غلاف كتاب "25 يوماً إلى عدن" (تويتر)
غلاف كتاب "25 يوماً إلى عدن" (تويتر)
الثلاثاء 31 يناير 2023 / 12:04

"25 يوماً إلى عدن" ملحمة الأيام الخمسة والعشرين

"رسم الخليجيون خطاً في الرمال لمنع الحوثيين المدعومين من إيران من الهيمنة على الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، والاستيلاء على الممرات الملاحية الرئيسة التي تربط نصفي الكرة الشرقي والغربي عبر البحر، الأحمر وقناة السويس".

تطلب الأمر ثمانية أعوام تقريباً، قبل أن يخرج "فارس" قلم من أمريكا، ليتحدث عن العمليات العسكرية التي أطلقتها الإمارات في 2015، ضمن قوات التحالف العربي في اليمن، للتصدي للحوثيين، وإفشال مشروعهم في اليمن.

في كتابه "25 يوماً إلى عدن" تحدث الأمريكي مايكل نايتس، أحد أبرز المحللين والخبراء العسكريين والأمنيين لدى مؤسسة واشنطن انستتيوت الأمريكية، في الشؤون الإيرانية والخليجية وأحد مؤسسي منصة مراقبة الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، وسوريا، عن خلفيات وأهداف العملية العسكرية في اليمن، التي تصدت لها الإمارات في جنوب البلاد، تحديداً، خاصةً في عدن العاصمة التاريخية لليمن الجنوبي، وما جاورها.

وعن كتابه، الذي يصدر قريباً، قال نايتس إنه قضى أكثر من 5 أعوام في "البحث الدقيق والتحقق من الحقائق، لأن المؤرخ العسكري يتحمل مسؤولية كبيرة، لأنه يحافظ على ذكرى الذين ضحوا بأرواحهم من أجل بلدهم ومن أجل زملائهم المحاربين".

وفي كتاب يُنتظر أن يشكل صدوره الرسمي حدثاً مهماً لما يتضمنه من تفاصيل، وحقائق لم يسبق نشرها أو التعرض إليها، يؤكد الكاتب أن "معركة عدن، هي قصة هذه الشراكة بين اليمنيين والإماراتيين، الذين صمدوا أولاً، ثم عززوا المنطقة الدفاعية بحراس الفرسان الإماراتيين ومدفعية القوات البرية، وأخيراً شنوا هجوماً مفاجئاً على الحوثيين، الذين انتهى بهم المطاف مطرودين خارج عدن".

بكلمات بسيطة قصيرة، وبحقائق اعتماداً على مقابلات وحوارات، وحوارات ووثائق خاصة، يكشف المؤرخ أسرار المعركة، وأهدافها، كانت عسكرياً لتحرير عاصمة الجنوب في اليمن، واستراتيجياً لقطع أذرع الأخطبوط الإيراني، تعبئة، ثم معركة، ثم تحرير، أُنجزت المهمة وعادت القوات إلى قواعدها سالمة غانمةً، نقطة إلى السطر.

بعيداً عن أروقة مؤسسات إعلام ومراكز أبحاث، احتضنت لقاءات وحوارات مع "شخصيات من الطراز الأول" جلست إلى طاولات نقاش وعلى مقاعد مخملية وثيرة، حمل الرجل أقلامه وجهاز تسجيل وكاميراً، لتوثيق خفايا عملية عسكرية، أعادت ضبط ساعة التاريخ والجغرافيا في المنطقة، أنجزت المهمة، وسلمت الأمانة إلى أصحابها وردت الحق إلى أهله، أو نصف الحق في انتظار استكمال التحرير، بيد القوات اليمنية وبقيادات يمنية، لحسم أمر الحوثيين في الشمال، وما تبقى لهم من مواقع في الجنوب.

للقصة تفاصيل لا يمكن معرفتها إلا بقراءة الكتاب كاملاً، ولكن ذلك لا يمنع عرض بعض ما كشفه الكاتب نفسه، كما قال في حوار المصري اليوم، يوم الخميس الماضي، عندما تحدث عن تصدي ثمانية "فرسان" إماراتيين، لجحافل الحوثيين الزاحفة على عدن، بعد نجاح القوات الخاصة الإماراتية في إدخالهم إلى عدن بالتعاون مع المقاومة الجنوبية "لم يعتقد أحد أن الإماراتيين يمكن أن يوقفوا الدبابات. كما قال لي اليمنيون خلال شهاداتهم: ماذا يمكنه أن يفعلوا؟ كانوا ثمانية رجال وجهاز راديو. لكن في غضون ساعات قليلة، حطّم هؤلاء الإماراتيون، 20 دبابة معادية بضربات جوية محكمة، وصدّوا الهجوم الأول للحوثيين تماماً، وظهر على الفور للقوات الجنوبية ما يمكن أن يفعله هؤلاء الإماراتيون الشباب، لقد كانت معركة إنقاذ عدن، أول معركة يهزم فيها الحوثيين بهذا الشكل، لقد نجحت الحملة العسكرية الخليجية في إنقاذ ثاني أكبر المدن اليمينة من السقوط، وإرسال رسالة إلى الإيرانيين وحلفائهم بأنه يمكن هزيمتهم في الميدان أيضاً".

قبل أن يُضيف الكاتب "لو سقطت عدن، لكان للحوثيين وإيران موقع قدم على المدخل الجنوبي لقناة السويس، وخليج عمان، لو انتصر الحوثيون في معركة عدن، كان من المحتمل أن يكون هناك سفناً بحرية إيرانية راسية في شبه الجزيرة العربية، وليس بعيداً عن مصر أيضاً.. هل يمكن أن تتخيل ذلك".
25 يوماً، فقط، غيرت العالم، وصالحت المنطقة مع منطق التاريخ والجغرافيا، لعبت فيها الإمارات وقواتها العسكرية، والخاصة على وجه التحديد دوراً حاسماً في منع السقوط الكبير، استجابة لطلب الحكومة اليمنية الشرعية، ولقرارات مجلس الأمن الدولي، ولجامعة الدول العربية، إنها قصة، أو ملحمة ستكشفها الأيام التي تحدث عنها الكتاب كثيراً، في انتظار ما سيلحقها من كتابات أخرى على مر الأعوام المقبلة عند فتح الأرشيفات الرسمية في اليمن وإيران، ودول التحالف العربي، وإتاحتها للباحثين والدارسين.