الإثنين 23 يناير 2023 / 13:11

رسالة أمريكية إلى لبنان: الإصلاح أو العقوبات

24 - أحمد إسكندر

أرسل السناتور الديمقراطي بوب مينينديز، والسناتور الجمهوري جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، رسالة مباشرة إلى قادة لبنان، مفادها أنه يجب إحراز تقدم في العملية السياسية، أو مواجهة عقوبات أمريكية.

إذا تمكنت الولايات المتحدة من إعطاء الأولوية للبنان الآن سيمكّنها ذلك من تجنب التدهور الذي لن يؤدي إلا إلى دفع ثمن باهظ في وقت لاحق

وأشارت ذا ناشونال إنتريست، إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تلعب دوراً قيادياً حيوياً، ليس فقط في مساعدة لبنان على التعافي من هذه الأزمة التاريخية، ولكن في إعادة بناء قطاعات عديدة، ليصبح دولة ذات قيادة سياسية ومالية شفافة وذات توجه إصلاحي. ومن الملاحظ أن هناك إجماعاً ساحقاً في مجتمع صنع السياسات (العاصمة الأمريكية واشنطن) ينعكس في رسالة أعضاء مجلس الشيوخ والموجز السياسي الذي عمل عليه أكثر من 20 خبيراً رائداً في السياسة الأمريكية اللبنانية، وأشار علانية إلى أن هناك حاجة إلى إطار دولي جديد لتحفيز إدارة أفضل في لبنان، وتحتاج الولايات المتحدة قيادة مثل هذا الجهد الآن لأن لبنان على "حافة الانهيار".

تلبية الاحتياجات
إن الأولوية بالنسبة لقادة لبنان المنتخبين والأحزاب السياسية هي انتخاب رئيس إصلاحي وخالٍ من الفساد وملتزم بتلبية احتياجات الشعب، ويجب أن يتبع ذلك تشكيل حكومة فعالة في الوقت المناسب، وتحتاج الولايات المتحدة إلى استخدام جميع الأدوات الموجودة تحت تصرفها، كما تدعو رسالة مجلس الشيوخ، للضغط على قادة لبنان لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة يمكن أن تبشر بالإصلاحات التي تحتاجها البلاد بشدة.

وذكرت أن معاناة اللبنانيين هي نتيجة مأساوية لفساد النخبة المالية والسياسية، التي استفادت من مخطط "بونزي" الذي جعل عملة البلاد بلا قيمة، وأثار أزمة في القطاع المصرفي.

 في غضون ذلك، عطّل قادة لبنان المنتخبون تنفيذ الإصلاحات المنصوص عليها في اتفاقية صندوق النقد الدولي على مستوى الموظفين، والتي تعتبر ضرورية لإطلاق دعم صندوق النقد الدولي لإعادة تأهيل اقتصاد البلاد، وأوضحت الولايات المتحدة أن حزمة صندوق النقد الدولي ضرورية لكل من الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي للبنان والدعم المستقبلي من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
ونتيجة لهذه الأزمة، يعيش 80% من سكان لبنان البالغ عددهم 6.5 مليون مقيم ولاجئ تحت مستوى الفقر، بالإضافة لإهمال قطاعي التعليم والرعاية الصحية في البلاد على جميع المستويات.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، أكبر جامعة في لبنان (الجامعة اللبنانية) ليس لديها أوراق لإدارة الامتحانات، مع انحدار لبنان إلى وضع الدولة الفاشلة، هناك فرصة قوية لأن تدخل الولايات المتحدة أكثر في مهمة مطولة وصعبة بشكل متزايد لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة، ومواجهة التعديات المتزايدة من روسيا وإيران.

وأشارت إلى أن "إصلاح الكهرباء" مجال يمكن للولايات المتحدة أن تظهر فيه قيادتها التي تؤثر بشكل ملموس على ملايين اللبنانيين. في الوقت الحالي، يتلقى اللبنانيون حوالي ساعة إلى ساعتين فقط من الكهرباء يومياً بسبب الفساد وعدم الكفاءة في قطاع الكهرباء. بدون هذا المصدر الحيوي للقوة سيكون الاستقرار الاقتصادي مستحيلاً وستتدهور حياة اللبنانيين.
حلول الأزمات
وبينت المجلة أن إنجاز صفقة الطاقة في بلاد الشام، والتي ستشهد استيراد الغاز المصري والكهرباء الأردنية، تروج لها الولايات المتحدة ويلعب لبنان دوراً مهماً بنفس القدر، حيث تحتاج وزارة الطاقة إلى تعيين هيئة تنظيم الكهرباء المحايدة سياسياً واقتراح برنامج مستدام لاسترداد التكلفة كشرط ضروري لدعم البنك الدولي للمشروع، ويزداد هذا أهمية لأن إيران اقتربت من لبنان بعرض "هدية" وقود لمحطات توليد الكهرباء اللبنانية لتجنب تعقيد العقوبات.

ولا يزال دعم القوات المسلحة اللبنانية أحد أقوى أعمدة دعم الحزبين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. نظراً لاستنفاد رواتب الجنود بسبب الأزمة الاقتصادية في البلاد، فإن الدعم المعيشي لمرة واحدة الذي تقدمه الولايات المتحدة للعائلات العسكرية في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في لبنان أمر بالغ الأهمية، ويأتي جنباً إلى جنب مع تشجيع الولايات المتحدة الحلفاء لمواصلة دعمهم، ويعتبر الدعم المستمر للجيش اللبناني ضرورياً، إذا أراد لبنان السيطرة على أمنه وحماية وحدة أراضيه ضد أعدائه وأعداء الولايات المتحدة.
وأظهرت الولايات المتحدة مؤخراً قيادتها التي لا غنى عنها في تسهيل اتفاقية الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وبالتالي تجنب التهديد بحرب أخرى، وستحتاج الولايات المتحدة إلى إظهار نفس التصميم في قيادة المجتمع الدولي، وخاصة شركاءها في أوروبا، في الضغط على قادة لبنان المنتخبين لانتخاب رئيس مستعد وقادر على إجراء الإصلاحات اللازمة التي تلبي احتياجات لبنان، وإذا تمكنت الولايات المتحدة من إعطاء الأولوية لاستجابة لبنان الآن، يمكنها بذلك تجنب المزيد من التدهور، الذي لن يؤدي إلا إلى دفع ثمن باهظ في وقت لاحق.