يفتتح رسمياً في نوفمبر
يفتتح رسمياً في نوفمبر
الجمعة 31 أكتوبر 2014 / 19:34

كندا تنشئ متحفاً لحقوق الإنسان

يقدم متحف حقوق الإنسان في كندا، الذي يفتتح رسمياً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مجموعة مذهلة من شهادات شفهية ومكتوبة لناجين من إبادات جماعية أو اضطهاد عرقي.

ويقام المتحف في وينيبيغ في قلب سهول مانيتوبا وسط كندا، ومع أن افتتاحه الرسمي حدد في الحادي عشر من نوفمبر (تشرين الثاني)، إلا أن الزيارات المنظمة إليه بدأت فعلاً في الأسابيع الماضية.

أهداف المتحف
واختير للمتحف موقع يحمل رمزية كبيرة تتلاءم مع الهدف منه، القاضي بفهم الآخر وتعزيز قيم حقوق الإنسان، إذ يقع في منطقة كانت تتقاطع فيها مواطن جماعات السكان الأصليين.

وبذل المسؤولون عن المتحف جهوداً مضنية لجمع المواد المعروضة، وهي تسجيلات مصورة وآلاف الوثائق والصور، التي تساهم في تكوين صورة واسعة عن مفاهيم حقوق الإنسان التي "تكثر تعريفاتها"، على ما تقول جودي غيشبرشت مديرة الأبحاث في المتحف.

وتضيف في مقابلة "بعض الأمور المسلم بها حالياً لم تكن تدرج في الماضي في إطار مفاهيم حقوق الإنسان"، مشيرة إلى أن المسائل المستجدة المتصلة بحقوق الإنسان هي التي تثير الخلاف، علماً أن أحداثاً تاريخية كبرى في هذا السياق ما زالت أيضاً محل جدل.

وأنشئ المتحف بمبادرة من ايزي اسبر القطب الإعلامي السابق في كندا.

محتويات المتحف
وتقول المسؤولة عن الشؤون الإعلامية مورين فيتز إن فكرة المتحف لا تقوم على وجود وثائق، بل على رواية أحداث تاريخية، مشيرة إلى "وجود أحداث مأسوية أكثر مما يمكن جمعه".

وتضيف "معظم متاحف حقوق الإنسان تحيي ذكرى أحداث معينة، لكن موضوع هذا المتحف هو فكرة حقوق الإنسان نفسها، ويجري عرضها من خلال شهادات من الضحايا والنشطاء الحقوقيين وغيرهم".

ويمكن للزوار أن يتجولوا في مساحات المعرض الممتدة على عشرين طابقاً، والتي تنقلهم بشكل تدريجي من الظلمة إلى الضوء، في هندسة أريد منها إثارة الأمل في النفوس رغم الأحداث المظلمة التي سجلها التاريخ.

صفحات سوداء وأخرى بيضاء
ووثقت هذه الأحداث المظلمة من خلال نحو مئة شهادة مسجلة من ناجين من فظائع أو إبادات جماعية، مع صور كثيرة تعيد إلى أجواء المحرقة النازية، ومجازر ارتكبها بنو البشر في حق بعضهم البعض.

ومن الصفحات السوداء في تاريخ كندا تلك التي توثقها صور تظهر اعتقال أوكرانيين في الحرب العالمية الأولى، واقتياد أطفال من أبناء السكان الأصليين للعمل سخرة على يد المستعمرين.

لكن المتحف لا يخلو من الصفحات البيضاء أيضاً، موثقاً التقدم الذي احرز في مجال المساواة بين الأعراق، وإقرار الحريات الأساسية.

ويأمل المسؤولون عن متحف حقوق الإنسان أن "يعرضوا وجهات نظر مختلفة، وأن يثيروا النقاش بين الزوار"، بحسب جودي غيشبرشت.

وبلغت كلفة إنشاء المتحف 351 مليون دولار، وهو من تصميم المهندس الأمريكي أنطوان بريدوك، الذي اختار له تصميماً حديثاً مع برج يعلو إلى ارتفاع مئة متر.

ويستهدف المتحف بشكل أساسي الطلاب والشباب، واعتباراً من مطلع العام الجديد ستنظم جولات للطلاب إليه من كندا وخارجها، ورصدت أموال خصصت لهذه الغاية.