الخميس 30 أكتوبر 2014 / 19:39

موقع أمريكي: معهد "بروكنغز" الدوحة (2).. دفاع مستميت عن الإخوان وسياسات أردوغان

24 - إعداد. ميسون خالد

ضمن سياستها الداعمة لجماعات إسلامية بعينها، كتب منسق مؤتمر بروكنغز الدوحة في 2002، بيتر سينغر، أنه يجب إدراج الجماعات والأحزاب الإسلامية "المعتدلة" في العملية السياسية في معظم الدول المسلمة، بحسب تقرير موقع مجلس الأمن العالمي.

أصدرت مديرة مركز سياسات الشرق الأوسط بمعهد بروكنغز عريضة طالبت فيها الإدارة الأمريكية بقطع المساعدات العسكرية لمصر بعد عزل مرسي

وأضاف سينغر "في التعامل مع الديمقراطيات الناشئة، نجد نتيجة عامة، هي أن الأطراف الخارجية يجب أن تدعم إشراك الأحزاب الإسلامية في النظام السياسي بدلاً من إقصائها"، مؤكداً "مفتاح الأمر هو أن دمجهم في العملية السياسية يساعد المعتدلين على الاستمرار في الاعتدال، وذلك بدلاً من إجبارهم على البقاء خارج هيكل السلطة، ما قد يؤدي إلى أعمال عنف محتملة".

فشل التجربة
إلا أن التجربة الأخيرة في مصر تثبت فشل هذه النظرية، حيث إن جماعة الإخوان المسلمين انتهجت سياسات "فاشيستية" خلال العام الذي اعتلت فيه سدة الحكم، كما لم تتمكن من إرساء مبادئ الديموقراطية التي نادت بها في البداية، وفقاً لموقع مجلس الأمن العالمي.

ومع ذلك، استمر مفكرو "بروكنغز" في المناداة بإشراك جماعة الإخوان في الحراك السياسي المصري، في أعقاب هزيمتها، حتى في الوقت الذي استمرت في انتهاج الاستبدادية فيه.

وتعتبر مديرة "مركز بروكنغز سياسات الشرق الأوسط"، تمارا كوفمان ويتس، أن الإسلاميين بما في ذلك جماعة الإخوان، وجبهة العمل الإسلامي في الأردن، وحزب العدالة والتنمية في المغرب، تختلف جميعها عن أمثال القاعدة، وتقول إن هذه الجماعات "تريد تغيير المجتمع والحكومة نحو شيء (أكثر إسلامية)، لكنها تطمح للقيام بذلك (أسفل الرادار) وليس عبر تغيير ثوري كبير".

لا تحظروا الإخوان!
وتتابع "أدى أسلوب مرسي الإقصائي لانحراف مصر عن مسارها الديموقراطي الناشئ"، لكنها حذرت في ذات الوقت "إلا أن أي جهد لحظر جماعة الإخوان، ومحاولة علمانية المجتمع، سيؤدي لتنفير الغالبية العظمى من المصريين، الذين يؤمنون بأن السياسة يجب أن تعكس قيماً إسلامية".

واعتبرت ويتس أن عزل مرسي كان "انقلاباً عسكرياً"، رغم تأكيدها أن ملايين المصريين نزلوا للشوارع مطالبين بعزله.

وبعد ذلك بشهر، أصدرت ويتس عريضة طالبت فيها الإدارة الأمريكية بقطع المساعدات العسكرية لمصر.

ضغط على الحكومة المصرية
ولطالما حذرت ويتس من أن تضييق الخناق على الإخوان قد يؤدي لـ "توجههم للعنف"، واعتبرت، إلى جانب الزميل في نفس المركز، دانيال بيمان، أن "إقالة مرسي تضفي مصداقية على فكر تنظيم القاعدة، الذي اعتبر أن المشاركة في السياسة الانتخابية كان عملية "غادرة"، وأن المشروع الإسلامي لا يمكنه التقدم إلا من خلال العنف".

وحثت ويتس وبيمان صانعي القرار الأمريكيين على "الضغط على الحكومة المصرية لتوفير سبل لمشاركة الإخوان في الحراك السياسي والأنشطة المجتمعية".

وكتب الباحث بمركز بروكنغز، شادي حامد، أنه "لا يوجد أدلة تؤكد أن عناصر من جماعة الإخوان انضموا لأنصار بيت المقدس كرد على تضييق الخناق عليهم".

تركيا نموذجاً
وفي انتهاج لنفس سياستهم مع الإخوان، عالج مفكرو بروكنغز الوضع في تركيا، لاسيما بخصوص حزب "العدالة والتنمية" التابع لرجب طيب أردوغان، بخطاب خفيف اللهجة، حيث اعتبر الزميل الزائر في المعهد، أحمد كورك، في فبراير(شباط) 2013، أن "تركيا أردوغان تشكل نوعاً من العلمانية الأمريكية، حيث ينفصل الدين عن الدولة، إلا أن الدور الديني يبقى ظاهراً في المجتمع"، معتبراً حزب العدالة والتنمية يشكل "نموذجاً للحكم" للإسلاميين عبر الشرق الأوسط".

ويلفت موفع "مجلس الأمن العالمي" إلى رفض تركيا محاربة داعش، حيث يساوي أردوغان بين الجماعات الكردية التي حاربت الحكومة التركية لعقود وبين التنظيم الإرهابي.

وتشير الأدلة إلى معايير مزدوجة بين تركيا وداعش، باستخدام "المؤسسة الإنسانية" الخيرية التركية، حيث هربت أسلحة لسوريا لاستخدامها ضد جماعات جهادية، بما في ذلك داعش.

وكتبت صحيفة "حرية ديلي نيوز" في 2008 أن إقصاء العلمانيين من الحياة الاقتصادية، وفرض حضور صلاة الجمعة، ناهيك عن قمع الحريات والتجمعات، وغيرها من الأمور التي ينتهجها حزب العدلة والتنمية تؤكد على ظهور فضاء جديد لم يكن موجوداً من قبل في البلاد.

جسر باتجاه واحد
إن الواقع في قطر يختلف تماماً عن الصورة التي يرسمها بروكنغز، حيث تشير هيومن رايتس ووتش إلى أن 10% فقط من سكان قطر، من أصل 2 مليون، هم من المواطنين، ومعظمهم من المهاجرين الأجانب الذين يعيشون في ظل الظروف التي تمتاز بـ "الاستغلال" و"العمل القسري"، بحسب "مجلس الأمن العالمي".

كما أن سجل قطر في حرية التعبير يسبب قلقاً كبيراً، من ذلك مثلاً تأييد محكمة الاستئناف إدانة شاعر قطري للتحريض على قلب نظام الحكم، في فبراير(شباط)، عبر القصائد التي انتقدت الأمير القطري آنذاك، بحسب هيومان رايتس ووتش.

ولا تظهر أي من هذه البيانات في تقارير بروكنغز التي ينشرها مفكروه في الدوحة.

وبينما أنشيء بروكنغز مع قطر منذ 12 عاماً، في سعي لـ "بناء جسور مع العالم الإسلامي"، يبدو أن ذلك الجسر كان لتوجيه الحركة في اتجاه واحد فقط.