نكتة على التواصل الاجتماعي من وحي كورونا (تويتر)
نكتة على التواصل الاجتماعي من وحي كورونا (تويتر)
الثلاثاء 28 أبريل 2020 / 20:57

الفكاهة في زمن كورونا

جائحة كورونا التي غافلت الجميع في نهاية 2019، غزت العالم بأكمله، متسبّبة بتعطيل الأعمال والأنشطة على مستوى العالم، ومستنفرة كل الجهود الوقائية والطبية، للتقليل من آثارها الصحية والاقتصادية.

هيدا أنسب وقت، لا عرس ولا معازيم ولا سفر، كمامة واسبيرتو وعالبيت

المهم أن لا تتحول الفكاهة إلى عنصرية أو تمييز أو تقليل من قدر الآخر. فالسخرية فن وعلم ومحبة للذات والآخر. وليست النكت و الطرائف إلا تنفيساً عن مشاعر القلق والتوتر، من أجل رسم الابتسامة و نشرالتفاؤل والإيجابية

وبذلت الحكومات حول العالم جهوداً غير مسبوقة في التوعية والعلاج، كل حسب ظروفها ومقدراتها. التوعية هي من أهم طرق المكافحة، بتوضيح سبل العدوى وكيفية الوقاية منها واتخاذ الإجراءات والتدابيرالضرورية من تعقيم ووضع الكمامة وغسل اليدين والتزام المنزل وغيرها.

لاشك أن الحالة النفسية مهمة جداً للوقاية ولتقوية المناعة، من أجل صدّ هذا الفيروس؛ لذا حرص عدد كبير من الناس على نشر السعادة والبهجة بطرق عدة، مثل ممارسة هواياتهم أوالغناء من الشرفات، والتنزه في حدائق منازلهم، أو التعبير عبر وسائل الإعلام الجديد، السوشيال ميديا.

ومن الطرق الفعالة أيضاً تعتبر السخرية سلاحاً ناجعاً وفعالاً لإبعاد الحزن والضيق والكآبة الناجم من البقاء في المنزل لفترات طويلة، على غير ما تعوّد الناس، من خروج و ملاقاة الآخرين. السخرية هي حيلة نفسية اجتماعية للتنفيس عن الضغوط التي قد يعاني منها أشخاص أكثر من غيرهم ولرسم الابتسامات.

ساهمت ظروف متشابهة من بقاء في البيوت وتغير ظروف العمل، في ابتكار كثير من النكات والفكاهة والمواقف الطريفة التي تفهم بسرعة وتنتشر، مشيعة جوًا من البهجة والمرح. وتعتمد هذه السخرية على المبالغة والمغالاة في أسباب الجائحة وآثارها على حياة البشر، كاشفة عن مشاعرهم، وردات فعلهم.

ففي هذا الزمن إما أن يسخر المرء أو يتفلسف على حدّ تعبير شارلي شابلن، لأن السخرية ليست إلا ذرة الملح التي تجعل كل شيء مستساغاً بحسب غوته. وهذا هو المزاح النافع الذي يقول عنه الجاحظ في كتابه البخلاء: "ومتى أريد بالمزح النفع، وبالضحك الشيء الذي جعل له الضحك، صار المزح جِداً، والضحك وقاراً". وبذلك يكون للسخرية دور توعوي ونفسي واجتماعي.

وإذا كانت السخرية قديماً بالقول أو الفعل، فإنه أضيفت إليها الآن رسومات كاريكاتيرية ومواقف تمثيلية أو أغان شهيرة أو أبيات شعرية، مع تعديلها بما يتناسب وكورونا. ربما أشهر النكات التي قيلت عن كورونا إنها نسوية متعصبة، لأنها تصيب الرجال أكثر من النساء، وفي معدلات الوفاة أيضاً. أما ما قيل عن التزام الناس بالجلوس في البيت:

قم للبيوت وحيي من فيها
فإن في البيوت ناس زهقانة أواعيها
لأبي الطيب المتخبي.

هنا نلاحظ التغيير الذي أجري على اسم الشاعر وعلى البيت ليناسب ظروف الجائحة، مع ملاحظة أن البيت لا يستقيم وزناً، وألفاظه تغلب عليها العامية. هناك طرفة عن وضع فتاة بنطلوناً وبلوزة في الغسالة، فكتبت لها على الشاشة:

وين رايحة؟ خليك بالبيت.

وفي الأغاني سنجد أغان كثيرة، بينها أغنية بيت العز يا بيتنا، قد حوّرت كلماتها وتغيرت لتناسب ظرف البقاء في المنازل وكيفية التعقيم والوقاية. أما عن زيادة الوزن فالطرائف كثيرة عنه، منها رسم ساخر لقطتين تقيس إحداهما خصر الأخرى قائلة:
قلنا اقعدي بالبيت مو بالثلاجة! راح الخصر راح !

ورسم آخر لمعزاة تبحث عن خبز يابس، فيرد عليها الطفل عن الباب:
"لا والله، ما في، نحنا صرنا نأكل الأخضر واليابس!".

وشاب آخر ينصح بالزواج قائلاً:
"هيدا أنسب وقت، لا عرس ولا معازيم ولا سفر، كمامة واسبيرتو وعالبيت!".

وكتب أحدهم على تويتر لما أعلنت، وزارة التربية والتعليم في السعودية، الكل ناجح مع استمرار عملية التعلم، يقول أحد المعلمين دخلت أبارك لطلابي في القروب لقيتهم حاذفيني.

من المهم أن لا تتحول الفكاهة إلى عنصرية أو تمييز أو تقليل من قدر الآخر. فالسخرية فن وعلم ومحبة للذات والآخر. وليست النكت و الطرائف إلا تنفيساً عن مشاعر القلق والتوتر، من أجل رسم الابتسامة و نشرالتفاؤل والإيجابية، ندعو الله أن يرفع هذه الجائحة، وتنجح كل الجهود المبذولة لمكافحتها والحد من انتشارها.