن مع هذا الانتظار يجب أن نعمل"، مشيراً إلى المقاومة السلمية والشعبية التي ابتدعتها المبادرة في الضفة الغربية.

الاستيطان
وفي موضوع الاستيطان والموقف الدولي منه، أكد البرغوثي أن الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأوروبية مثل فرنسا تبدو قريبة جداً من البدء بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب توسعها الاستيطاني وأنشطة التطهير العرقي التي تمارسها في الضفة الغربية في خرق فاضح للقانون الدولي.

وقال :"وجّه الاتحاد الأوروبي تحذيراً أشبه بالإنذار للحكومة الإسرائيلية، حدد فيه خمسة خطوط حمراء بما فيها البناء الاستيطاني في جبل أبو غنيم ومنطقة E1 وجبعات همتوس، بالإضافة إلى تغيير الواقع في المسجد الأقصى ومحاولة ترحيل الفلسطينيين من العائلات البدوية القاطنة في محيط القدس".

واعتبر أن العقوبات التي قد تفرضها أوروبا على تل أبيب تعتبر تحولاً هاماً من شأنه تعميق مشاكل إسرائيل وتمثل انتصاراً ملموساً لحركة "مقاطعة البضائع" وفرض العقوبات عليها وسحب الاستثمارات منها.