• برنارد ليفي في ليبيا أثناء الأحداث التي انتهت بها في مستنقع التطرف والخراب(أرشيف)
    برنارد ليفي في ليبيا أثناء الأحداث التي انتهت بها في مستنقع التطرف والخراب(أرشيف)
  • تونسيون يحتجون على زيارة ليفي، وسيدة ترفع لافتة تقول:بي تش أل إرحل(موقع رو89)
    تونسيون يحتجون على زيارة ليفي، وسيدة ترفع لافتة تقول:بي تش أل إرحل(موقع رو89)
السبت 1 نوفمبر 2014 / 14:13

تونس: "صانع الفوضى" في ضيافة المرزوقي والغنوشي

24-إعداد: سليم ضيف الله

وصل إلى تونس برنارد هنري ليفي، الكاتب الفرنسي، الذي اشتهر في 2011، بدعمه لما سمي بأحداث "الربيع العربي" وبلغ ذروة الشهرة في الدول العربية المختلفة، بمناسبة الأحداث التي عرفتها ليبيا، بعد أن كان صوت المنتفضين على القذافي وأحد أبرز المنظرين والداعين إلى تدخل حلف "ناتو" فيها بمعية صديقه الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي.

رعب في معسكر النهضة وخوف من خسارة مقاعد إضافية لصالح حزب الباجي قائد السبسي

وصل "ليفي" إلى تونس ليجد في استقباله حشداً من المندّدين به وبزيارته، وهو الذي اشتهر بلقبت"صانع الفوضى" في الدول العربية منذ الأحداث في ليبيا، وخاصة بصهيونته المتطرفة، بالتوازي مع حملة على شبكات التواصل أطلقتها النهضة لتأكيد أن ليفي حلّ بتونس، بدعوة من الباجي قائد السبسي وحزبه.

مدمر ليبيا
لم يتأخر ليفي عن تأكيد أن التزامه السياسي في ليبيا، نابع من تعلقه الشديد بالقيم اليهودية والمبادئ الصهيونية، مذكراً في كتاباته وتصريحاته الصحفية، وأشهرها في المؤتمر الخامس للمجلس التمثيلي لليهود في فرنسا، في ديسمبر(كانون الأول)2011، بأن التزامه في ليبيا عائد "إلى تشبعه بقيم اليهودية والصهيونية" وذلك تأكيداً منه التزامه بالمشروع الصهيوني، قائلاً:"إن تدخلي في ليبيا كان تجربة سياسية فريدة، وكنت اليهودي الفرنسي الذي ساهم بنجاح في تطور الأحداث، وأني لأعتز بذلك انطلاقاً من إيماني بيهوديتي، وساهمت على هذا الأساس في تحديد جبهات وخطوط النضال والتحرك، وفي وضع الاستراتيجيات المناسبة التي تخدم بلدي وبلاداً أخرى"، علماً أن كل هذه التصريحات التي نشرت على موقع مجلس الجاليات اليهودية في فرنسا، حذفت بعد ساعات من نشرها، ولكن التسجيل بالفيديو وبالصوت وجد طريقه إلى عدد كبير من المواقع التي كشفت تورط الرجل في تدمير ليبيا وجرها إلى مستنقع التطرف والخراب، وفي صناعة الأحداث في المنطقة العربية منذ 2011.

رهان الأرض المحروقة
وحلّ ليفي، صباح السبت بتونس، تلبية لدعوة من الرئيس المؤقت المنتهية ولايته، المنصف المرزوقي، الذي يصر على الترشح لمدة رئاسية جديدة، رغم انهيار حزبه "المؤتمر" في الانتخابات البرلمانية التي جرت قبل أسبوع، ورغم تآكل صورته وتزايد النقمة عليه بسبب الدور الذي لعبه في استفحال الإرهاب والتطرف في البلاد، وهو ما أدركه التونسيون فعاقبوه انتخابياً قبل أن يستقبلوا ضيفه السبت في المطار، بشعارات منددة به وبصهيونته ودوره المشبوه.

وحسب تقارير إعلامية واردة من تونس، لا تقتصر زيارة ليفي على اللقاءات مع المرزوقي، الذي استنجد برجل الصهيونية العالمية، لسببين هما الإفادة من دوره وعلاقاته المتشعبة ربما لعكس التيار ومحاولة الالتفاف على الرفض الشعبي المتزايد للمرزوقي، في الانتخابات القادمة، وربما أيضاً لاعتماد سياسة الأرض المحروقة، بتفجير الوضع وقلب الطاولة على كلّ من يبحث عن مخرج من ورطة الانتخابات السابقة التي جاءت برجل مثله إلى قصر الرئاسة في قرطاج.

وفي ضيافة الغنوشي
والأخطر حسب مصادر تونسية مثل "الإخبارية" أن ليفي وفور وصوله إلى تونس، اجتمع براشد الغنوشي زعيم النهضة، في لقاء لم تتسرب تفاصيله ولكن الواضح، أن الزعيم الإخواني، وعلى غرار إخوان ليبيا الذين استنجدوا به في 2011، مستعد لتنازلات وتفاهمات خاصة مع ليفي مقابل تسخير الرجل لإمكاناته الإعلامية والسياسية والاتصالية في خدمة النهضة، ومشروعها الرامي على المدى القصير إلى التصدي للفائز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وإفراغ تفوقه من كلّ مضمون أو دلالة مؤثرة في الخارج وخاصة في أوروبا.

ولكن النهضة وزعيمها الذي يعمل في هذه الفترة على تطويق حزب نداء تونس، بعد انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية رسمياً السبت، تعمل على مسارين مختلفين، الأول يتمثل في التقليل من "هول" خسارتها أمام الأنصار والرأي العام في تونس والخارج، لتفادي انفجار البيت الداخلي، وثانياً الإعداد النفسي للقواعد والحلفاء المحتملين أو الواقعيين، لتقبل مزيد من التآكل والتراجع، بعد سحب مقاعد إضافية منها ومنحها لمنافسيها.